تواصل المملكة العربية السعودية ممارسة إرهاب الدولة على الشعب اليمني في أيام الحج , قصفٌ عنيف و عشوائي على اليمنيين دون أهداف مركزة و دون تحديد للعدو المجهول لحد الآن , تقول المملكة السعودية أنَّ الهدف وراء الحرب على اليمن هو القضاء على المد الشيعي في المنطقة و المتمثل في الحوثيين , و تعتبر الحوثيين إرهابيين وجب إستئصالهم من اليمن كما تعتقد السلطات الملكية أنَّ الحوثيين يمثلون خطر كبير على المملكة العربية السعودية و يجب القضاء على المد الشيعي الإيراني الذي يطوق السعودية .
فبعد قيام ثورة الشعب اليمني ضد الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح و الذي كان على تعاون وثيق مع السعودية , جاء رئيس آخر مُقرَّب أكثر إلى السلطات الملكية السعودية و هو عبد الربه منصور هادي , هذا التغيير الشعبي الكبير لم يلقى موافقة جميع الأطراف , فمعاهدات السلام و التوازنات اليمنية الداخلية التي كانت تقوم على المصالحة و التسامح بين أطراف الشعب اليمني في عُهدة الرئيس السابق , دمرتها تغول الإرادة السعودية في اليمن و إرادتها الأنانية التي تبحث عن محاربة المد الشيعي كما تقول بالرغم من أنه لا توجد روابط تاريخية تُذكر بين الحوثيين اليمنيين و إيران , إلاَّ أنهم من المغضوب عليهم في العائلة المالكة .
وبسبب تلك التدخلات السعودية في اليمن أثناء عهدة الرئيس الجديد , و الذي أظهر ليونة كبيرة مع السعوديين, وبدأت الخلافات تظهر إلى السطح بعد نجاح الثورة الشعبية اليمنية في الإطاحة بالرئيس اليمني السابق , تغوَّل فيها الحوثيون و الذين نمو على العداء مع الولايات المتحدة الأمريكية التي كانت فيما سبق تقصف الشعب اليمني يوميا دون حسيب أو رقيب تحت غطاء محاربة القاعدة , أُثير فيهم نبرة العداء ضد المستعمر الجديد الجار الشقيق السعودية , عندما بدأت التحركات الحوثية لضرب الإستقرار اليمني بحجة إستعادة الشرعية الشعبية , رافقتها أيضا تحركات السلطة و الجيش اليمني و المملكة العربية السعودية التي تدحشر أنفها دائما في اليمن مع دول الخليج العربي و مصر و المغرب و الأردن لإيقاف تقدم الحوثيين و القضاء عليهم إستعادةً للشرعية الشعبية اليمنية .
بالطبع طرفا النزاع كلاهما يتحجج بإستعادة الشرعية الشعبية , فالحوثييون يعتبرون أنهم هم أصحاب الحق التاريخي في الحكم بما أنهم يمثلون أقوى القبائل اليمنية عددًا و أكثرهم تنظيماً في الميدان السياسي و الحربي , و السعودية و دول مجلس التعاون الخليجي يعتبرون أن أتباعهم في السلطة اليمنية " عبد الربه منصور هادي " هم الأحق بالحكم و هم أصحاب الشرعية الشعبية , و الغريب في الأمر أنَّ المملكة السعودية سيدة القرار , لم تُمهل الشعب اليمني و لا أي طرف في القضية أي وقت أو دقيقة للتفكير و الحوار و حل الأمور بطريقة سلمية .
كل ما تعرفه السعودية هو إستعمال الألعاب النارية الجميلة الجديدة التي إشترتها من مخازن الخردة التي تُسوَّق لدول العالم الثالث من الولايات المتحدة الأمريكية بمليارات الدولارات , نعم السعودية تدفع مبالغ جد خيالية لا يمكن لأحد أن يُصدِّق أنَّ السعودية دفعت أكثر من 110 مليار دولار قيمةً للأسلحة المشترات , كل هذا لأجل أهداف غريبة لم يتمكن أحد من المحللين و المتابعين العسكريين و السياسيين و حتى خبراء الإستراتيجيات العسكرية بالجيوش الحليفة للسعودية " الأمريكية و الفرنسية " فهم ماهية الفائدة من هذا القصف العنيف جداًّ , لا يمكن مقارنته حتى بقصف الصهاينة للمسلمين الفلسطينين , كما لا تجوز أصلا المقارنة من البدأ لأنَّ الثاني هي حربٌ ضروس بين أمتين متعاديتين الأمة الإسلامية و اليهودية , أمَّا الحرب السعودية على اليمن م نتمكن من تصنيفها إطلاقا !!!!
كل الحروب تنتهي بتحقيق أهداف بعيدة المدى و أهداف متوسطة المدى و أهداف قصيرة المدى , فالغرب عندما إقتحم العراق كان هدفه واضحا ولا يحتاج الشرح و هو تفكيك شوكة المقاومة العراقية التي قادها صدام حسين و السيطرة على المنطقة العربية و الشرق الأوسط بالزج بقواعد عسكرية في كل الخليج بعد أن تم إقناعهم بسهولة بأنهم مستهدفون من صدام , طبعا العرب يتسمون بالسذاجة و الخنوع لذلك لا يصعب على أحد اللعب بهم , لكن هل يمكن لأحد أن يخبرني ماهي الأهداف الإستراتيجية في الحرب على اليمن ؟؟؟؟؟
حربٌ دون أهداف ولا نتيجة تُذكر و لا مسار لإنهاء الحرب و لا أي شيء , سوى ما نراه و الذي يعبر عن صلب الموضوع و هو بكل صراحة عملية إرهابية تقودها دول مجلس الخليج العربي لإفناء الشعب اليمني عن بُكرة أبيه .
