970x90 شفرة ادسنس

تاريخ الثراء في الجزائر | ثراء على ظهر الدولة


تاريخ الثراء في الجزائر 

نمو على ظهر الدولة

يتبادر إلى الأذهان دائما هذا السؤال ؟  من أين لهم بكل هذا كيف بدأ ثرائهم ؟ من أين ظهرو !! , طبعا تختلف قصص و طرق الثراء من عائلة إلى أخرى , لكن ما هو محيِّر كيف لهم أن يظهرو و البلاد كانت تسير على النهج الإشتراكي الذي يعتمد على قاعدة ملكية عوامل الإنتاج للدولة و فقط , و كان من المستحيل تماما ظهور القطاع الخاص بأي شكل من الأشكال خصوصا في أوقات القبضة الحديدية لبومدين , لكن و بمجرد سقوط الإشتراكية في الجزائر و العالم  بدأ الظهور اللافت للإنتباه لمجموعات بروجوازية في الجزائر . فماهو تاريخ الثراء في الجزائر و كيف يعيشون ؟؟

منذ إستقلال الجزائر , سارعت العائلات في كل ربوع الوطن كلٌّ حسب إستطاعته إلى إقتحام المنازل و العمارات و إمتلاكها بغير وجه حق وبدون أي قانون , فمنهم من أخذ منزلا و منهم من أخذ عمارة بأكملها و منهم من أخذ حتى شارع , كان ذلك في الأيام الأولى لولادة الدولة الجزائرية التي كان الشعب يتبرع للخزينة العمومية الفارغة , فقد سمحت النساء في حليهن و ذهبهن و وزينتهن من أجل الخزينة العمومية , بينما كان آخرون يلهثون وراء تركة المستدمر و ما تركه المعمرون من أراضي فلاحية و غيرها تم الإستيلاء عليه مباشرة . و هوا من المفروض أن يعتبر ملكٌ خالصُ للدولة , على أن تقوم الدولة بعد ذلك بتوزيع تلك السكنات على عموم الشعب بالتساوي , لكن هذا مالم يحدث  , فالعائلات التي استولت على العمارات و المنازل لم تنتظر رأي الدولة حينها , و كان هذا البداية الأولى لظهور طبقات من الأغنياء في المجتمع الذي كان يعاني الفقر و الجوع .

لا تزال كلمة الرئيس السابق بوخروبة بومدين في إحدى اللقاءات الشعبية المشهورة "
من واد سنيس و هو هاز الشكارة حتى المغنية و مايخصش منها فلس واحد " راسخة في أذهان الجزائريين , و هي الكلمة التي تعبر عن إرادة رجال الدولة في القضاء على الفساد و ذلك إنطلاقا من المسؤول المباشر عن أموال الدولة , و أعطى مثالا بحامل المال العام من ولاية إلى أخرى , لكن للأسف الشديد هذا كان في السابق وهو غائب الآن بكل ماتحمله الكلمة من معنى . فلولا الفساد لما نمت هذه الطفيليات التي تسمى الآن بطبقة الأغنياء الجدد , و هذا لا يعني إطلاقا بأن هناك فئات تجاهد بكل ما تستطيع من قوة لتصنع ثرائها بعرق جبينها و ليس على ظهر الدولة كما يفعل آخرون و هم الأغلبية .

يدرس علم الإقتصاد الحديث قضية مهمة في هذا الموضوع و هي خلق الثروة , فمنى حق أي شخص في العالم أن يطمح خلق ثروته لكن بالطرق المشروعة و بجهد و عرق جبينه  و هذا ما ينتج عنه الإقتصاد القوي الذي يرفع أساسات الدولة عاليا و يجعل منها نموذجا إقتصاديا فريدا من نوعه , و هذا من شأنه أن يرفع التنمية المستدامة في البلاد و يرفع المستوى المعيشي  لدى السكان , و كل هذا يصب في مصلحة الدولة ككل , لكن للأسف الشديد فإن العقلية الجزائرية صعبة المراس فأغلبية الأغنياء ظهرو و نمو على ظهر الدولة و المال العام مع موت الإشتراكية و خصوصا في عهد الرئيس الحالي عبد العزيز بوتفليقة .

كان الرئيس بومدين على حق عندما قرر فصل المال عن السلطة من البداية , فأقر قانون يجبر فيه الأغنياء و السياسيين الإختيار بين السياسة أو الإقتصاد , فلا يجوز لرجل المال أن يكون سياسياًّ في الوقت ذاته , لأن هذا سيضع إمكانيات الدولة كاملةً أمام يديه , و يأتي بأخطار كبيرة على الدولة فيما بعد , وهو المبدأ الذي تعتمده كل دول العالم , لكن هذا لم يمنع من ظهور فئات من الأغنياء في الجزائر في فترة حكم بومدين لكنها كانت تعد على الأصابع , ليس هذا فحسب بل إن أغلبها لم تكن له إمكانية الإستثمار في الجزائر فتوجه معظمهم إلى الخارج و عملو على توسيع نشاطاتهم في الخارج و من أبرزهم  
مسعود زغار و أب المخابرات الجزائرية عبد الحفيظ بوصوف  , لكن مع مرور الوقت  أصبح تواجدهم في المجتمع الجزائري أكثر وضوحاً و بدأت الدولة حينها في وضع بعض الإستثناءات لتفتح بذلك القليل من أبواب الإستثمار للقليل القليل من المستثمرين , و هذا مايثير الريبة بعض الشيء , و هنا بدأ نمو هذه الفئات يزداد , فمنهم من كان مديرا جهويا على رأس وحدات ما تابعة للدولة و منهم من كان مسؤولا أو إطارا في المجال المالي و منهم من كان مديرا لمؤسسة عمومية .....الخ .

