البرلمان النائم ينتفض ضد لاشيء !! | صراع بين بوحجة وولد عباس
الكتل البرلمانية تنتفض ضد رئيس البرلمان مطالبين بإستقالته
المصالح الضيقة تقسم الجهاز التشريعي للدولة !!
في سابقة هي الأولى في تاريخ المجلس الوطني الشعبي منذ تأسيسه في الجزائر ينتفض أعضاء البرلمان الجهاز التشريعي للدولة ضد رئيسه من أجل التضييق عليه و الضغط عليه للإطاحة به , يحدث هذا بسبب مصالح ضيقة بين الكتل البرلمانية الموالية للرئيس و بين رئيس البرلمان عميقة تتعدى الأسباب الظاهرة في أوراق المطالبات التي صدرت عن اللجان البرلمانية الموالية , وبما أنَّ القانون الداخلي للبرلمان الجزائري لا يتضمن سحب الثقة من رئيس البرلمان , فإنَّ القضية قد تؤول إلى حل البرلمان من قبل رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة الذي يملك الصلاحيات للتدخل في مصير الجهاز التشريعي للبلاد , وهنا ستكون أول مرة
يحدث فيها حلٌ للبرلمان الجزائري .
بدأت بعض الشوائب تظهر عندما علَّق ذات يوم رئيس البرلمان يوسف بوحجة على إقحام إسمه في قائمة طويلة تسعى لمطالبة رئيس الجمهورية من أجل الترشح لعهدة خامسة , وقال حينها أنه تم الزَّج بإسمه في القائمة من دون علمه , و بعدها تراكمت الشكاوى ضده تحت ظاهر عدم إهتمامه بمصالح البرلمانيين و بمطالبهم الشخصية و كذلك تم إتهامه بعدم إستقبالهم و بإتخاذه العديد من القرارات من دونهم .
المضحك في الأمر أنَّ هؤلاء البرلمانيين المحرَّضين من رئيس الكتلة الأكثر سيطرةً جمال ولد عباس الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني , لم يقفو أبداً للدفاع على الشعب بمثل مايقعلون الآن للدفاع عن مصالحهم , فقد سبق و أن جمدو أشغال إفتتاحية الدورة الخريفية للبرلمان بسبب إحتجاز زميلهم الضالع في قضية البوشي أشهر قضية فساد في الجزائر لحد الآن , يدافعون عن الفساد و المفسدين تحت مطالب " عدم إنتهاك الحصانة البرلمانية " , و في أكثر من مرة كانو يهددون بالقيام بإضراب لتحقيق مطالبهم الشخصية و ماهي تلك المطالب ؟؟
أغلب ماطالب و ضغط به أعضاء البرلمان هو رفع الأجور و زيادة الإمتيازات و الدفاع عن الحصانة البرلمانية و الكثير من هذه الأمو التافهى التي لا يستفيد منها الشعب في أي شيء , وهاهم اليوم ينتفضون بسبب مصالحهم التي تعارضت مع رئيس البرلمان , يطالبونه بإستقبالهم وهم أصلاً لا يدافعون عن الشعب " عن كتل الموالاة أتحدث " , و الأغرب من كل هذا هو إعتراضهم على إتخاذه العديد من القرارات بدونهم ألا يعلمون أن هذا كان بسبب غياباتهم المتكررة ؟؟ كيف لهم أن يشاركو في صناعة قرارات الجهاز التشريعي و البرلمان يشهد غياب 60% من أعضائه في كل دورة , ماعدا الدورات التي يكون فيها المستفيد هم شخصياً .
ثم منذ متى أصبحو يدافعون عن هيبة البرلمان ؟! و نسبو كل مشاكل البرلمان في شخص رئيسه الذي لا ندافع عنه لأنه تقريبا من نفس الزمرة لكنهم يتمادون في تكريس الرداءة , هم أصلا بلا معنى ولا يستطيعون الضغط ولا معارضة أي قرار يأتي من الحكومة حتى لو كان هذا القرار ضد الشعب , و فوق هذا يوقعون عريضة لمطالبة الرئيس بالترشح لعهدة خامسة ؟؟!!
إنَّ البرلمان النائم على طول الخط لا يستحي فعلاً ويظل يظهر كل ردائته يوما بعد يوم , ويظن بأفعاله هذه أنه يسترجع صوت البرلمان , لكنه في الحقيقة جعل البرلمان أكثر سخرية لدى الشعب من ذي قبل , بل أصبح الجزائريين يتابعون أنشطة البرلمان للضحك و البحث عن الفرجة لا عن مراقبة نشاطات منتخبيهم أمام الحكومة , الجميع يعلم الآن أنَّ البرلمان أصبح بدون أي قيمة بسبب الموالاة غير المشروطة للحكومة و الرئيس و مصالحهم الشخصية الضيقة .
وبما أنَّ القانون الداخلي للمجلس الوطني الشعبي لا يحتوي على نص يسمح للنواب بسحب الثقة منه , فهناك ثلاث سيناريوهات قد يتعرض لها البرلمان لتخطي هذا الإنسداد المتعمد , و أوله إستقالة رئيس المجلس الوطني الشعبي السعيد بوحجة و هو الذي يرفض هذا الخيار رفضا قاطعا متمسكا بمنصبه , أو أنَّ الرئيس بوتفليقة يقرر حل البرلمان بغرفتيه و إعادة إنتخابات برلمانية في غضون ثلاثة أو ستة أشهر و هذا قد يكون ضربٌ من الخيال بحيث من المستحيل أن تتمكن الدولة من إجراء إنتخابات رئاسية و تشريعية في بضعة أشهر , و لا ننسى أنَّ السعيد بوحجة هو في حد ذاته منتخب لعهدة تشريعية كاملة , و الحل الأخير هو أنَّ رئيس الحزب الذي هو نفسه رئيس الجمهورية يقوم بدعوة المطالبين إلى العدول عن طلبهم و ترك المجلس يسير وفقاً لقانونه الداخلي , أو أنَّ الرئيس يطلب من رئيس البرلمان الإستقالة طوعيةً .
لكن كل الجوانب تظهر و كأنها مغلقة فلا رئيس البرلمان يريد الإستقالة ولا الأمين العام لحزب جبهة التحرير دعى إلى العدول و لا رئيس الجمهورية تدخل و تبقى حالة الإنسداد مستمرة لتتعطل مصالح المواطنين المعطلة أصلاً بفعل كسل النواب و تماطلهم في طرح إنشغالاتهم و الضغط على السلطة التنفيذية من أجل تحقيق رغبات المواطنين , و سيزيد هذا الإنسداد الطين بلة عندما يتقرب موعد طرح مشروع قانون المالية للسنة المقبلة للدراسة و التصويت و العديد من المشاريع الأخرى التي لا تزال معطلة لحد الآن , ليبقى الجهاز التشريعي وصمة عار على الدولة ككل .
0 Comentair:
Post a Comment