هل تسائل أحدكم لماذا اليمن ؟؟ الجواب يكمن أولا في النظام الجمهوري الذي تتَّبعه الدولة اليمنية و الذي يخالف أنظمة كل دول مجلس التعاون الخليجي , و ثانيا الخيرات النفطية الكُبرى في صحراء النجف اليمنية و التي تعادل ضعفي الإحتياط السعودي من البترول , و هو مايُهدِّد المستقبل الإقتصادي للمملكة في حال إستغلال صحراء النجف , أما الأمر الثالث فيجب و للأسف أن نذكره و هو العقلية الصهيونية للحكام العرب في تلك المنطقة .
نعم فالحكام العرب الخليجيون يتمتعون بعقلية صهيونية فذَّة , كلنا يذكر المجازر و المذابح الصهيونية في حق الشعب الفلسطيني عبر عشرات اليسنين إلى يومنا , و بإستثناء الملك فيصل الذي قتله بني جلدته , نرى أن حكام الخليج إكتفو بالتنديد و ببعض اللقاءات الجماعية للحديث عن القضية الفلسطينية و في أقصى الأحوال ينتظرون إنتهاء المجازر و يبدؤون في ما يسمى بإعادة الإعمار , و إرسال بعض المساعدات الطبية و الغذائية و التي غالبا ماتكون منتهية الصلاحية و غير صالحة حتى للحيوانات . وكُلٌّنا يذكر مجازر بورما الخيالية و لا أحد حرَّك ساكناً من أي دولة في العالم , و بالنسبة للتجاوزات الخطيرة في حق الشعب الصحراوي فالأمر بالنسبة لهم قضية مغربية داخلية وبالتالي لا حديث عنها أصلاً .
لكن و بمجرد إشتعال نار الفتنة تحت مسمى الربيع العربي في كل المناطق و الجهات , سارعت بكل جهد و سخاء في تمويل المنظمات السياسية و الإرهابية المعارضة للدول التي لا تتفق مع السعودية , و هي الجزائر و مصر و سوريا و اليمن , يمكن أن نستثني قليلا تونس لأن الثورة فيها إنطلقت من رحم الشعب لكنَّها أُستُغِلَّت بقوة إعلامياً و تدخلت المصالح القطرية الإخوانية بقوة فيها لكنها نجحت نوعاً ما في الخروج من المأزق بسلام و بأقل الأضرار الممكنة .
لكن السعودية و حلفائها لم يتوقفو عند مجرد تمويل الجهات المعارضة للدول , بل راحو أكثر من ذلك إلى تسليح المعارضة بكل مايمكن من الاسلحة لمواجهة نظام بشار الكافر كما يقولون , و دعَّمت ذلك بالفتاوى الدينية المُغرِضة بالتعاون مع الإخوان المسلمين الذي يعتبر مركزهم الروحي في مصر و قطر و الزعيم الأكبر في تركيا " أردوغان " , هبَّت دعوات الجهات من المنابر السعودية و القطرية من علماء كنا نظنهم أنهم مسلمون إلا أنهم مجرد صهاينة يرتدون قناع الإسلام , دُمِّرت سوريا و شُنَّت عليها حرب أسطورية من كل أنحاء العالم و خصوصا حدودها التركية و الأردنية و الصهيونية , و تلقت كل أنواع الضربات تحت تهليل و فرح شديد و مساندة تمويل سعودي و من مشتقات السعودية , للتذكير فقك مطالبهم التي بدأت في سنة 2011 كانت تقول الهدف هو الإطاحة بالرئيس بشار الأسد الكافر , أما الآن و بعد قرابة سبع سنوات فالكلمات و الحروف و البيانات و التدخلات تغيَّرت أصبحو يقولون " محاربة الإرهاب و التطرف " و غاب مصطلح إزاحة بشار الأسد من الحُكم , و نذكر أيضا كيف تدخلت القوات الخليجية في ليبيا لضرب نظام معمر القذافي الذي تلقى هو الآخر حملة عسكرية دولية مُعلنة من أكثر من 25 دولة حول العالم لإنهاء دولة ليبيا و كان من أهم المساندين من كل الجوانب هم العرب الخليجيون الذين يهدون الشعب الليبي هدايا متفجرة مثلها مثل الهدايا التي تصب على الأطفال اليمنيين كل يوم صباح مساء و ليلاً أيضا دون توقف هدايا سخية من الملك السعودي تعبيرا منها على مودته غير المحدودة لأطفال اليمن . لكن الحقيقة المرة هي أن تلك الهدايا تنفجر !!
متى تنسحب السعودية من اليمن ؟؟ حرب قادتها جيوش لم تحمل سلاحاً قط ضد عدو خارجي سوى لتوجهه ضد أبناء جلدتها !! ثلاث سنوات تمر عن إنطلاق مايسمى عاصفة الحزم و الأمل . أي حزم و أي أمل ؟؟ تدمير منهجي يومي للمدن اليمنية الفقيرة و قتل يومي للشعب اليمني و تدخل غير مُبرَّر أصلاً !! , و في عز الأيام الحُرُم , ثم يطل عليك علماء السعودية - نقصد دار الإفتاء - لتفتينا في شؤون المسلمين . أليس من الأولى من
مُفتي المملكة العربية السعودية أن يقول لسيِّدِهِ بأنَّ مايقوم به من قتل و تشريد و تدمير و ضرب للدولة و الشعب اليمني حرااااااااااااااااااااااااااااااام . أم أن بصيرته لا ترى سوى مايحب أن يرى الملك ؟؟
شاهد تحليل السفير الفرنسي السابق في اليمن حول القصف السعودي
0 Comentair:
Post a Comment