فيلم أمريكي جديد يُهين الجزائر عسكريًّا و سياسيًّا
صُوِّرَ فيه حدَّاد على أنَّهُ رئيس الجزائر يصارع الخونة
في خرجة جديدة لسلسلة من أفلام هوليود , و التي تُلمِّحُ من تارة إلى أخرى إلى مواضيع الجزائر , ففي آخر مرَّة كان فيلم أمريكي يُصوِّر قيام حرب بين الولايات المتحدة الأمريكية و الجزائر , نتيجة تعنُّت الجزائر و رفضها للتدخل الأمريكي لمحاربة الإرهاب في الجزائر , الأفلام دائما ما يقال عنها أنَّها من نسج الخيال و لا صلة لها بالواقع أحياناً , لكن أريد أن أضحك على من يؤمن بهذه المقولة , لأن هوليود و وسوائل الإعلام الأمريكية لا توجد لديها صدفة , فهناك دول عديدة مثل سوريا و العراق و مصر و أفغانستان , كلها كانت حاضرة بقوة في الأفلام الأمريكية و يتم إظهار الدول العربية و الإسلامية دوماً على أنها دول متخلفة و ضعيفة جدا و دائما ما يكون موضوع الإرهاب هو الحاضر القوي عندما تكون الدول العربية هناك , و اليوم نرى كل ماكان يًبث في الأفلام ك تلميحات و إشارات نراه يتحقق في الواقع المعاش .
تعمل هذه السياسة على برمجة عقول الرأي العام الدولي , و تبدأ بتشويه الصورة تشويها قويا , و أسهل صورة لتشويه أي بلد هي الديكتاتورية , مثل ما هو في أفلام أقيمة عن القذافي و عن رئيس كوريا الشمالية و غيرها , حيث يتم إفهام المتفرج المسكين أن نظام تلك دولة لا يصلح للحكم إطلاقا و تظهر الولايات المتحدة الأمريكية دائما من زاوية المُنقذ و المساعد و الحامي لحقوق الإنسان و حقوق الحشرات .....الخ .
و عملية التشويه هذه لا تأتي في فيلم واحد أو إثنين بل تأتي في سلاسل عديدة مع تواتر نشرات أخبار تتحدث عن الجزائر بسوؤ من تارة إلى أخرى , فمرة يوصف الجزائري بأنه إرهابي تائه , و مرة يوصف بأنه لص و خبيث , و مرة أخرى يوصف بأنه فاقد للهوية , و مرَّة أخرى توصف الدولة بأنها ديكتاتورية و قاتلة و ترفض تدخلات أجنبية , و يتم إذلالها و ضربها بقنبلة نووية أمريكية أو شلها عسكريا كما حدث في الفيلم الأخير الذي تحدث عن الجزائر .
لكن هذه المرة الأمر مختلف قليلاً فقد تم إقحام موضوع الجزائر في سلسلة فيلم أمريكي طويلة , ليس لحلقة أو حلقتين , لكن حكاية السلسلة كلها بدأت و تنتهي مع الجزائر , و تم التطرق بقوة إلى السياسة في الجزائر , و عمد صناع الفيلم إلى إقحام إشارات و تلميحات قوية عن وجود أزمات سياسية قوية في الجزائر , و أقوى تلميح هو تسمية الرئيس الجزائري في الفيلم " حدَّاد " نعم ليس صدفة بالتأكيد بل يا إما لعلمها بما سيحدث أو لمحاولة طرح هذه الفكرة من عدمها و تأجيج الوضع أكثر , حدَّاد هنا يظهر مظهر الرئيس الجزائري المنقلب على الرئيس السابق و يظهر مظهر الديكتاتور المسيطر في الجزائر و المدافع عن المصالح الجزائرية و المعادي لأمريكا و الغرب , بينما يظهر قائد الجيش الجزائري في الفيلم مظهر القائد الخائن الذي يتبع مصالح الدول الغربية , و تظهر الوزيرة الأمريكية مظهر المساعدة على إحلال السلام و تحاول إيجاد حل سلمي لتنحية الرئيس حدَّاد و تصنع نعرة بين الرئيس و قائد الجيش .
و تجري أحداث القصة عندما قامت جماعة إرهابية بالسيطرة على مدينة تمنراست و تهديدها الرئيس الجزائري و مطالبته بالتنحي , على مثال " الثوار في ليبيا " , عندها تتدخل الثوات الأجنبية الأمريكية و الغربية بدون رغبة من الرئيس بالقوة لمحاربة الإرهاب هناك و دون الإعتبار لوجود الجيش الجزائري , و في الفيلم تقدمت الولايات المتحدة الأمريكية تحت ذريعة أخرى و هي حماية الرئيس الجزائري , لكن فيما بعد أصبحت تطالب و تريد أن تعزل الرئيس الجزائري من منصبه و تعيين بروفيسور يتبع الأوامر الغربية , و ذلك بإعتبار الرئيس الجزائري حدَّاد ديكتاتوراً يعارضه كل العالم .
