970x90 شفرة ادسنس

هل سنشهد رئيساً جديداً للبلاد ؟! | الغديري شخصية تفرض نفساها على الساحة


هل ستشهد الجزائر رئيساً جديداً !!

الغديري شخصية جديدة تفرض نفسها على الساحة


شهدت الساحة السياسية الجزائرية بروز شخصية علي الغديري الجديدة منذ الإعلان عن إستدعاء الهيئة الناخبة بداية الأسبوع الفارط , حيث تناقلت وسائل الإعلام أخبار ترشحه و إهتمَّت بموضوعه أكثر من أي مترشِّح آخر , و هذا بالطبع لكونه لواء متقاعد كان مسؤولاً عن إدارة المستخدمين في الجيش الوطني الشعبي, ولا ننسى التدخلات الخارجية التي سُجِّلت تحت إسمه من قبل جهات غير مرغوب بها في الجزائر , إضافةً إلى التصورات التي تمَّ التسويق لها المتعلقة بالخلفيات الداعمة له مادياًّ , فلنتابع لنرى إن كان حقاًّ يحمل صفات رئيس الجزائر الجديد !!

الجميع يعلم أنَّ أغلبية الجزائريين يحكمون على المظاهر أكثر من المحتوى و على هذا يعمل كل من يريد إبراز صورته على وتر التأثير الحِسِّي و على ترتيب ظهوره الإعلامي الشكلي و الضمني , وهي من أساسيات التسويق الناجح , و على هذا الأساس يمكننا أن نُقيِّم أسهم هذه الشخصية الجديدة لأنَّنا حقيقةً لا نعرف الكثير عنه و لم يسبق لنا و أن عملنا أو تعاملنا معه و لا نعلم المحتوى العميق لبرنامجه الرئاسي .

فلنبدأ من صفته المهنية السابقة , علي الغديري هو عسكري سابق حمل رتبة لواء و قاد جهاز المستخدمين في المؤسسة العسكرية وهو منصب حسَّاس بطبيعته لأنَّهُ يتحمل مسؤولية تسيير أفراد يتجاوز عددهم المليونين تقريباً , و قيادته لهذا المنصب تعني أنَّ له معرفة و خبرة متيزة في مجال الإدارة و التسيير , و هي نقطة إيجابية تُحسب له في مساره المهني بغض النَّظر عن نتائج إدارته لقطاعه التي لا نعلمها , و صفته العسكرية كلواء تمنحه زخماً كبيراً و يسهِّل بعض الشيء عملية التسويق لإسمه , لأنَّ الجزائريين يُقدِّرون و يحترمون المؤسسة العسكرية و يعتبرونها العمود الفقري لبلادهم , و بالتالي يترسَّخ في عقلهم الباطني أنَّ القائد العسكري له القدرة الكافية على مواجهة المواقف الصعبة الوعرة دون خوف أو تردُّد و هذا ببساطة لأنهُ يواجهها طيلة مساره المهني , فهو قبل كل شيء عسكري يتعرَّض دوماً لضغوط قياسيَّة , وهذه أيضاً تُحسب له كنقطة مُميَّزة لتسويق صورته .

ننتقل الآن للجانب الإعلامي  الذي من خلاله يريدنا أن نسمع كلمته , و يتم ذلك عن طريق الرسائل المشفرة التي نسمعه يوماً بعد يوم , سواءاً أكان هو قائلها أو عبارة محكية مُتناقلة أو تصوُّرات مُختلقة حوله , هذه النقاط و غيرها يتم تقييمها تحت إسمه حتى لو لم تكن له علاقة بها , لماذا ؟!

ببساطة لأنَّ الشارع لن يرحمه و لن يترك له مجالاً للتفسير و حتى و إن حدث ذلك فالفكرة القوية التي تُغرس تحت إسمه مهما كانت إيجابية أو سلبية ستبقى أقوى من أي محاولة لإصلاحها , ليس مثل المؤسسة الإقتصادية التي تستطيع أن تحارب الإشاعات التي ضدها بحكم قدرتها المالية و الوقت الواسع التي تمتلكه , أما الغديري فلديه بضعة أيام ليس إلاَّ لا يمكنه محو فكرة سيئة حتى لو كان بريئا حقاًّ منها , فالجانب الإعلامي بكل وسائله و تقنياته مهم للغاية .

