970x90 شفرة ادسنس

كورديستان يتحدى زعماء الشرق الأوسط و يسير نحو الإستقلال !!


إقليم كورديستان العراق على بعد ساعات من الإستقلال ؟!

منذ بضع أيام أعلن البرلمان العراقي رفضه القاطع لمطالب إقليم كورديستان الذي يتمتَّع بصفة الحكم الذَّتي القائمة على الإستقلال الكامل كما جاء في الوعد الذي دار بين القيادة العراقية المركزية و القيادة الكردية الإقليمية برئاسة البارازاني زعيم الحركة الكردية الإنفصالية , و هذا  في أثناء الحرب الدولية على التنظيم الإرهابي العالمي الذي ضرب بقوة و مزَّق الكثير من المناطق الكردية , ممَّا دعى إلى توحد بين العراق المركزية و إقليم كورديستان مواجهة الخطر الموحَّد , على أن يضعو الخلافات جانبا لغاية القضاء التام على هذا العدو الخارجي , الأمر  الآن بات كبيراً جدًّا و يصعب حلُّهُ لأنَّ النزعة القومية الكردية المطالبة بالإستقلال قد توسَّعت بقوَّة و أصبح الإستقلال و إنشاء دولة كورديستان مطلباً لكل  الأكراد المتواجدين في تركيا و سوريا و العراق خصوصا و حتى إيران ,  حيث يمتد  تواجدهم من شمال العراق إلى شرق سوريا و جنوب تركيا و هي مناطق جد جد جد غنية  تعرف بالهلال الخصيب .

مناطق و أراضي غنية بكل الثرواة  الطبيعية الباطنية و السطحية من مياه و معادن و بترول و غاز و أراضي خصبة ..الخ  كلها ستكون تحت يد الأكراد مستقبلاً , إلاَّ إذا حدث شيء مغاير يُنهي الحلم الكردي.

الحلول السلمية لتدارك الموضوع من كل الدول المعنية بالأمر  باتت جد ضيقة و لا مجال واسع للمناورة , فقد ذهبت كل الأسباب المؤدية للوحدة و جاءت كل الأسباب المؤدية للإنفصال ,  بالنسبة للأسباب  المؤدية للوحدة و هي  اللحمة الوطنية و الإبتعاد عن الجهوية و العنصرية العرقية التي تم غرسها منذ تواجد الأمريكان في العراق سنة 2003 , و هو مشروع أعلنته كوندوليزارايس  كاتبة الخارجية الأمريكية في عهد جورج بوش الإبن , أين أوضحت مخططا لتقسيم العراق إلى ثلاث مناطق لتجنب الصراعات حسب قولها و هي مناطق للأكراد و مناطق للسنة و مناطق للشيعة  , و بالطبع الشيعة لها ألف طائفة و السنة ألف طائفة و الأكراد لهم ألف حزب و بعضهم يعارض البعض أحياناً . و مع ذوبان كل الروابط الدينية و اللغوية و القومية التي كانت تجمع أهالي منطقة الهلال الخصيب  كان من السهل للغاية إيجاد أي مشروع  ليتم تنفيذه بسهولة تامَّة , خصوصا و أن تنامي الشعور القومي لدى الأتراك أثناء الثورة العربية ضد الخلافة الإسلامية العثمانية المدعومة من المخابرات البريطانية تلاه تنامي الشعور القومي لدى العرب و نتج عن كلاهما تنامي شعور القومية لدى الأكراد و الأرمن و التركمان و غيرهم . و مع المساحة الكبيرة التي تعيش عليها الكتلة الكردية و هي متعددة  من غرب إيران إلى جنوب تركيا فهذا أيضا كان عاملا آخر أسال لعاب المخططين من أجل رسم خريطة الشرق الأوسط الجديد في عهد جورج بوش الإبن .

لم يكن أي مشروع آخر ناجحاً مثل مشروع إقليم كورديستان العراق , فالأكراد في إيران فشلو تماما في طرح اي فكرة مماثلة تماما مثل الذي في تركيا و الذي كان يواجه مقاومة شرسة من قبل الجيش التركي و قامت حروب و نزاعات طويلة هناك , بينما المشكلة الكردية في سوريا كانت أقل حدة و تم التعامل معها بذكاء دون المس بوحدة التراب السوري , لكن الإنفلات بدأ بعد أن تمكن أكراد العراق و بطريقة مفاجئة بعد سقوط صدام حسين من إنتزاع الحق في إقامة الحكم الذاتي لإقليمهم الذي يسيطر على 90% من ثروات العراق و إذا إنضمَّت محافظة كركوك فسيسطر بالكامل تقريبا , هذا الحكم الذاتي أثار مئة مشكلة بالنسبة لإيران و سوريا و تركيا  - مع أن أكراد سوريا يعيشون كمواطنين سوريين عاديين دون مشاكل  - , ذلك لأن هذا الحكم الذاتي أعاد فكرة إنشاء دولة كردية إلى أذهان جميع الأكراد المتواجدين في المنطقة , فعادت المناوشات التركية مع حزب العمال الكورديستاني و خلفت ضحايا كثر , بينما عادت الأحزاب الكردية للنشاط في سوريا لكن تم إحتوائها مثلها مثل إيران .

بعد ذلك تم عقد هدنة بين الأكراد و غيرهم , لكن بعد مجيء الفوضى - الربيع العربي - عاد الشعور القومي الكردي لكن بقوة هذه المرة , خصوصا مع ظهور تنظيمات إرهابية عالمية مسَّت بضرر مباشرة الشعب الكردي مما أدآ إلى إبرام تحالفات عسكرية و تجنب كل الأطراف خلافاتهم لمواجهة داعش , لكن بعد إنتهاء الحرب على داعش و التي تشارف على الإنتهاء في كل مناطق الشرق الأوسط  عاد الآن المطلب الكردي بقوة في العراق بطلب إجراء إستفتاء الإستقلال في إقليم كورديستان - العراق , و ستكون عاصمة كورديستان هي اربيل المليئة بالنفط و الغاز و الثروات الطبيعية الأخرى .

الخوف الحقيقي هنا هو معارضة كل زعماء المنطقة لهذا القرار و قد يكون هناك تدخل عسكري دولي عربي ضد الأكراد  , خصوصا و أن الأمم المتحدة و بريطانيا و الولايات المتحدة الأمريكية عارضت قرار البارازاني و البرلمان الكردي بإجراء إستفتاء الإستقلال قريبا . و هو أقوى مؤشر على قروب حرب محتملة ضد كورديستان لتمحي ما تبقى من دول عربية هناك .

شاهد معارضة البارزاني و البرلمان الكردي للعراق المركزية


  • تعليقات الموقع
  • تعليقات الفيس بوك

0 Comentair:

Post a Comment

Item Reviewed: كورديستان يتحدى زعماء الشرق الأوسط و يسير نحو الإستقلال !! Rating: 5 Reviewed By: AyoubVision
Scroll to Top
google-site-verification: googleeb9bb8d83dc3c4d3.html