تماما مثلما حدث في الإتحاد السوفياتي و أشهر مثال على ذلك نمو الميلياردير الشهير الروسي ابراموفيتش الذي يُعدُّ من أقوى رجال المال في العالم مالك شركة تشيلزي الرياضية الإنجليزية , ففي الإتحاد السوفياتي نشأ هؤلاء المتطفلون على الإختلاس و النهب خلال إشتراكية الدولة أين كانت كل الأموال و وسائل الإنتاج تحت يد المركز أي إدارة الدولة , و لم يكن دائما الموظفون يتمتعون بروح وطنية و عزيمة كافية بمنعهم من وضع يدهم على المال العام , فمع مرور الوقت و تغلغل  بعض العصابات و ظهور بما يعرف ب " الحصانة البرلمانية " و الحصانة السياسية , هنا تشكلت الفرصة الذهبية للمتطفلين الذين هم في مواقع سياسية أو موظفون في إدارات الدولة و خصوصا منهم على رأس المؤسسات العمومية الكبرى ,  و خصوصا في عهد بوليس يلسن و غورباتشوف الذي يمثل العهد الأضعف في المعسكر الشرقي و الذي عصف به في النهاية , أين كانت بداية نمو الأوليغارشيا .

هكذا حدث في الجزائر , فبمجرد موت الرجل الحديدي بومدين و قدوم الشاذلي بن جديد و الذي أعلن الإنفتاح و إلغاء الإشتراكية , و بدأت الجزائر تستورد في الكماليات و هنا ظهرت فئة جديدة و هي  
المستوردون الذين استغلو أكبر فرصة ممكنة للنمو , كما صاحب إلغاء الإشتراكية و الدخول في إقتصاد السوق  مصطلح             " الخوصصة " أي جعل بعض قطاعات الدولة أو مؤسسات الدولة العمومية تابعة للقطاع الخاص , و ذلك بفتح رؤوس أموال الشركات العمومية و تحفيز المستثمرين المحليين على المشاركة في رأس المال و مع الوقت يتم إمتلاك الشركة بشكل كامل و يكون هذا البيع بالدينار الرمزي , و هذا ما حدث للعديد من المؤسسات العمومية , كما ساهم أيضا ظهور هذه الفئات في تدمير ممنهج للصناعة الجزائرية الحقيقية نذكر منها مصانع صناعة الأحذية بمدينة معسكر . و في فترة الشاذلي بن جديد أيضا ظهر شيء آخر إسمه التعاونيات الفلاحية , أي أن الخوصصة إمتدَّت لتلمس القطاع الفلاحي و هذا أيضا ما أثر سلبا على المردود الزراعي للدولة , فسمحت بإمتلاك الأراضي لمستثمرين و سمحت بالمساهمة المالية في المؤسسات الزراعية للدولة بكل أشكالها تقريبا . أي بإختصار شديد تمثل هذه الفترة بداية ظهور المجموعات الثرية في الجزائر و على رأسهم عائلات معروفة لحد الآن مثل  " ربراب و غيره " .

في حدود نهاية فترة حكم الرئيس الشاذلي بن جديد , ظهرت تطورات أمنية خطيرة كادت أن تؤدي بالدولة إى الزوال لولا وقوف الرجال و الشعب لصد العدوان الإرهابي على الجزائر , سنوات العشرية السوداء كانت البيئة التي لا مثيل لها للنمو على ظهر الدولة فالنظام آن ذاك لم يكن قادرا على السيطرة الكلية على الأضاع الأمنية و السياسية الهشة التي كانت تسود الفترة , فاستغلات هذه الطفيليات ذلك بشدة و أخذت تتوسع , و منهم من كان حتى يتعامل مع الإرهابيين و يمولهم ظنا منه أنهم قد يكونون في الحكم يوما ما , لكن راحت الرياح بما لا تشتهي السفن و خرجت الجزائر من عنق الزجاجة ,

نعم خرجة من عنق الزجاجة و حتى الطفيليات خرجو من عنق البئر العملاق كأكبر مستفيد من الأزمة الجزائرية التي إمتدت لحوالي 10 سنوات و كان نتيجتها أكثر من 14 ألف شهيد , و جاء العصر الذهبي للطفيليات المالية و هو عهد الرئيس الحالي بوتفليقة و الذي يشهد نموًّا متزايدا بشكل مفرط لهذه الطفيليات حيث تستغل أبشع إستغلال دعم الدولة لزيادة ثرائها , من دون أن تحقق أي فائدة تذكر , فهي  لا تساهم في الدخل الوطني سوى بنسب ضئيلة للغاية لا تذكر . فإلى متى  ستمر نمو الاوليغارشيا و الطفيليات الأخرى ؟؟ .....

شاهد التقرير الشامل حول أثرياء الجزائر




  • تعليقات الموقع
  • تعليقات الفيس بوك

0 Comentair:

Post a Comment

Item Reviewed: تاريخ الثراء في الجزائر | ثراء على ظهر الدولة Rating: 5 Reviewed By: AyoubVision
Scroll to Top
google-site-verification: googleeb9bb8d83dc3c4d3.html