فتدخلت الوزيرة الأمريكية لمحاولة إقناع قائد الجيش الجزائري بضرورة الإنقلاب على الرئيس حدَّاد , ووضع حد له و محاولة إقناع قائد الجيش بأن هذا سيجنب الجزائر حربا ضروس تهلك الدولة و الشعب و تقضي على وجودها , حيث هددته بشن حرب على الجزائر من قبل الولايات المتحدة من القواعد الأمريكية القريبة من الجزائر مع كل من فرنسا و بريطانيا و قوات أخرى , في البداية رفض قائد الجيش الجزائري ذلك لكنه تنازل و وافق .
في أثناء هذه اللقطة دخل الرئيس الجزائري مع حرسه فجأةً غاضباً بقوة من دخول الوزيرة الأمريكية دون علمه , و من التدخل السافر المتكرر في شؤون بلده , حينها طلب من قائد الجيش توضيحا لكنه رد عليه بعبارة " حان وقت السلام صديقي " , إزداد غضب الرئيس الجزائري و طلب من حراسه إعتقاله , لكن قائد الجيش أوقف كل هذا و تبعه جنوده و الحرس الرئاسي و إنقلب بصورة مفاجئة على الرئيس , أخرج مسدسه نحوه و أمر بإعتقال الرئيس .
و كانت الحلقة بعنوان " نهاية الدكتاتور الجزائري " .
هذه الإهانة الكبرى التي توجهها الأفلام الأمريكية للجزائر دائماً , هي نتيجة لسلسلة من تخطيطات لبرمجة الرأي العام الدولي و عقول شعوب العالم و ترسيخ في عقولهم صورة الجزائر السيئة الديكتاتورية الضعيفة التي تسود فيها الفوضى و الدمار و عدم الإنسجام و كأنها أفغانستان أو باكستان , و هذه السلسلة من التلميحات عن الصورة السيئة للجزائر و الجزائريين لدى أنظار العالم , هي تجهيزاً لعقولهم لتقبل أي تدخل مستقبلي في الجزائر أو أي عدوان على الجزائر بإعتبارها دولة تصدر الإرهاب و تعم بالفوضى و الخراب .
و الإهانة الأخرى أيضا كانت للعلم الجزائري و البروتوكولات الجزائرية التي وضعت بشكل بالي و باهت جدا , شاهدو وضعية العلم الوطني و كيفية تموضعه و كأنه مجرد قطعة قماش معلَّقة , بالإضافة إلى اللهجة الركيكة و كأن مسؤولي الفيلم لا يعرفون اللهجة الجزائرية , تم إظهارها بشكل ركيك جدا و كأنها لغات فينيقية قديمة لا علاقة لها لا بالأمازيغية ولا بالعربية و لا بالجزائرية , كما أظهرت اللباس الجزائري للجيش و الرئيس و الشرطة و الحرس بشكل بااالي و قديييم جدا , و كأنهم مجرد ثوار و ليسو دولة . بينما يظهر الوفد الأمريكي بكامل قوامه من كل جانب .
في المقابل نجد السينيما الجزائرية ضعيفة للغاية أمام القوة الإعلامية الكبرى للولايات المتحدة الأمريكية , فهي لا تستطيع حتى إظهار الصورة الحسنة للجزائر , كيف لها أن تقاوم و ترد على مثل هذه الأفلام التي تهين الجزائر أكثر من مرة , ضعف سينيمائي كبير و أنا أتحدث هنا عن السينيما السياسية العسكرية ليس الدراما و العشق و الغرام و القصص السلبية التي تسود حال و نظرة المجتمع الجزائري .
نحتاج لقيام منظومة إعلامية قوية تسمع العالم أصداء الجزائر , جارتنا المغرب الشقيقة لها قنوات لإثبات رأيها في اوروبا و إفريقيا و شمال إفريقيا و الخليج , بينما نحن لا نكتفي سوى بعدد من القنوات المحلية التي لا تسمن و لا تغني عن جوع و لا فائدة منها أصلا , بل تكاد تندثر خصوصا القنوات التلفزيونية الرسمية , متى تنهض القوة الإعلامية الجزائرية على الأقل لوضع يد لها على المستوى الإفريقي الذي نتبجح بأنه سوقنا و بأنه موضع نفوذ لنا , لماذا لا نحرك ساكناً ؟؟؟ لماذا نكتفي بالإعلام المحلي الضعيف ؟؟؟ الذي لا يجيد سوى عرض الشتائم السياسية و عرض ما لا يستحسن عرضه !!!. غياب إستراتيجية إعلامية جزائرية يؤثر بقوة .
ism el filme
ReplyDelete