970x90 شفرة ادسنس

ترامب يسعى للمزيد من الضغط على سوق النفط


الولايات المتحدة تسعى للضغط على الإقتصاد الإيراني بالنفط

ترامب يلوِّح بإستخدام إحتياطي النفط الأمريكي


في خضم الجو المشحون إقتصادياً بين الولايات المتحدة الأمريكية و اوروبا و الصين و بين اوروبا و روسيا , هاهو دونالد ترامب يفتح جبهة مواجهة جديدة لكن هذه المرة ليس من أجل موازنة و إسترجاع فوائد مالية بل للإطاحة بإقتصاد دول بأكملها دفعة واحدة أو على الأقل الضغط عليها باقصى مايمكن , هذا ماتحدثت عنه تقارير إعلامية أمريكية حول تلويح ترامب بإمكانية إستخدام الإحتياطي النفطي الأمريكي كسلاح إقتصادي , و هو مانجم عنه قلق لدى الإقتصاديين الأمريكيين لما قد ينجم عن سوء إستعمال الإحتياطي إلى نتائج عكسية وخيمة على إقتصاد الولايات المتحدة الأمريكية وقد يؤدي في النهاية إلى المساس بإستقرار الشارع الأمريكي , كيف ذلك ؟!   لنرى كيف !

منذ بضعة اشهر شهدنا كيف إنسحبت الولايات المتحدة الأمريكية من الإتفاق النووي الإيراني , ذلك كان بعدما تم إلغاء العقوبات الدولية على الإقتصاد الإيراني و كان أبرزها حرمان إيران من تصدير نفطها في السوق العالمية , و هذا كان في سنوات 2008 - 2009 - 2010 - 2011 - 2012 - 2013 قد أدَّى إلى إرتفاع كبير في أسعار النفط وصل لعتبة 120 دولار للبرميل الواحد , لكن بعد رفع العقوبات بدأت إيران تسترجع حصتها في السوق بشكل تدريجي , وبما أنها تملك خامس أكبر إحتياطي نفطي مؤكد في العالم بعد كل من الولايات المتحدة الأمريكية و روسيا والسعودية و كندا , فإنها فعلاً إستعادة اسواقها في فترة وجيزة و تسببت خلال هذه الفترة هي و السعودية " التي كانت تريد غزو الأسواق التقليدية لإيران بنفس الطريقة " في إغراق سوق النفط بكمية هائلة جداً مما أدى إلى إنهيار أسعار النفط .

و بعودة إستقرار أسعار النفط ما بين سنة 2017 و 2018 في حدود تتراوح مابين 65 و 74 كحد أقصى , إستعاد الإقتصاد الإيراني مساره نحو التقدم من جديد , و هذا مايسمح لإيران بإكتساب قاعدة إقتصادية قوية تمكنها من المضي قدماً في تطوير برامجها العسكرية التي تخشاها الولايات المتحدة الأمريكية و دول حلف الناتو .

بما أن إيران حققت فائدة كبرى من الإتفاق النووي مع دول الغرب والتي إستفاد منها الطرف الاوروبي بنسبة شبه كاملة و بما أن إيران لا تزال  تنمي قدراتها العسكري بشكل لافت , إستعجل ترامب بالإنسحاب من هذا الإتفاق و طالب بتعديله ليشمل البرنامج الصاروخي الإيراني , لكنه في الحقيقة كان يطالب فقط بحصة أكبر لأمريكا في السوق الإقتصادي الإيراني مثلما إستفادة اوروبا من الإتفاق , فهو يرى أن أمريكا لم تستفد شيئاً .

على إثر إنسحاب الولايات المتحدة الأمريكية  رفضت اوروبا الإخلال بالإتفاق و بضغوط إيرانية متواصلة على اوروبا للوقوف بجنب إيران , طبعاً لم يكن هذا حبا في إيران بل خوفاً على الخسائر الكبرى الناجمة من الإستثمارات الكبرى للشركات الألمانية و الفرنسية و البريطانية في إيران خصوصاً في المجال النفطي التي إستحوذت عليه شركة توتال الفرنسية تقريباً .

