منظمات غير حكومية تصنف الجزائر من أسوء المدن للعيش
الجزائر من أسوء المدن للعيش !!
معايير غير واقعية تشوه سمعة مدينة الجزائر
إعتدنا على سماع هذه العناوين " الجزائر في مؤخرة الترتيب ........ " في كل مجال تقريبا و تحت العديد من المعايير غير واقعية و تهدف فقط لجلب مصالح تجارية و مالية معينة سواء بالنسبة للمدينة المصنفة جيدا أو بالنسبة لمركز الأبحاث الذي يُعدُّ هذه الدراسات , قد يقول قائل أنه لا معنى لهذه التصنيفات إلاَّ أن الحقيقة تقول العكس , فالدول المُنشِئة لهذه المراكز تعمل بها كورقة ضغط سياسية و إقتصادية في آن واحد بالإضافة إلى العامل النفسي لدى شعوب تلك المناطق المستهدفة و الذي يلعب دورا مهما في زيادة الشرخ في الثقة بين المواطن و حكومته .
ففي التصنيف الأخير الذي أعدَّته المجموعة الإقتصادية ايكونوميست Economist صنفت الجزائر من أسوء المدن الصالحة للعيش حيث جاءت مدينة الجزائر في المرتبة 134 من أصل 140 دولة في العالم , و التساؤل الحقيقي المطروح وراء هذا التصنيف هو ماهي خلفياته ؟؟
بطبيعة الحال لا أحد يُنكِر أن الجزائر ليست دولة متقدمة وليست دولة متحضرة بما فيه الكفاية و لم تصل للمستوى الحضاري المطلوب , لكن كل هذا ليس لدرجة تصنيفها من أسوء المدن في العالم الصالحة للعيش خصوصا و أن الأمور تحسنت بشكل معقول مقارنة بسنوات عديدة ماضية , و من أهم ما تحسن فيها هو شبكة المواصلات الجديدة المدعمة ب التيريفيريك و الميترو و الترامواي و شبكات النقل البحري , إضافة إلى إحتواء مدينة الجزائر أكثر من 16 مساحة خضراء للتسلية متوزعة على طول العاصمة الجزائرية , و الأهم من ذلك تحقيق الجزائر للمعيار الأساسي الذي يجمع كل المعايير و هو معدل الحياة و الذي يكاد يبلغ في الجزائر 77 سنة و هو مؤشر جد مرتفع عن مدى تحسن مستويات العيش , ليس لدرجة أن تكون الجزائر خلف دول إفريقية عديدة .
هذا إن نظرنا إلى هذا التصنيف من واجهة إقتصادية و التي نستنتج منها أن الهدف من هذا هو إبعاد المستثمرين الأجانب عن الجزائر و كذلك إضعاف القدرات السياحية للجزائر الضعيفة أصلاً , لكن الأهم من ذلك هو إمكانية أن نرى من جانب آخر هذا التصنيف كتصنيف جيد للجزائر حيث أنَّ مستوى المعيشة هنى يعني به مستوى الرفاهية , فيمكنك أن تعتبر مثلا مدينة سويسرا مدينة عالية المستوى في المعيشة لكنك لن تستطيع إقناع أي أحد من الأذكياء بالعيش هناك , لماذا ؟؟
لأن العيش في سويسرا يتطلب منك أن تكون ثريا و أن تصرف الكثير من الأموال لتمتلك ظروف الحياة الكريمة , لكن بالمقابل مدينة الجزائر ليست ذات رفاهية و ليست غنية مثل سويسرا لكنك تستطيع و على أبسط حال أن تعيش حياة كريمة متوسطة على مقدورك بشكل عادي في الجزائر , فالجزائر تصنف من أرخص المدن عيشاً في المدن العربية .
لكن بالتأكيد فالناس التي تطالع هذه التقارير لن تولي إهتماما للمدى الإجابي الذي لا يظهر من هذه التقارير , فمُعدُّو هذه التقارير يسعون أصلاً لإبراز الواجهة السيئة , و تشويه سمعة الجزائر لدى الرأي العام الاوروبي و خصوصا الإقتصادي , فالجزائر دائما تُصنَّف من بين المدن التي دمرتها الحروب !! .
كما هو واضح أن هذه المنظمات مسيسة و تتبع المنظمات الكبرى كالبنك الدولي و الصندوق الدولي و غيرهم , لكن يجب الإشارة إلى أنَّ الألفاظ المستخدمة موجَّهة بدقة لغرض معين , فبالرغم من أن هذا التصنيف يعتبر في الحقيقة إيجابيا للجزائر لكنه يسوق بنظرة سلبية للغاية كما شرحناه أعلاه , و بالرغم كذلك من أنَّ معدلات النمو التي تتبجح علينا بها هذه المنظمات بإنخفاضها و بتقارير سنوية مخيفة عن الجزائر و منها من تحدث عن إختفاء الدولة الجزائرية مع حلول سنة 2016 و أخرى تتحددث عن إختفاءها سنة 2018 و 2025 ....الخ , فالحقيقة أن إنخفاض معدلات النمو يكون نتيجة لترشيد النفقات ليس إلاَّ , لكن تسويقه يكون بطريقة سلبية لضرب مستقبل الإستثمارات في الجزائر و إبعادها عن الأسواق العالمية .
فإن حاولت الجزائر تخطي هذا الأمر و البحث عن الإستثمارات فتصطدم بمعايير تُشرط قبل النظر في القبول و هي التصنيفات الدولية , هل أيقنت الآن مدى خطورة هذه التقارير و مدى أهميتها ؟؟ , العيب على الجزائر التي لا تنشىء مخابر علمية إقتصادية كافية و معاهد دراسات مماثلة لنظيرتها الغربية على الأقل لتواجه التسويق السيء للجزائر في المحافل الدولية بطرق ذكية و عصرية .
و لا يخفى على الجميع أن معدلات التضخم في الإقتصاد الجزائر ترتفع تدريجيا من سنة لأخرى " و تنخفض أحيانا " و هذا يجب معالجته بسياسة مالية ضابطة و حازمة لتحسين الوضع أكثر .
0 Comentair:
Post a Comment