طفت في الآونة الأخيرة إلى السطح قضية من أقدم القضايا في الأوساط الفلاحية , و هي قيام مجموعات منزوعة الضمير بخلط الحبوب الجافة المستوردة بذاتها المنتجة محليًّا و هذا من أجل مضاعفة الربح أضعاف مضاعفة , مستغلين بذلك الدعم التي تقدمه الدولة لهذه المادة الحيوية و الأكثر إستهلاكا على المستوى الفردي و الصناعي في البلاد .
و من بين المساوء التي تحدثها هذه المافيا إضافة إلى نهبها للخزينة العمومية بالملايير و الملايين من الدولارات , تتسبب في تغليط الإحصائيات الوطنية المتعلقة بالإنتاج المحلي من الحبوب حيث أن هذه المجموعات عندما تستورد كميات كبيرة من الحبوب من الديوان الوطني للحبوب الذي يدعم سعرها بنسبة تفوق 50% ثم تعيد بيعها للجهات الصناعية لكن ليس بالثمن الذي من المفروض أن يكون منحفضا بشدة لأن مصدره مدعم بنسبة كبيرة جدا بل تقوم بخلطه مع المنتوج المحلي و إعادة بيعه بضعف سعره , لأن الدولة عندما تشتري الحبوب من الفلاحين تدفع لهم قيمة تلك الحبوب و تضيف لها قيمة الدعم لمادة الحبوب , يعني أن سعر الحبوب المحلية تأخذها الدولة من الفلاحين بضعفي سعرها الحقيقي , و هنا يأتي المحتالون الذين خلطو الحبوب المستوردة و المدعمة كما قلنا سابقا ب أكثر من الضعف و تضيف إليها الحبوب المحلية و تبيعها مع المنتجات المحلية حتى تأخذ الدعم مرتين أي أن فائدتها تتعدى ثلاث أضعاف السعر الحقيقي لمادة الحبوب , و بالتالي فهي تضرب الخزينة العمومية ضربتين مزدوجتين فهي تضخم بقوة فاتورة الإستيراد و تستفيد من الدعم الموجه لمستوردي مادة الحبوب " لا ننسى أن الجزائر من أكبر المستوردين للحبوب " و من جهة أخرى تستفيد من الدعم الكبيييييير للدولة المقدم للفلاحين عند عرضهم الخليط على أنه منتج محلي و حينها يضربون الخزينة العمومية ضربة ثانية , و يخلطون الإحصائيات فلا يمكن معرفة كمية الحبوب المحلية المنتجة حقاً ولا يمكن معرفة الحبوب المستوردة حقَّ المعرفة .
إنه بات لزاماً على الدولة أن تفرض رقابة قوية جدا على مستوى رقابة الجودة , حيث و بطريقة سهلة جدا بمكن للجهات المعنية بالتفريق بين الحبوب المنتجة محليا و الحبوب المستوردة و حينها تغلق الباب على ما بات يعرف بمافيا " الجامبو " , و بإمكان الدولة كذلك إنشاء بطاقية إلكترونية وطنية لكل الفلاحين المنتجين من أجل المتابعة الدقيقة لهم و لمحاصيلهم مما يساهم في التسهيل عند التعويض أو أي شيء آخر , فمن السهل على الجهات المختصة معرفة مثلا كم ينتج الفلاح الذي يملك 800 مترا مربعا بالتقريب و فإذا جاء بكمية خيالية يسهل ضبطه و إيقافه .
0 Comentair:
Post a Comment