لطالما كان رجل المهمات الصعبة أو كما يدعى رجل المهمات القذرة , الرجل الذي يتم الإستنجاد به دائما في أحلك الظروف الأمنية و السياسية و الإقتصادية و هذا لخبرته و ثعلبته السياسية منقطعة النظير , و الدليل على ذلك بقائه لحد الآن في دواليب الحكم , بالإضافة إلى ذلك سياسة الضرائب التي ساهم بشكل كبير في إعدادها عندما كان رئيسا للحكومة في أزمة إنهيار أسعار النفط في 2008 . وهي التي أضفت على شخصيته طابع التقشف .
فهل سنشهد عودة قوية لسياسة التقشف أكثر من اي وقت مضى ؟؟
فبحكم التجارب السابقة التي تقلَّد فيها رئاسة الحكومة أين كانت البلاد تعاني أزمات خانقة و مديونية بملايير الدولارات , و بمتابعة تصريحاته التي لم يغب عنها الموضوع الإقتصادي , أين كان من أشد المنتقدين للسياسة الإقتصادية التي تتبعها حكومة عبد المالك سلال , و كان دائما يطالب المسؤولين بمصارحة الشعب بحقيقة مايواجهه من تحديات إقتصادية مالية صعبة المترنحة تخت صدمة تراجع أسعار النفط , و المرحلة الحالية التي تمَّ فيها تعيين أحمد اويحيى هي مرحلة جد إستثنائية خصوصا في ما يتعلق بالتجارة الخارجية للجزائر , حيث بقيت المئات من الحاويات محجوزة في الموانىء مع لوائح و رخص للإستيراد من أجل كبح نزيف العملة الصعبة من الإحتياط الوطني , وهي نفس السياسة التي اتبعها أحمد اويحيى عندما كان رئيسا للحكومة سنة 2008 أين أبرز توجهاته في إطار كبح الإستيراد العشوائي و أسماها ب سياسة الحاويات .
قضايا الإستثمار و رجال الأعمال و سياسة الضرائب و قانون المالية 2018 , كلها ألغام تنتظر من السيد أحمد اويحيى تفكيكها خصوصا مع الدخول الإجتماعي الذي يكون مليء بالمخاطر في كل سنة , فهل سنرى أحمد اويحيى في صف رجال المال و الأعمال بعد أن ساد مناخ عدائي بين الحكومة و المستثمرين في عهد الوزير تبون , أم أنه سيواصل نفس النهج بطريقة أخرى .
للتذكير فقط فإنَّ أحمد اويحيى هو أحد المنظرين لقاعدة 51/49 و قانون الشُّفعة لما كان رئيسا للحكومة , كما طالب في العديد من المرات بتشديد التحكم في الميزانية و كبح نزيف الأموال العامة قبل أن يأتي وقت لن تستطيع فيه الدولة أن تسيطر على إمكانياتها المالية و لا حتى دفع أجور موظفيها , هذا ما قاله في إحدى تصريحاته في المنتدى الصحفي و هو رئيسا لحزب التجمع الديموقراطي RND . و يرى دائما أنَّ توصيات صندوق النقد الدولي ماهي إلاَّ فخ للإيقاع بالجزائر في دوامة المديونية الخارجية الوعرة التي قد تُفقد الجزائر سيادتها و هيبتها الإستراتيجية في القارة الإفريقية و الحوض المتوسط .
شاهد أهم محطات رجل التقشف الوزير الأول أحمد اويحيى
0 Comentair:
Post a Comment