الروهينجا هل هي إستيقظت الضمائر ؟ أم المصالح الغربية في المنطقة !
مسلمو الروهينجا أداة جديدة في يد الغرب
ماهي المصالح الغربية الجديدة في مينمار ؟؟
منذ أيام قليلة ظهرت قضية الروهينجا إلى السطح , بعد أكثر من 5 سنوات من الإضطهاد العرقي المباشر , قتل و تشريد و طرد و حرق لمنازل و لأشخاص لسبب واحد فقط و هو لأنهم مسلمون تمَّ إعتبارهم عرق دخيل على بورما البوذية و لم يتم منحهم منذ سنوات طويلة جدا الهوية البورمية لإعتبارهم مهاجرين من دولة بنغلاديش و دخلاء على البلاد , و مايزيد الطين بلة هو دينهم الإسلامي الذي يُخشى من إنتشاره في أوساط المجتمع البورمي الذي يدين بالديانة البوذية , و قد أصدر المجلس البوذي الأعلى المكون من رهبان بوذيين بيانا منذ حوالي 5 سنوات يقضي بضرورة طرد طائفة الروهينجا من البلاد لإعتبارهم مهاجرين يهددون المستقبل الديموغرافي للسكان الأصليين لبورما , عندها إنطلقت موجات العنف بإتجاه المسلمين في كل أنحاء بورما , بعد ما أطلق البوذيون حملة شرسة مُطلقة لإبادة مسلمو الروهينجا أو طردهم من البلاد نهائيا.
بطبيعة الحال لكل شعب يتعرض للإضطهاد و للتنكيل و التعذيب و القتل و التشريد نزعة المقاومة حتى لو كان ذلك دون سلاح و دون إمكانيات , فقد تأسس منذ عقود جيش حماية أراكان الذي يدَّعي حماية مسلمو الروهينجا من قمع النظام البورمي , و شن العديد من الهجمات على مواقع للأمن البورمي في إقليم أراكان مما زاد الأمر حِدَّةً و تحول النزاع الذي كان بين فئة معينة ضد المسلمين هناك إلى نزاع شعبي شعبي أي بين سكان بورما و سكان أراكان بالطبع سكان بورما غير المسلمين مدعومين من الجيش البورمي و قوات الأمن , و قد إنتشرت فيديوهات كثيرة قبل العديد من السنوات تظهر مشاهد ذبح الآلاف و أكلهم حتى و حرقهم أحياء و حرق قراهم و مدنهم الصغيرة و لائحة طويلة لا تنتهي من الإنتهاكات غير المعقولة التي تهدف لمحو وجودهم هناك .
معاناة رهيبة جدا تلقاها الروهينجا منذ العديد من السنين , لدرجة أنه تم توصيفها مؤخرا من قبل الأمم المتحدة بأنها الطائفة الأكثر إضطهادا في العالم , حيث تم إحصاء هروب ربع مليون مسلم من آراكان إى بنغلاديش جراء الحرب غير المعلنة عليهم .
العجيب في الأمر أننا لم نسمع أي شيء عنهم طوال عقود من الإضطهاد و التشريد ؟؟؟ , لا في الإعلام ولا في أي شيء آخر , لم نسمع عنهم بتاتاً , ولا تنديد و لا إحتجاج و لا أي شيء , بالرغم من أن الأمر قد بدأ منذ سنة 2010 تقريبا , بشكل متواصل و موجَّه ضد فئة بعينها و هي مسلمو روهينجا , لماذا الآن فقط بدأ بعض الجبناء يتكلمون !!!
البابا فاتيكان أعلن تضامنه المطلق الولايات المتحدة وبريطانيا و دول الخليج و الكثير من دول العالم أصدرت بيانات تنديدية تنتقد فيه بشدة طريقة التعامل مع أقلية الروهينجا المغلوب على أمرها و التي لا تتجاوز تقريبا المليون نسمة .
الغريب أيضا هو أن بعض الدول مثل السعودية و تركيا و بقية الخليج و أتباعه و داعميه , و الذين أقامو الدنيا و لم يقعدوها على القذافي و شنو عليه حربا دولية و أقامو حربا أخرى على سوريا و اليمن , نعم شنو حربا بالمال و السلاح و الدعم السياسي و الحربي و حتى القصف و المشاركة العسكرية في ضرب تلك الدول التي يعيش 99.99% من سكانها تحت ظل ديانة الإسلام العظيمة , و التي يدين بها تقريبا حوالي ملياري إنسان حول العالم , تلك الحروب التي لا تزال في أوجها تم شنها للأسباب التالية التي تم توجيه تهمها للنظام دائما :
- إنتهاك صارخ لحقوق الإنسان - جرائم حرب - القمع - الديكتاتورية - دعم الشيعة - قتل الأطفال - قتل الأبرياء - كفر بواح من قبل النظام
و غيرها من الأسباب التي أتحفونا بها في تلك الأيام لما كانت كلمة الربيع العربي لا تزال تخدع الناس . و الآن مع بورما و هم أصحاب الكفر البواح و قتل و تشريد و تعذيب و قمع و تجريم و تنكيل لكل فئات المجتمع الروهينجي المسلم أمام أعين الكمرا و أعين العالم و العرب و المسلمون و الخليج خوصا , دون أي خوف لا من عقاب و لا من أي شيء , نعم لأنهم يعلمون جيدا أنه لا شيء سيحصل لهم لأن العالم الإسلامي بات يعج بالجبناء و الخونة و الصهاينة الجدد .
