طلبة المدارس العليا يصعدون من حدة إحتجاجاتهم
صدام عنيف مع الأمن أمام مقر وزارة التعليم العالي !
في تطورات جديدة لتحركات طلبة المدارس العليا للأساتذة تعبيرا عن غضبهم العارم من قرارات وزارتي التربية الوطنية و التعليم العالي و البحث العلمي القاضية بإلغاء بندين من العقد المبرم مع الطلبة عند الدخول إلى المدرسة العليا للأساتذة , حيث يضطر الطالب الذي يدخل للمدرسة بمعدل لا يقل عن 14 و بعد دراسة متخصصة و طويلة لمدة 5 سنوات كاملة إلى إجتياز مسابقة التوظيف مثله مثل أي طالب في الجامعات العادية , و هذا مايعتبره طلبة المدرسة العليا إهانة غير مقبولة لمستقبلهم و تجعلهم مجردين من أي حقوق وأي أولويات مثلما نص عليه العقد الذي تم الإمضاء عليه في اليوم الأول .
ينص العقد الذي يبرمه أي طالب عند دخوله المدرسة العليا مع وزارة التعليم العالي و البحث العلمي , على أن يتم توظيف الطالب مباشرة في منصبه بمقر سكناه " ولايته " , كما له الحق في مواصلة دراساته العليا " الماستر و الدكتوراه " و له الأولوية في التوظيف . و هذا لسبب بسيط جدا و هو أنه يدرس خمس سنوات خصيصا ليكون فقط أستاذاً , فمن غير المعقول أن يتم إستبدال هذه الشريحة الموجهة لقطاع التعليم بشريحة أخرى من الجامعات العادية التي لا تتوفر على أي تكوينات بيداغوجية تسمح لها بإخراج أساتذة بنفس المستوى مع أساتذة المدارس العليا . فقط خمسة عشر يوما و يصبح أستاذ أهاذا يُعقل ؟؟
بدأت مشاكل طلبة المدارس العليا للأساتذة عندما تم توقيف مسابقات الماستر و الدكتوراه بشكل تام , مما أثار حفيظة الطلبة آن ذاك و قامو بسلسلة من الإحتجاجات في العام الماضي آخرها كان لمدة ثلاث أشهر تقريباً , حتى تفطَّن أخييراً وزير التعليم العالي الطاهر حجار لمطالبهم و أعاد فتحها , ليُسمَح للطلاب الأساتذة بمواصلة دراساتهم العليا و تطوير قدراتهم العلمية و هذا يندرج طبعا ضمن برنامج الوزارة الطامح للوصول إلى " الأستاذ الباحث " من أجل رفع مستوى التعليم العالي في الجزائر و تحويله لتعليم يُنتج الأبحاث وليس فقط يستهلك ويستهلك .....
بعد أن إطمئن الطلبة فيما يخص هذا الموضوع , أطلَّت علينا وزيرة التربية الوطنية نورية بن غبريط بعبقريتها الفذَّة حيث فتحت هذه السنة مسابقة وطنية لتوظيف الأساتذة مسَّت أكثر من 38 ألف أستاذ تقريباً . و هو عدد هائل من المناصب منها الذين تم تعيينهم مباشرة و منهم من هم في الإحتياط . هذه العملية الكارثية التي قامت بها الوزيرة أدَّت إلى تشبُّع القطاع من الأساتذة , و عندما جاء خريجو المدارس العليا للأساتذة تمَّ مواجهتهم بأنّه لا توجد مناصب شاغرة لهم و سيكونون في الإحتياط , فثارة ثائرتهم مرة أخرى على هذا الوضع .
لتفاجئنا الوزيرة بن غبريط و حجار بعبقرية منقطعة النظير أين قامت الوزيرة بعملية سهلة جدا للتخلص من المشكلة حسبها رفقة وزير التعليم العالي حجار بإلغاء إلتزام الوزارة المعنية من البند إبتداءا من الإلتزام بالتوظيف مرورا إلى التوظيف في مقر الإقامة و إنتهاءاً إلى حق الأولوية في التوظيف , و إستبدلت كل هذا بإنشاء أرضية رقمية حيث يتساوى كل خريجي المدارس العليا بطلاب الجامعات العادية , أين يتوجب عليهم هم أيضا إجتياز مسابقة توظيف و إنتظار حظهم في النتيجة .
و بالتأكيد كان لكل طلبة المدارس العليا للأساتذة عبر الوطن صوت واحد بالإعلان عن إضراب وطني شامل لا يزال يستمر منذ بداية العام إلى يومنا هذا دون أي فائدة تذكر ولا حتى إلتفاتة ,ماعدا التقزيم الذي أتاهم من لسان الوزير حجار , فالطلبة الآن فقدو كل الأمل في المدرسة أصلا لأنها أصبحت مجرد جامعة عادية لا تساوي شيئاً في سوق العمل , تخيل فقط كم كانت طموحاتهم عالية بمجرد ضمان المستقبل لكل متفوق , لكن يبدو أن هذا لم يعجب بن غبريط التي لا تزال تفاجئنا يوماً بعد يوم بقرارات هدَّامة أكثر منها بناءة .
و ماشهدناه اليوم أمام مقر وزارة التعليم العالي بالعاصمة و من أمام ملحقة كلية علوم التسيير و التجارة INC و كلية العلوم السياسية التابعين لجامعة الجزائر 3 , من إحتجاجات لطلبة المدارس العليا للأساتذة لدليل قاطع على مدى عمق المشكلة , فالوزير لم يحرك ساكنا بالطبع بل تحركت الآلية التي يستند إليها كل مسؤول في محنته و هي الشرطة , حيث حاولت قوات الأمن منع الطلبة المحتجين بطرق ذكية مُسبَّقاً , لكن لكل تكتكيك له تكتيك مضاد له , بمجرد أن تمكن الطلبة من غلق محيط وزارة التعليم العالي و ملأه صراخا و إحتجاجا للمطالبة بالإلتفاتة إلى مطالبهم الشرعية إنطلقت أجهزة الشرطة تحاول تفرقة المتظاهرين , و هنا لم تتصرف الشرطة الجزائرية بالحنكة المعتاد عليها في فض الإعتصامات فقد إستعملت القوة و الضرب المبرح و الغاز المسيل للدموع مما أدَّى إلى حدوث العديد من الإغماءات في أوساط المحتجين , كما أن ضغط الشرطة أدى بالطلبة لإقتحام كلية العلوم السياسية و من ثم كسر الباب و إقتحام ملحقة كلية علوم التسيير و التجارة INC , أين فشلت الشرطة في التحكم في التحركات السريعة لأعداد الطلبة لمدة معتبرة , توقفت الدراسة في معظم قاعات التدريس لكلية INC بالطبع خوفا من أي تطور قد يؤدي لمشاكل أخرى , بعدها تمكنت الشرطة من إستعادت السيطرة ببساطة و غلق كل المنافذ و حجز المحتجين في ساحة الكلية , و بعد مدة معتبرة تم إرسالهم في حافلات نقل الطلبة لإعادتهم إجباراً .
صورة أثناء الإعتصام أمام بوابة وزارة التعليم العالي و البحث العلمي |
صورة أثناء فض الإعتصام |
بعض الإغماءات |
0 Comentair:
Post a Comment