نستطيع القول هنا أنَّ الغديري يحاول تسويق صورته بالكيفية التي يريد الشعب أن يراه بها ولكن بحذر شديد , فهو يعلم جيِّداً أنَّ أغلبية الشعب يُحب من يعارض السلطة بكل جُرأة و شجاعة و إذا مسَّ جهات حسَّاسة و مواضيع ساخنة سيعتبره الشعب بطلاً , ولكن لو يتبع الغديري هذه الرغبات سيجد نفسه في صدام عنيف مع النظام القائم و قد يتخطى الخطوط المسموح بها قانوناً و يخوض في عراك لا ناقة له و لا جمل ولا هو بحاجة إليه , فقد قلنا أي عملية تترتب عنها نتائج سلبية من قبله ستؤثر بقوة على ملفه و مستقبله في الإنتخابات بصفة عامَّة .

وفي هذا الصدد تطرَّق الغديري إلى المواضيع الحادَّة و لكن بشكل عام كإنتقاده للفترة التي سيَّرها عبدا لعزيز بوتفليقة , و بالرغم من أنَّه مسَّ جهات حساسة كنائب وزير الدفاع و قائد أركان الجيش الوطني الشعبي الفريق أحمد قايد صالح عندما أشار إليه بمسؤوليته في حماية الدستور , كما تطرق للمواضيع التي يتم مناقشتها بشكل يكاد يكون روتيني كالفساد و غيرها من الأمور .

أمَّ الجانب الأهم " الإعلام الضمني " , هنا تنتشر تصورات عن الجهة التي تدعم علي الغديري و هي مبنية على فكرة أنَّ الدولة يحكمها جناحين , جناح الحرس القديم " الجنرال توفيق " , و جناح السعيد بوتفليقة , ويعتبر مُسمم هذا التصور أنَّ علي الغديري تابع لجناح التوفيق , و بما أنَّه تابع للتوفيق فإنَّهم يتصورون بأنَّ رجل الأعمال الأغنى في الجزائر يسعد ربراب صاحب مجمع سيفيتال يقف ورائه مالياًّ , ناهيك عن الدوائر الإعلامية المحسوبة على التوفيق .

هذه الفكرة بالذات ردَّ عليها علي الغديري في خرجته الإعلامية الأولى بقوله " إنَّ التوفيق أعرفه و سبق و أن تعاملت معه , ولم تكن له أي سلطة علي أثناء مسيرتي المهنية كيف يكون هذا و أنا الآن خارج المؤسسة العسكرية " , و هو رد منطقي و ينسف نسبياًّ هذا التصور لكنه لا ينفيه , فإعتباره جزء من جناح التوفيق لا يعني إطلاقا أن للتوفيق سلطة عليه أو يتحكم فيه , لأنه يمكن أن تكون المصالح هي التي تحكم و تنشىء الروابط , ولا ينفي الجهة الداعمة له مادياًّ لأنَّ خوض غمار أي إنتخابات يتطلب مالياً كبيراً .

أما الجانب الذي يؤثر بشكل سلبي كثيراً , هو جانب التدخلات الأجنبية من الجهات التي يعتبرها الشارع الجزائري غير مرغوب فيها , فمنذ يومين تقريباً إنتشرت كالنار في الهشيم تغريدة للمحلل السياسي الصهيوني إيدي كوهين يقول فيها بالحرف الواحد " مبروك للشعب الجزائري لقد تم إختيار رئيسكم من قبل الفرنسيين و هو الماريشال علي الغديري وذلك بعد ترشيحه من قبل الماريشال توفيق حيث ذكر للفرنسيين أن بوتفليقة أصبح عاجزا عن أداء مهامه للولاية الخامسة ولذلك تمَّ إختيار الغديري , أمَّا الإنتخابات الرئاسية الجزائرية فهي خضرة على الطعام " , و بما أنَّ كل الجزائريين يكرهون الكيان الصهيوني كرها شديدا و يعتبرونه عدوًّا  رقم واحد فهذا بالتأكيد نقطة سلبية للغاية وجب عليه تداركها قبل أن تصبح من المسلمات لدى عامة الشعب .


