970x90 شفرة ادسنس

ترامب يرفع التصعيد السياسي ضد كوريا الشمالية


ترامب يواصل تهديداته لكوريا الشمالية

 مستعد لتوجيه ضربة قاضية و نهائية

ظهر الرئيس الأمريكي من جديد بتصريحات مستفزة ضد الغريم التقليدي  كوريا الشمالية , أين شدَّد ترامب هذه المرَّة من لهجته العدائية اتجاه كوريا الشمالية بسلسلة من التصريحات الخشنة و المتتالية و التي تُنذِرُ بقيام حربٍ وشيكة بين القوتين النوويتين ,  بينما لم يقف زعيم كوريا الشمالية صامتًا بل وجَّه تهديدات ضمنية مفادها التهديد بضرب جزيرة الغاو الأمريكية بصواريخ باليستية متوسطة المدى , كما تنتشر أخبار في وسائل إعلام كورية شمالية بأنَّ الجيش الكوري الشمالي يجري تحضيرات عسكرية يقوم بموجبها بالإستعداد لضرب و إستهداف مواقع رئيسية و ثانوية لقوات الأمريكية في جزيرة الغاو , بينما ردَّت وسائل الإعلام الأمريكية بالمثل مدعيَّةً أنَّ الجيش الأمريكي على أتم الإستعداد لتوجيه ضربات دقيقة للمواقع العسكرية الكورية الشمالية و إنهاك الجيش الكوري .

قال ترامب قبل إجتماع أمني رفيع المستوى في واشنطن بأنَّ وعيده الشديد بضرب بيونغ يانغ لم يكن كافياً , رغم أنَّه رفض بحث تنفيذ ضربة إستباقية ضد كوريا الشمالية و أضاف ترامب في تصريحه أن الجيش الأمريكي يدعمه مئة بالمئة , و دعمه في تصريحاته النارية وزير دفاعه جيمس حينما صرَّح بأنَّ البينتاغون يمتلك سيناريوهات عسكرية لحل الأزمة الكوريَّة , إلاَّ أنَّهُ شدَّد على سعي واشنطن على التسوية الديبلوماسية , حيث قال : "
مهمتي و مسؤوليتي تقتضي أن تكون القوات المسلحة جاهزة إذا مادعت إليها الحاجة لكن كما ترون الآن فإن الجهود الأمريكية تقاد عبر الديبلوماسية و هذا التوجه يعطي نتائجه , و أنا أريد الإبقاء على هذه الديناميكية لأنَّ مأساة الحرب معروفة جيدًّا و لا تحتاج وصفاً " . و لمَّح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لأعضاء الكونجرس الأمريكي الجمهوريين بأنَّهُ يميل لإصدار أوامر بتوجيه ضربة عسكرية ضد كوريا الشمالية في حال نفذت الأخيرة تهديداتها بشأن جزيرة الغوام الأمريكية .

و نقلت شبكة NBC  الأمريكية عن مسؤولين أمريكيين كبار بأن الأجهزة العسكرية تتجهز بسنياريوهات مبدئية لتوجيه ضربة إستباقية لكوريا الشمالية و ذلك بإستخدام القنابل B-1B , و ستنفذ القاذفات ضربات إنطلاقًا من قاعدة اندرسون الجوية في جزيرة غوام الأمريكية التي  هددت كوريا بضربها , أمَّا عن الضربات فقد تمَّ تحديد 24 هدفا لمواقع إطلاق الصواريخ و منشآت لدعم البرنامج الصاروخي الكوري الشمالي , و أشارت الشبكة الإعلامية إلى أنَّ هذه القاذفات التي يجري الحديث عنها نفذَّت 11 عملية تدريبية مشابهة منذ شهر ماي الفارط .و لم يتأخر الطرف الكوري عن إعلان إستعداداته العسكرية لمواجهة أي طارىء بتوجيهه لضربات ضد الولايات المتحدة الأمريكية , و وضَّحت سلطات بيونغ يانغ بأنها تعكف على وضع خطط عسكرية تهدف لإطلاق 4 صواريخ متوسطة المدى باتجاه جزيرة غوام الأمريكية و ذلك بحلول منتصف الشهر الحالي , و هذا بعد أن يتم عرضها على زعيم البلاد من أجل إتخاذ قرار بشأن تنفيذها , كما أكدت وكالة الأنباء المركزية الكورية الشمالية عن أنَّ السلطات تتابع عن كثب أقوال و أفعال الولايات المتحدة الأمريكية موضِّحةً في الوقت ذاته أن الجيش الكوري الشمالي بصدد وضع خطة لعرقلة القوات الأمريكية التي تتمركز بالمواقع العسكرية لجزيرة غوام .

يأتي هذا التصعيد من الطرفين غداة تصريح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب  "
أيَّة تهديدات جديدة من كوريا الشمالية ضدَّ الولايات المتحدة الأمريكية ستواجه بالنَّار و الغضب " , فيما أكَّد وزير دفاعه جيمس ماتيس عن أنَّ كوريا الشمالية مُجبرةٌ على وقف مساعيها الرَّامية إلى حيازة أسلحة نووية , و أن لا تفكِّر بالقيام بأعمالٍ يمكن أن تُؤدِّي إلى نهاية نظامها و تدمير شعبها , و يرى محللون بأن الحل العسكري الآن أصبح الأكثر تداولاً و من الممكن أن تندلع حرب طاحنة  بين كوريا الشمالية و الولايات المتحدة الأمريكية .

