أكدت القمة الإفريقية الأخيرة , في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا تشبث القارة السمراء بالدفاع عن القيم التي وضعها الإتحاد الإفريقي بإنتصارها للجمهورية العربية الصحراوية , و تأكيدها أن ملف الصحراء الغربية هو قضية تصفية إستعمار , و أن جبهة البوليساريو هي الممثل الوحيد للصحراويين , و بالمقابل عجزت الرباط عن المناورة في البيت الإفريقي .
و تشير المعطيات أن المغرب الذي إنضمَّ للإتحاد الإفريقي منذ 6 أشهر فقط , خطط لتكون القمة التي عقدت الأسبوع الماضي , فرصة له ليبعد القضية الصحراوية من الإتحاد الإفريقي , و على هذا الأساس فقد جنَّد أزيد من 30 سفيرا و مستشارا و صحفيا لنقل المعركة إلى القمة و تؤكد الأنباء أن الرباط قد قامت بلقاءات قبيل القمة مع عدد من الوفود لإستمالتهم و كان يمني النفس بورقة المال , لكن ذلك لم يكن له أي نتيجة على أرض الواقع .
و ما يثبت النجاح التي حققته الجمهورية العربية الصحراوية هو عجز المغرب عن تحقيق الأهداف التي كان قد وضعها قبيل إنضمامه إلى الإتحاد الإفريقي جانفي الماضي , و من ذلك طرد الصحراء الغربية من الإتحاد أو على الأقل تجميد عضويتها , و تحييد الإتحاد الإفريقي عن القضية الصحراوية و جعل الملف حصريا لدى الأمم المتحدة أين تتكفل فرنسا العضو الدائم في مجلس الأمن و هي الحليف القوي بالباقي عبر حماية الإحتلال المغربي للتراب الصحراوي إضافة إلى تجميد دور مجلس السلم و الأمن الإفريقي في القضية الصحراوية داخل الإتحاد و تفكيك الإتحاد الإفريقي نهائيا و الآن بعد 6 أشهر من انضمام المخزن تأكد أن الأهداف سقطت تباعا .
وخلال القمة الإفريقية بالعاصمة الإثيوبية التي ترأس الوفد الجزائري تبون مرفوقا بوزير الخارجية عبد القادر مساهل كانت القرارات و التوصيات هي إلتزام القمة بالمادة التاسعة و جاء في القرار الذي صادقت عليه القمة " يؤكد القرار من جديد عزم الإتحاد الإفريقي على إيجاد حل دائم للنزاع في الصحراء الغربية و دعوته الدولتين العضوين المملكة المغربية و الجمهورة العربية الصحراوية الديموقراطية , إلى إجراء محادثات مباشرة وجادة و توسيع نطاق التعاون اللازم ليشمل أجهزة اتخاذ القرارات السياسية للإتحاد الإفريقي و المفوضية و الممثل السامي للإتحاد الإفريقي في الصحراء الغربية " . كما رحبت القمة بإلتزام الأمين العام للأمم المتحدة بإعادة إطلاق عملية التفاوض بديناميكية و روح جديدتين تؤديان إلى استئناف المفاوضات بحسن نية و من دون شروط مسبقة بين الطرفين بهدف الوصول إلى حل دائم ينص على إجراء استفتاء لشعب الصحراء الغربية لتقرير المصير تماشيا مع قرارات الأمم .
القررات المتخذة في القمة شكلت صدمة للوفد المغربي الذي قاده رشيد شقيق محمد السادس حيث انسحب الوفد المغربي من الصورة الجماعية للرؤساء ورؤساء الحكومات المشاركين في القمة , و خرجت و كالة الأنباء الرسمية بنص تذكر فيه و لأول مرة اسم الجمهورية الصحراوية حتى و لو وضعته بين مزدوجتين , و ذلك تحت عنوان " إعتراض قوي لدول أعضاء في الإتحاد الإفريقي على قرار لمجلس السلم و الأمن حول الصحراء " و تقول فيه بالنص " عبر نحو 20 بلدا عضو في الإتحاد الإفريقي اليوم الثلاثاء بأديس ابابا عن تحفظ قوي على قرار مجلس السلم و الأمن بالإتحاد و الذي يدعو المغرب وما يسمى الجمهورية العربية الصحراوية إلى الإنخراط في محادثات مباشرة وجدية , و تقديم التعاون الضروري مع الأجهزة السياسية للإتحاد الإفريقي في الصحراء" و في الحقيقة لا تحفظ سجلا لدى رئاسة الإتحاد الإفريقي , و النص تمت المصادقة عليه بالإجماع و انفعل الوفد المغربي و أثار بعض الضوضاء .
الآن بقي للمغرب آخر مخططاته , و هو العمل على تفكيك الإتحاد الإفريقي نهائيا بدعم فرنسي خليجي صهيوني , و يبقى التساؤل هل فرنسا التي أقر رئيسها الجديد بأنه سيرفع يده عن إفريقيا مع الهيمنة الفرنسية بإفريقيا سيدعم توجه المغرب ؟ و هل دول الخليج المتناحرة جاهزة لدعم المغرب في هذا الهدف و هل لتل أبيب القدرة على تقويض الإتحاد الإفريقي ؟ .
0 Comentair:
Post a Comment