وبالنظر لكل هذه المتغيرات فإنَّ الضغط السياسي و العسكري لم يعد يجدي نفعاً بل لا بد من التوغل في المزيد من الضغط , و قد بدأ فعلاً بإستخدام النفط كسلاح عن طريق الضغط على المملكة العربية السعودية لزيادة إنتاج النفط بنسبة خيالية " مليوني برميل " من أجل تخفيض أسعار النفط الذي هو مصدر مهم جداً من مصادر الإيرادات الإيرانية , وقد يستخدم الإحتياطي النفطي الأمريكي الأضخم في العالم لتقليل نمو الإقتصاد الإيراني أو الإخلال به إن أمكن , وبالتالي يسهل على ترامب الضغط على كافة الأطراف في إيران للنزول مرة أخرى للتفاوض على شروط جديدة من إملاءات ترامب .

إنَّ تخفيض إيرادات أي دولة بشكل كبير يؤثر فعلاً على كل شيء في تلك الدولة و يجعلها معرضة لإختلال كبير في إستقرارها السياسي و الإقتصادي و الإجتماعي , وقد يؤدي بها إلى السقوط مثلما هي الآن " فنزويلا " على حافة الحفرة . لكن إيران و طوال سنوات طويلة من الحصار الإقتصادي بشتى أنواعه و أشكاله  لم تتأثر بالدرجة التي أرادها صائغو العقوبات الغربية عليها  , و من المتوقع بالتأكيد أنها ستتخذ إجراءات وقائية تضمن لها تجاوز أي أزمة من هذا النوع خصوصاً و أنها إكتسبت خبرة فيها .                    

فإذا كانت إيران قادرة على تحمل الضغط و المزيد من الضغط  هذا سيجعل الولايات المتحدة الأمريكية تمد يدها بكثرة إلى إحتياطي نفطها الكبير , و الإستمرار في خفض الأسعار بهذه الوتيرة ولمدة طويلة سيؤدي بكل تأكيد إلى نتائج عكسية وخيمة على الإقتصاد الأمريكي , ماهي ؟

أولاً سيعجل هذا من أزمة كساد جديدة بسبب تراجع إستهلاك دول العالم الثالث , ثانياً طول مدة إستخدام الإحتياطي النفطي بهذه الطريقة سيؤدي إلى صدمة في النهاية فلا تستطيع الولايات المتحدة الأمريكية معرفة مدى إمكانية مقاومة الإقتصاد الإيراني و مدى قدرته على تجاوز الأزمة , حينها ستعود أسعار النفط فجأة إلى الإرتفاع الشديد و هذا سيؤدي إلى أزمة إقتصادية أمريكية داخلية قد تؤدي بالمواطنين الذين لا يستطعون شراء أي شيء بسبب غلائه الفاحش إلى الخروج إلى الشارع  و هذا ليس من مصلحة دونالد ترامب لأن هذا سيضر بكشل كبير بصورته في الإنتخابات الرئاسية لسنة 2020 .

يبدو أننا نسينا شيئا في النهاية , نستطيع أن نلحظ بسهولة أن الولايات المتحدة الأمريكية لاترى في إلحاق الضرر الكبير و الواسع في إقتصاد حليفه " المملكة العربية السعودية و الإمارات العربية المتحدة و قطر و البحرين و الكويت " بالنظر إلى أنهم من أكبر الإقتصاديات النفطية في العالم و الإنخفاض الحاد لأسعار النفط بهذه الطريقة سيضر بشكل كبير جداًّ إقتصاديات هذه الدول , فيما نرى أمريكا تجتمع مرارا و تكرارا مع أعضاء الإتحاد الاوروبي  عندما تقرر أي شيء يتعلق بمصالحهما المشتركة , هاهي لا تنظر إطلاقاً لحلفائها في منطقة الشرق الأوسط . إلاَّ في حالة واحدة فقط وهي عندما يدفعو له المال نقداً  فهو يراهم فقط مجرد دولارات لا غير.

شاهد تحليل مختصر عن الموضوع






شارك رأيك في الموضوع هنا

أحصل على كل جديد بالضغط على متابعة  " متابعة "


إشترك في قناتنا على اليوتوب 



  • تعليقات الموقع
  • تعليقات الفيس بوك

0 Comentair:

Post a Comment

Item Reviewed: ترامب يسعى للمزيد من الضغط على سوق النفط Rating: 5 Reviewed By: AyoubVision
Scroll to Top
google-site-verification: googleeb9bb8d83dc3c4d3.html