عندما تقرأ كل هذا في الوهلة الأولى فعلاً ستضع بين عينيك مشاهد الحرب و الدمار بين الدولتين , لكن عندما تعلم أنَّ هذه التصعيدات ليست جديدة و أنها تحدث بشكل دوري يكاد يكون شهري  و حتى لو كان تحت العديد من الخلفيات و أبرزها  إمتلاك كوريا الشمالية للسلاح النووي و هو ما يؤرِّق الولايات المتحدة الأمريكية التي ترغب في نزع هذا السلاح من معارضيها , فقد  كان قبل ذلك الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي الذي أقام مشروعاً للإنتاج القنبلة النووية , لكنه تنازل عنه و بعد ذلك تمَّ تدمير ليبيا بالكامل , و صدَّام حسين أيضاً الذي لم يبقى من بلده سوى الذكريات , و كذلك الباكستان و التي بالرغم من أنها تُكِنُّ الولاء للولايات المتحدة الأمريكية إلاَّ أنها ستكون في المرمى بمجرد خروجها عن الطاعة , وهذا ما تتمسَّك به بيونغ يانغ و تعتبره مكسباً لا يجوز التَّخلي عنه و تربطه بشرف الدولة الكورية الشمالية , بينما ترى القوى الغربية المعارضة لها بأنَّ هذا الإمتلاك يعود بالسلب على السلم و الأمن الدوليين و هو السبب الذي نسمعه كل يوم صباح مساء .

من الطبيعي أن تكون القوات المسلحة الكورية الشمالية على إستعداد دائم كبقية قوات العالم للدفاع بشراسة عن أراضيها و مكتسباتها , و من الطبيعي أيضا أن تكون الجيوش الأمريكية مستعدة لضرب أي دولة تخرج عن عصى الطاعة و هذا بالإستناد إلى مكانتها في العالم و رؤيتها لدول العالم من موقع الدركي المسيطر فهي تمتلك قوات في كل بقاع العالم تقريباً تحت مئة سبب و سبب و أهمها  " محاربة الإرهاب " و الحفاظ على الأمن و السلم العالمي .

و دونالد ترامب الذي عُرِف خلال حملته الإنتخابية بشراسته و صلابته و تصريحاته الممزوجة بالعنف أين صنع لنفسه صورة الرجل القائد القوي لأقوى دولة في العالم , يريد الآن الحفاظ على صورته و إعطاء بعد لدى الجميع بأنَّهُ مصدر القوَّة  و يتفنَّن في إصدار تصريحات عنيفة اتجاه من يعارضه و يحاول إعطاء تأثير نفسي لدى الجميع لإدراك مدى قوته , و على هذا الأساس  إختاره الشعب الأمريكي الذي يريد دائماً أن يكون له قائدا قويا لا يتسامح و لا يعير الإنتباه لأي أحد و الذي يضع مصلحة الولايات المتحدة الأمريكية في الأولوية دائما .

نفس الشيء تماما بالنسبة للرئيس الكوري الشمالي كيم جونغ اون و الذي يُعرفُ دائما بصلابته و قوته و عدم تسامحه مع أي أحد حتى من مقربيه , فالإعدامات هناك تنهال مثل المطر على الكوريين و بعضها لأسباب تافهة أحياناً ,  هو كذلك يرغب في إبقاء صورته لدى شعبه  و العالم في أوج قوتها و لا يريد أن يكون في موقف ضعف أمام القوة العسكرية الأولى في العالم , و يبادر دائما إلى الظهور باللباس العسكري و يكون بجانب الصواريخ الباليستية المصنَّعة محلياً و إعطاء طابع السلطة القوية , و في الحقيقة فإن النظام القائم في كوريا الشمالية يعيش فعلا على العداء مع الولايات المتحدة الأمريكية فولاء الشعب الكوري و الجيش الكوري للرئيس كيم جونغ اون قائمٌ على الخوف من العدو الخارجي أوَّلاً ثمَّ الإعدام و العدد الهائل للجيش الكوري الشمالي الذي يفوق المليون جندي .

عند دراستك لشخصية الرئيسين و نظرتهما المغطرسة تستنج و بسهولة بأنَّ هذا مجرَّد إستعراض إعلامي  يستفيد منه الإثنان , فالرئيس الأمريكي يرفع شعبيته في أمريكا و بين الموالين له في العالم , و الرئيس الكوري الشمالي يزيد من حدة الولاء له من قبل شعبه و يستثمر في تصريحات الرئيس الأمريكي من أجل كسب بعض التعاطف من بعض شعوب العالم , خصوصاً و أنَّ الذريعة التي تعيش عليها كوريا الشمالية هي أنَّ الولايات المتحدة الأمريكية عدو و تسعى دائماً لتدمير كوريا الشمالية بمئات الطرق , و لا أحد ينكر أنَّ هذه حقيقة لطالما دمَّرت الولايات المتحدة شعوبا و أوطاناً و دولا بكاملها و في أحيان كثيرة بدون سبب .

و تعمل دول الجوار على إستنفار قواتها من أجل ردع أي هجوم من كوريا الشمالية خصوصا من اليابان و كوريا الجنوبية , فيما تعمل الصين و روسيا على تهدئة الأوضاع لعلمها الدقيق بأن هذه الحرب ستعود بآثار وخيمة على مصالحهما في المنطقة .

شاهد سلسلة التصريحات و ردود الأفعال بين كوريا و الولايات المتحدة



  • تعليقات الموقع
  • تعليقات الفيس بوك

0 Comentair:

Post a Comment

Item Reviewed: ترامب يرفع التصعيد السياسي ضد كوريا الشمالية Rating: 5 Reviewed By: AyoubVision
Scroll to Top
google-site-verification: googleeb9bb8d83dc3c4d3.html