أمريكا و بريطانيا و فرنسا تقصف و روسيا و سوريا تنددان ؟!
كما كان متوقعا هاهو ترامب ينفذ وعوده بتوجيه ضربة عسكرية محدودة رفقة كل من بريطانيا و فرنسا , تحت ذريعة محاربة السلاح الكميائي , حيث مسَّت الضربات مركز للابحاث الكيماوية بدمشق و بعض القواعد العسكرية المنتشرة حول العاصمة السورية , و المفاجىء هو الرَّد الخجول من الطرف الروسي الذي طالما هدد الولايات المتحدة الأمريكية بالرَّد القاسي على أي ضربة تجاه سوريا , و إكتفت الخارجية الروسية بالتنديد و التهديد بعواقب الضربة الثلاثية على سوريا و كأنَّ الأمريكان و البريطانيين و الفرنسيين يقيمون هذا التهديد من أساسه !!!
أداء الدفاعات الجوية السورية كان ضعيفا عكس ما روِّج له فقد تم إعتراض 15 صاروخاً فقط من أصل 110 صاروخ ضرب العاصمة دمشق , فيما نقلت وكالات الأنباء الروسية و السورية بأن الجيش السوري قد تصدى للضربات الأمريكية و البريطانية و الفرنسية .
ناهيك عن الرَّد الآلي الذي إعتدنا عليه من قبل السلطات السورية " سنرد في الوقت و المكان المناسبين " متى يأتي هذا الوقت المناسب و هذا المكان المناسب يا ترى ؟ , فبمساعدة الكيان الصهيوني تم تحديد قاعدة من الأهداف الواضحة لكل الأطراف و التي تم قصفها اليوم و تدميرها أيضاً .
و فيما يظهر حسب التلفزيون السوري و الروسي عن إعلامهم المسبق بأماكن الضربة حيث تم إخلاء المطارات العسكرية و القواعد العسكرية في جو يؤكد لنا أن الضربة كانت بالتنسيق مع الطرف الروسي بإمتياز و أن كل ماتقوم به الديبلوماسية الروسية هي مراوغات من فراغ من دون أي عمل عسكري أو رد عسكري حقيقي على الميدان .
الأكيد أنَّ هذه الضربة العسكرية هي إهانة عظمى للقوة الروسية و لبوتين شخصيا الذي طالما توعد ترامب بإيقافه عند حدِّه , و ذهبت كل الهيبة التي كانت تضفيها روسيا على المنطقة أدراج الرياح , بمجرد ضربة واحدة من الأعداء المباشرين لروسيا لحليفة روسيا المعلنة " سوريا " تكسر كبرياء الطرف الروسي , و لابد له بأن لا يصدع رؤوسنا بدفاعاته الجوية و قواته المتواجدة في سوريا لمحاربة الإرهاب بما أنها لم تتمكن ولو بالقيام برد بسيط يفرض الهيبة على الاقل .
إنَّ الضربة التي وجهها ترامب و زملائه هي بدون شك ضربة للشخصية العسكرية الروسية و لشخصية الرئيس الروسي الذي أضفى على إسمه هيبة كبيرة قبل هذه الضربة , و تؤكد دائما على أن الأحادية القطبية لا تزال قائمة , و بأن الولايات المتحدة الأمريكية لا تزال تلعب الدور الكبير كدركي للعالم و أمام القوة المنافسة لها و من دون أن ترد عليها سوى بالتهديدات الكلامية .
و بدون شك فإنَّ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب و رئيسة وزراء بريطانيا و الرئيس الفرنسي ماكرون لم يدفعو تكلفة الضربة من جيوبهم , فقبل بضع أيام كانت هناك زيارة مكوكية لولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان لواشنطن ثم لبريطانيا و لفرنسا أين إجتمع جانبا بالرئيس المغربي و اللبناني , و الأكيد أنه دفع تكاليف الضربة مسبقاً و بالفوائد , فالدول الأوروبية الغربية لا تعترف بالعواطف كل مافي الأمر هي تجارة و مال .
الحمد لله أن الضربة لم تؤدي لخسائر بشرية , و ندعو الله أن يرحم الشعب السوري من الضربات الداخلية و الخارجية و أن يفرج محنتهم , و أن تنتهي هذه المرحلة السوداء في أقرب وقت .
0 Comentair:
Post a Comment