الأمن الإسباني يضغط على الإنفصاليين بذريعة الإرهاب
السلطات الأمنية الإسبانية تضغط على الحركات الإنفصالية
يبدو أنَّ السلطات الإسبانية على قدر كبير من الذكاء لمواجهة الحركات الإنفصالية في كل من إقليم الباسك و إقليم كتالونيا , و ذلك بعد تصاعد موجات كبيرة قوية النزعة في فصائل الشعب الإسباني تطالب بإستفتاء لتقرير المصير , و يحلم سكان كتالونيا و سكان إقليم الباسك بالإستقلال الكامل عن إسبانيا معتبرينها مجرد إستعمار .
لم تمر الحوادث التي تبدو بوضوح أنها مفتعلة في برشلونة و نواحي برشلونة عاصمة إقليم كتالونيا الذي يحوز على الحكم الذاتي و يطالب بالإستقلال عن إسبانيا في العديد من المظاهرات , و بينما كان من المقرر كما ذكرنا في منشور سابق بأن الإستفتاء من المقرر أن ينعقد في الخريف الحالي , و توحي المؤشرات و إستطاعات الرأي أنَّ قرار الإستقلال قريب جدا من التحقيق بالنظر للقبول الجماهيري الشعبي الكبير على هذا المطلب .
لم تكن السلطات الإسبانية السياسية و الأمنية غبية لهذ الدرجة حتى تفتح بوابة الإنفصالات , فإقليم كتالونيا ثم إقليم الباسك ثم بقية الأقاليم الأخرى , نظرا للشرخ الكبير في القومية الإسبانية و الجهوية المنتشرة بقوة هناك , مع تنامي القومية الباسكية و الكتالونية نجد في المقابل ضعف كبير للسلطة السياسية الإسبانية مع ضعف الإقتصاد الإسباني الذي يعيش الأزمة منذ سنوات , البطالة و معدلات التضخم المتزايدة و التي يفرض الإتحاد الاوروبي تخفيضها على حساب قطاعات اخرى من أجل الحفاظ على قوة الاورو هناك .
و مع إقتراب مواعيد إقامة الإستفتاءات الشعبية في الأقاليم الإسبانية المطالبة بالإستقلال عن السلطة الملكية , جاء العمل المخابراتي الإسباني لينقذ شيئاً من الوضع , فتخويف الشعب الإسباني خصوصا الكتالونيين بالإرهاب و بهذه الطريقة التي نجمت عن مقتل 13 شخصا و جرح 80 آخرين , و إلصاق التهمة في مواطنين ذو أصول مغربية , ما هو إلاَّ إتقان لسياسة الهروب إلى الأمام , الآن فقط و مع هذا الهجوم الإرهابي يسمح الشعب الكتالوني للقوات الإسبانية بالتواجد بشكل مستمر هناك و فرض حالة طوارىء غير مُعلنة , كل هذا من أجل إجتثاث مطالب التحرر من جذورها و القضاء على الحركات التحررية الكتالونية و الباسكية و وقتلها في مهدها , كما ستعمل السلطات الأمنية الإسبانية على تمديد حالة الطوارىء قدر الإمكان مع نشر مكثف لقوات الأمن و تشديد الرقابة الأمنية تحت ذريعة الإرهاب , لكنها في الحقيقة لا تهدف سوى للقضاء على كلمة الإنفصال عن إسبانيا , و هذا يظهر جلياًّ في قول رئيس الوزراء الإسباني بعد الأحداث الأخيرة "
علينا بالوحدة أكثر من أي وقت مضى لمواجهة التطرف و الهمجية " , وهنا يقصد بشكل غير مباشر و بتضمين مباشر المطالب القاضية بالإستقلال عن إسبانيا , و بطبيعة الحال فإن هذه المطالب ستكون شبه ساكنة بعد هذه الأحداث , كما ستقل التعبئة الشعبية في المظاهرات المطالبة بالإستقلال نظرا للخوف العميق الذي يتم زرعه بسهولة في أوساط الشعب الكتالوني , فهل ستنجح الخطة العبقرية للسلطات الملكية الإسبانية في القضاء على فكرة التحرُّر ؟؟
تابع الأحداث السياسية و الأمنية في إسبانيا و كتالونيا و الباسك
0 Comentair:
Post a Comment