السعودية و الإمارات و قطر و البحرين سارعو دون أي إنتظار أو تفكير بتمويل الجماعات الإرهابية في سوريا بكل المال و السلاح و الغذاء حتى - لا نقصد الغذاء الموجه كمساعدات للسكان - , مليارات الدولارات ذهبت للولايات المتحدة الأمريكية لشراء السلاح - غير الفتاك أو غير قتالي كما يقول الإخوان المسلمون - لصالح عشرات الجماعات المسلحة أين تلاعبو بعقولنا عند تصنيفها بين جماعات معتدلة و متطرفة و إرهابية , نفس الدول شاركت بطريقة مباشرة و غير مباشرة في قصف ليبيا في إطار حملة عسكرية دولية قادتها فرنسا ضد القذافي , و نفس الدول أيضا تقود الآن حربا شرسة ضروس ضد الشعب اليمني الشقيق بكل العتاد و السلاح المدمر الثقيل منذ سنتين لضرب مايسمى الحوثيون !! .
التحالف العسكري الإسلامي الذي أسسته المملكة العربية السعودية فجأةً لدرجة أن العديد من الدول لم يتم إبلاغها أصلا مثل تونس , و التحالف العربي الذي هو تحت قيادة المملكة العربية السعودية و الذي يضم المغرب و مصر و قطر و الإمارات و السعودية , و الذي يضرب ليل نهار بقصف شديد و عنيف إشتد أيام الحج المبارك في سابقة لم تحدث حتى في أيام الجاهلية أين كان يمنع الإشتباك في الأيام الحُرُم , كل هذه القوات و الأسلحة الجبارة - أمريكية الصنع - لم تتمكن من التوجه إلى فلسطين لتحريرها من الصهاينة اليهود ؟؟ و لم تتمكن من إنقاذ و مساعدة الروهينجا ؟؟؟ .
لماذا إذا يتباكى هؤلاء في الإعلام بكل إحترافية يوميا على المجازر البوذية في حق المسلمين الروهينجا ؟؟؟ , مالفائدة من نشر الصور المفبركة عنهم - بالرغم من وجود مليار صورة حقيقية - , مالهدف من إثارة هذه الضجة و تدويلها ؟؟ و خصوصا أن الدول الغربية أبدت إهتماما عميقا بالموضوع نوعا ما و هناك العديد من الدول تدعو لإجتماع مجلس الأمن , هل يمكن تصديق أن الغرب حركه ضميره الإنساني المعدوم أصلا ؟؟ .
لا المسلم لا يلدغ من الجحر مرتين , فالغر؟ لا يتحرك إطلاقا إلاَّ ليقينه التام بوجود مصالح كبرى في ذلك الموضوع , فماهي المصلحة الكبرى هنا ؟؟
من المعلوم أن الصين تحد بورما من الشمال و غالبية الشعب الصيني و معظمه يدين بديانة البوذية , و درجة القرابة و الصلة بين الصين و بورما شعبا و حكومة قوية جدا لدرجة لا تصدق , و من هنا يمكن طرح فرضية ضرب الصين بحزام إسلامي تحت عنوان الدفاع عن الروهينجا , لكن هذا لا ينفي إطلاقا أحقية المسلمين في رد الإعتبار و الدفاع عن النفس , نحن هنا نتحدث فقط عن المصالح الغربية فيما وراء ذلك .
لو نعود قليلا إلى الوراء سنتذكر أنه لنفس الأسباب تأسست القاعدة , و ذلك بدأ بإعلان النفير العام و الجهاد الإسلامي المقدس في أفغانستان ضد القمع الشيوعي هناك , بعد إحتلال أفغانستان سنة 1990 , هذا الحق الذي تم تدويره و تحويله بالكامل لمصالح أمريكية كبرى في المنطقة يمكنكم الآن رؤية ماتؤول إليه أفغانستان جرَّاء الحروب الطاحنة المتكررة و نزاعات حركة طالبان مع الحكومة . كان نتيجة ذلك التحريض على الجهاد ضد الشيوعيين المحتلين هو إنهيار تام للمعسكر الشيوعي الشرقي السوفياتي و الإنتقال إلى الأحادية القطبية بهيمنة شاملة من قبل الولايات المتحدة الأمريكية .
و نفس البوادر بدأت تظهر الآن في قضية الأقلية المسلمة المضطهدة في بورما , حيث يعمل الإعلام الموالي للغرب في كل أنحاء العالم على رسم صورة سلبية قاتمة عن البوذيين و البوذية بشكل عام , تماما مثلما يحصل للمسلمين أنفسهم , لكن و مع أن الصورة السيئة للبوذيين حقيقية و دون أي تزييف و دون توابل , لكن المراد من ذلك شحن مشاعر العداء لدى الشعب الصيني و البوذي في كل أنحاء العالم تماما مثلما يحدث للمسلمين أيضا , و منه هو جلب القوة العظمى الصين إلى الساحة و محاولة إستدراجها تدريجياًّ بطرق عديدة و كثيرة و بطريقة منهجية ذكية للغاية تقوم أولا على شحن كل طرف ضد الطرف الآخر عن طريق الإعلام طبعا , ثم الضغط الدولي ضد بورما البوذية عن طريق مجلس الأمن و كل القنوات الديبلوماسية , و بعد تطور الأحداث و تفاقمها يتم دفع المسلمين بقوة من قبل الخليج للقتال و الجهاد في بورما الأمر الذي سيفاقم الأمر أكثر و أكثر , و من ثم تتدخل الصين لأن الأمر سيمتد إليها لا محال وذلك لأن غالبية سكانها بوذيون , و هنا قد تتدخل المزيد من القوات و يمكن أن تكون أيضا قوات غربية لإنهاء الصين أو لإضعافها .
كان الله في عون إخوتنا الروهينجا و كان الله في عون كل المسلمين عبر العالم .
0 Comentair:
Post a Comment