أما من الدول الأخرى فقد راج أنه يقوم بإتصالات مع جهات فرنسية و جهات أمريكية , و إستخدام هذه العبارات و التركيز عليها يوحي بأنه متعاون و يحاول ضمان مصالح القوى الكبرى ليحصل على التزكية , وهذه أيضا نقطة سلبية قوية قد تصبح مسلَّمة لدى العامَّة إن لم يتدارك الأمر و يصححها .

الأمر الذي يحدث لأول مرة هنا , هو تدخُّل الإعلام الصهيوني الناطق بالعربية , و بما أنه ناطق بالعربية هذا يعني مباشرة أنه موجه لنا أي نحن المعنيون بهذا الكلام وليس الغديري في حد ذاته , لأنه من المعروف عن الكيان الصهيوني أنه يستخدم المتناقضات لتحقيق مصالحه , هذا ببساطة لأنه يعلم بمشاعر الجزائريين إتجاهه و أي جهة سيدعمها تكون لا محالة مكروهة و منبوذة لدى الجزائريين , وسبق و أن إستخدم الكيان هذه الأداة اكثر من مرة في مصر و بعض الدول العربية , غير أنه تخلَّى بعض الشيء عن هذه الفِعلة في الأيام الأخيرة عندما فتح مجال علاقاته مع دول الخليج العربي و اصبح يوثقها مباشرة و بدون اي تردد , أي أنه لم يعد يعنيه مشاعر الشعوب التي يريد أن يطبع العلاقات معها .

و يمكننا القول أيضاً أنَّ هذه النقاط السلبية ممكن ان تفيده في شيء واحد فقط و هو إنتشار إسمه و صوره بين الناس مما يجعله موضوع الحديث و الجدل , و هو ماقد يكون في صالحه إن إستلغه في تصحيح النقاط السلبية , و كما يبدو فهو يتبع فعلاً هذه الطريقة , لقد إنتظر مدة أسبوع من إنطلاق الجدل حول شخصيته حتى ظهر إعلامياً و بدأ في إعطاء العناوين العريضة لبرنامجه , وهي عناوين لا داعي لذكرها لأنها عامَّة و تُقال في كل مكان , و أظهر جانبا حازما من شخصيته بتحديه الصارح و الواضح للرئيس بوتفليقة عندما إعتبره مجرد مرشح لا يهمه , بالإضافة إلى طريقة كلامه التي تُظهر رزانة و ثقة كبيرة في النفس و من كلامه عن الإنتخابات يُعطي إنطباعاً بأنه قد ضمن النتيجة قبل الأوان .

و لكي نتأكد مما طرحناه يجب أن ننتظر الأيام التي ستكشف لنا المزيد عنه , هذا طبعا إن تمكن من جمع 75000 توقيع و هي ليست سهلة بدعم أو بدون دعم , و عندها قد يكون هناك كلام آخر .

شاهد الظهور الإعلامي الأول أمام الشعب لعلي الغديري





أترك لنا تعليقك حول هذا الموضوع من هنا

أحصل على كل جديد مباشرة من موقعنا بالضغط على " متابعة "


إشترك في قناتنا على اليوتوب من هنا 



  • تعليقات بلوجر
  • تعليقات الفيس بوك

1 Comentair:

  1. الغديري ماهو إلا تابع للنظام الحالي ، الذي أظهر فشله في تسيير البلاد طوال عقدين ،الجزائر منذ الإستقلال يحكمها اما عسكريون او اشخاص رشحهم العسكر.
    أيضا لم يأت بالجديد في خطابه ولا أراه حتى منافس لرشيد نكاز وغاني مهدي.

    ReplyDelete

Item Reviewed: هل سنشهد رئيساً جديداً للبلاد ؟! | الغديري شخصية تفرض نفساها على الساحة Rating: 5 Reviewed By: AyoubVision
Scroll to Top
google-site-verification: googleeb9bb8d83dc3c4d3.html