الحكومة تعترف : السنة المالية القادمة معقدة على البلاد
أويحيى يعترف بصعوبة المرحلة المالية القادمة على الحكومة و الشعب
هل نسير إلى سيناريو فينزويلا ؟؟
أقرَّ الوزير الأول أحمد اويحيى بأنَّ حكومته ستواجه مهامًّا أكثر صعوبة تتمثَّلُ في تسيير مقدَّرات الدولة في ظل وضعية مالية جد سيئة و تزداد سوءاً , و قد أوضح في مخطط عمل الحكومة بأنَّ السنة المالية القادمة 2018 ستكون أكثر صعوبة من غيرها على الحكومة و الشعب , و على الجميع العمل بجد لإيجاد أقرب الحلول للنجاة من الأزمة الإقتصادية الخانقة التي تقترب أكثر فأكثر من الجزائر , فهل ستواجه أكبر دولة إفريقية و عربية نفس مصير فينزويلا ؟؟ أم أنه ستكون هناك المعجزة ؟
منذ عهد الرئيس الراحل الهواري بومدين إلى يومنا هذا و الحكومات المتتالية تتلو علينا ليل نهار بأنَّ الدولة تسعى لإيجاد بدائل أخرى للنفط , لأنه و كما يعلم الجميع النفط هو ثروة زائلة غير مستدامة , حاول الرئيس بومدين التوجه نحو المجال الزراعي بثورة زراعية شاملة لكنها فشلة و أصبحنا نستورد كل ما نأكل , و حاول الرئيس نفسه بعث نفس صناعي إنتاجي قوي لكنه فشل و أصبحنى نستورد كل مايتم صنعه تقريبا ماعدا بعد الإستثناءات المحسوبة على أصابع اليد , بطبيعة الحال فالرئيس وحده لا يتحمل نتيجة الفشل بل كل من ساهم في فشل المشاريع الكبرى التي إنطلقت مع ولادة الدولة الجزائرية الحديثة , صحيح أنه يجري في عهد الرئيس الحالي محاولات غريبة بعض الشيء لبعث نمط إقتصادي مشابه للأنظمة الغربية و هو الإعتماد على الخواص و رجال المال و الأعمال و الذين تكونو أصلا من ضلع الدولة و بدعم و ترخيص من الدولة و بتسهيلٍ من الدولة و بإعفاءات من الدولة و كل شيء من الدولة , لكن لحد الآن لم يظهر أي نتيجة تجلب الإنتباه في تطور الناتج الوطني الخام خارج نطاق المحروقات حتى ولو بنسب لا ترى إلا بالمجهر الضوئي .
لا داعي لتكرار نفس الحلقات التي كانت تبث من أيام بومدين , فالجزائر فعلا تحتاج لرجال قادرين على بعث إقتصاد إنتاجي قوي يستطيع إبعاد الدولة عن حافة الإنهيار , و الجزائر تحتاج أيضاً لشعب واعي و مثقف إقتصادياًّ و يعمل بجد و نشاط و بكثافة لمصلحة الوطن , فلا يمكننا توجيه أصابع الإتهام للدولة و مشتقاتها فقط بل الشعب أيضا يتحمل نصف المسؤولية , فلا أحد ينكر علينا أن العمال الجزائريين مشهورين بالتكاسل و التخاذل و الإكثار من الراحة و إضاعة الوقت و العمل غير الجاد ................الخ لا داعي أيضا لذكر كل المساوء .
المعادلة التي تنجح دائما هي الشعب و الشعب و الشعب فقط , فإذا كان الشعب واعيا بالقدر الكافي و يتمكن من تصليح و تصحيح مافي نفسه من بعض الشوائب القاتلة للبلاد حينها فقط يمكن أن تبقى الأصابع موجهة للإدارة وحدها .ّ
الإخوان المسلمون في الجزائر يتمسكون دائما بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان و يصفونه بالمنقذ العظيم لتركيا , صحيح أنه كانت له بصمة كافية لتسريع نمو تركيا إقتصاديا و علميا و من كل جانب آخر .
لكن الشعب هو الذي أعطى الفعالية لتلك البصمة , فلولا الشعب التركي الذي جاهد و إجتهد و عمل بكل قواه لدعم إقتصاد بلده بأي وسيلة ممكنة , حتى و لو كانت بإكتساب العلوم من كل نوع و فرع من أجل أن يكون ناتج تلك العلوم المكتسبة هو التطور العلمي التركي ثم الإقتصادي الذي يجعل تركيا في موضع يحسد عليه كثيرا . إذا كان هؤلاء المتمسكون بزعيمهم الإخواني أردوغان عليهم البدأ في تطبيق ما قام به الشعب التركي من عمل قوي لرفع إقتصاد الدولة و المستوى المعيشي للأفراد و الرفع من قيمة و شأن البلاد أمام العالم .
الإدارة و الرئيس و النظام و الدولة و كل هذا لن ينجح في تحريك شيء مادام الشعب يعيش في أحلام وردية في كوكب آخر , تجد شابا عمره 30 سنة يلعب ألعاب الفيديو طوال نهاره , و تجد الفتيان و الشباب الصغار لا يهتمون بدراستهم و يبحثون فقط عن التجارة , من أين تريدون أن يأتي التطور العلمي هل تنتظر من الدولة أن تفرض عليك بالقوة التعلُّم , حتى لو كان النظام التعليمي الجزائري ضعيف كما يقولون - يقولون ذلك لأنهم لم يقرؤون أصلا أحياناً - فعلى الجميع أن يجتهد في العلوم كلٌّ في مجاله من أجل رفع مستوى التعليم الجزائري و الذي وحده يسمح برفع المستوى العلمي العام , و على الدولة أن تجتهد لإيجاد فرص تطبيق تلك العلوم من أجل الوصول إلى رقي علمي تدريجياُّ , و حينها فقط يمكننا أن نضع أقدامنا على بوابة الإقتصاد الإنتاجي الوطني القوي .
أمَّا الآن فما علينا سوى رفع إنتاج الغاز و النفط و المحروقات و كل ما نجلبه من باطن الأرض و نبيعه للأجانب , و ننتظر معجزة من المعجزات لربما ترتفع أسعار النفط من جديد .
0 Comentair:
Post a Comment