هرم السلطة يعاني من الفراغ فهل تستجيب السلطة لمطلب الشعب ؟!!
الشعب يضغط و هرم السلطة يعاني من الفراغ
هل تستجيب السلطة لمطلب الشعب !!
تمرُّ الجزائر هذي الأيام بمرحلة عصيبة في تاريخها و اليوم سيكون الفصل و الحسم فإمَّا ستخرج الجزائر من التاريخ بالعهدة الخامسة أو تسترجع الدولة مكانتها و هيبتها بالإستجابة لمطالب الشعب و تركه يختار بكل حرية المرشح الذي يرى فيه رئيساً , لكن هل هناك مؤشرات حول ماسيحدث ؟!
بالطبع يوجد فالجانب الإيجابي من هذه المؤشرات التي تظهر من خلال الأحداث المتعاقبة تُظهر لنا من خلال التسريب الذي وقع لمحادثة المدير السابق لحملة بوتفليقة عبد المالك سلال مع رئيس منتدى رؤساء المؤسسات علي حداد , أنَّ هناك طرف ثالث يعمل على إفشال ورقة تمرير العهدة الخامسة من الداخل و بهدوء, فما جرى يوم السبت من إبعاد لعبد المالك سلال و عدم ذهابه لعين وسارة كما كان مبرمجاً هو أبرز دليل على أنَّ المحادثة المسربة هي حقيقة .
كما أنَّ منتدى رؤساء المؤسسات نفسه بدأ يضيق على رئيسه رجل الأعمال النافذ في السلطة علي حداد , فقد سحبت أسماء ثقيلة نفسها من المشهد و كان ابرزهم نائب الرئيس محمد العيد بن عمر و حسان خليفاتي و من المنتظر أن ينضم الآخرون , و لم يكتفي هؤلاء بالإستقالة و الإنسحاب فقط بل إنضمو لصف معارضة العهدة الخامسة .
أمَّا على مستوى هرم السلطة فهو يشهد فراغاً رهيباً لم يسبق له مثيل و لم تتعرض الجزائر له من قبل إلاَّ بعد إغتيال الرئيس الراحل محمد بوضياف , فالسعيد بوتفليقة شقيق الرئيس و الذي يعمل كل شيء تحت الظل و بإسم أخيه هو نفسه لم يعد قادراً على فعل شيء لا تسيير البلاد ولا حماية الكرسي , فهو لحد الآن يعالج في الولايات المتحدة الأمريكية من مرض سرطان البنكرياس , و لم يتبقى سوى ناصر بوتفليقة الذي يبدو أنّه لا يستطيع فعل شيء , في غياب من كانو يدعموه .
و على مستوى الحكومة فنحن نشهد غياباً تامًّا لكل أعضاء الحكومة , فكما جاء في المحادثة المسربة أين قال سلال لحداد بأنه لم يعد يبقى أي وزير في مكتبه و كل الوزارات خالية من وزرائها ماعدا وزارة الدفاع و وزارة الداخلية و الوزارة الأولى , و هذا يكفي لإظهار أنَّ هرم السلطة يعاني من الفراغ و الإرتباك الشديد و أن هناك من يريد أن يتخلص من العهدة الخامسة من داخل دوائر القرار .
لكن الجانب السلبي الذي يترقبه الجميع هو أن يتقدم بوتفليقة بأي طريقة كانت سواءاً بتوكيله لأحد غيره أو بقدومه شخصياً , هنا لن يبقى مجال للأمل فإمَّا يزداد الغضب الشعبي و يخرج كل الجزائريين بقوة للضغ على مؤسسات الدولة و من بينها المجلس الدستوري كما يحدث اليوم مع خروج الطلبة في مظاهرات للمطالبة بإلغاء ترشح بوتفليقة للعهدة الخامسة , هنا بالتأكيد سننتظر الكارثة و هي زحف الجماهير على مقرات الدولة و قصر الرئاسة بالقوة و هنا إن لم تتمكن الشرطة من تفريقهم سيتدخل الحرس الجمهوري و الجيش و قد يحدث مالايحمد عقباه , و نعود إلى سيناريو الإنقلاب العسكري أين إستنجدت السلطة بالدبابة .
عندها لن يكون خيار آخر سوى فرض حالة الطوارىء و تأجيل الإنتخابات , و عندها إما يتم إيجاد بديل لبوتفليقة أو تدخل الجزائر في دوامة الدم من جديد و ربما تكون الأعنف بسبب مايدور في الحدود الجزائرية من كل جانب و ترصد كل الدول الأوربية للأحداث و إستعدادها للتدخل إن سمح الأمر .
و مايزيد الطين بلة هو إستفزاز الشعب بتغيير مدير الحملة الإنتخابية و إظهاره على أن بوتفليقة من قام بذلك و هو ينازع بين الحياة و الموت في سويسرا , و فوق كل هذا تُظهر السلطة للشعب بعد ما خرج كل هذها لخرجات و صرخ كل هذه الصرخات في وجه العهدة الخامسة بأنها ماضية في ترشيح الشبح الكادر لعهدة خامسة من دون مبالاة للشعب ولمطالبه .
إنَّ هذا التعنُّت من السلطة سيؤدي بالجزائر إلى الخروج من التاريخ فعلاً , فلا المؤسسات قادرة على مواجهة مثل هذه الظروف و الهزات العنيفة و لا الشعب مستعد لتلقي صدمةا لعشرية السوداء من جديد من أجل حفنة من الفاسدين لا يريدون أن يتركو الكرسي , و هذا بالرغم من أن الشعب أبَّان عن حضاريته و عن ثقافته الراقية في المظاهرات الأخيرة التي كانت سلمية و ودية صفع بها كل المشككين , لكن إن إستمرت السلطة على هذا النحو فلا أحد يضمن أن المظاهرات ستبقى سلمية لأبعد حد .
لحد كتابة هذه الأسطر لم يتقدم بعد لا رشيد نكاز ولا غاني مهدي و لا الطاهر ميسوم و لا بوتفليقة لإيداع ملفاتهم , فمن المنتظر أن تكون أعلى ساعات الضغط على الساعة الثالثة أو الرابعة و هي موعد تقديم إيداع ملف الترشح لأغلبيتهم , أما تقديم ملف بوتفليقة فسيكون ضربة صاعقة لأمل و رغبة الشعب في التغيير السلمي و الهادىء و إخراج كل ماعلق في الكرسي بسلام .
ندعو من الله تعالى أن يخرجنا من عنق الزجاجة و أن نكون سالمين في أبداننا و وطننا و أن لا تكون هناك دماء تُزهق من أجل حفنة فاسدين .
شاهد تحليلاً عن إمكانية تقديم بوتفليقة لملف ترشحه
أترك لنا تعليقك حول الموضوع من هنا
أحصل على كل جديد مباشرة من موقعنا بالضغط على " متابعة "
0 Comentair:
Post a Comment