هجرة الطلاب الجزائريين | 700 ألف طالب يتجند من أجل تأشيرة فرنسا !!
فرنسا ..... الوجهة المقدَّسة
جيش من الطلاب الجزائريين من أجل تأشيرة فرنسا
ما لحظه الجميع أول أمس من إحتشاد عدد خيالي من الطلبة الجزائريين أمام المركز الثقافي الفرنسي من أجل إجتياز إمتحان التحكم في اللغة الفرنسية و ذلك لتحقيق شروط الحصول على المنحة الدراسية بفرنسا , وبالنظر إلى تزايد معدل الطلبات كل سنة إختار المركز الثقافي الفرنسي لهذه السنة أن يفتح التسجيلات في موقعه الرسمي لكن هنا حدثت المفاجأة أكثر من 700 ألف طلب تسجيل في أقل من ثلاث دقائق من فتحه مما أدَّى إلى توقفه تقنياًّ لعدم قدرته على إستيعاب هذا الضغط الرَّهيب , بعدها إتخذ المركز قرارا بإستدعاء الطلبة للتسجيل يدوياًّ و هذا كان أكبر خطأ حيث إستيقظ القائمون على المركز على صورة لم يشهدوها منذ نعومة أظافرهم , هناك من إعتقد أنها مظاهرات أو إضرابات أو شيء ما حدث , ولكن ماكان فقط هو مجرد طوابير خرافية لإجتياز إمتحان التحكم في اللغة من أجل التأشيرة الفرنسية , و المصادفة غير البريئة هي تزامن هذا الحدث مع الحدث الجليل و هو ذكرى إندلاع الثورة التحريرية المظفرة .
للأسف الشديد فإن هذه الصورة التي قدمها طلاب الجزائر من 48 ولاية تمثل أقصى درجات الرداءة التي وصلت إليها الدولة الجزائرية من الجانبين الجانب الشعبي و الحكومي , فلا مناص من إعتبار النظام التعليمي الجزائري تابع لفرنسا خصوصا و أن الجزائر تدرِّس اللغة الفرنسية في جميع الأطوار و بنسبة تفوق 70% عموماً ماعدا الإختصاصات الأدبية و الإقتصادية في الجامعة , و هذا ما يجعل فرنسا القبلة الأولى للطلاب الجزائريين زيادة على ذلك التكلفة المنخفضة مقارنةً بالتكاليف الدراسية في دول أخرى , و لا يمكن إخفاء عامل الغزو الثقافي الذي جعل حُلم جُل الطلبة هو الخروج و الهروب من الواقع المُعاش إلى ما وراء البحر من أجل الحصول على الرفاهية , و المسؤولية الأكبر تقع على الحكومة التي لا تأبه إطلاقا بعنصر الشباب سواءا في نظمه التعليمية ولا في أي شيء من مطالبه , بل فقط تلجأ إليه ايام الإنتخابات لملىء الأماكن , مع ذكر بعض المبادرات الحكومية التي توجَّهُ لفائدة الشباب و هي تستحق التقدير و التشجيع على قلَّتها .
العيب يكمن في أن الجميع يبحث عن الحلول السهلة , بدءاً من الحكومة التي لن تفكر كثيراً سوى في عقد إتفاقيات تصدير الطلبة ليستفيد الخارج من ما خسرته الجزائر , بدل عقد إتفاقيات ثنائية بين الجامعات والمؤسسات الإقتصادية و الميدان العملي لجعل الطالب أكثر كفاءة في توظيف معارفه على ارض الواقع وهو ما سيؤدِّي حتماً إلى إحداث ثورة في الإبتكار و الإبداع .
و يتحمَّل الطلبة أيضاً نصيبا وافراً من المسؤولية في هذا الإنحطاط , هم كذلك يبحثون عن الحلول السهلة فبدل أن يجتهدو في خلق فرص لأنفسهم على ارضهم و بإمكانياتهم و على قلتها - مع وجود نماذج كثيرة ناجحة في الجزائر من هذا القبيل - و هكذا يكون الطلاب قد تحدُّو الدولة و الظروف غير المواتية , و يصنعون العالم الذين يريدون العيش فيه بسواعدهم , لكن للأسف العقلية المتخلفة طغت على الجميع , الحل سهل طبعا و هو الخروج من هذه الأرض الطاهرة بأي وسيلة كانت حتى لو كانت على حساب الشخصية و الكرامة .
يجب أن نتسائل قليلاً ؟ , هل عاشت الجزائر يوما تحت رفاهية ؟ منذ أن وجد أول إنسان أمازيغي في الجزائر في ماقبل الميلاد و هو يحارب و يقاوم و يتشبث بأرضه مهما كان السبب , و الأمر يتجلَّى في مئات الحروب الأمازيغية ضد الغزاة و المقاومات الشعبية الجزائرية ضد الإستدمار الفرنسي التي إستمرت طيلة 132 سنة كاملة , و لا يزال الشعب الجزائري يواجه المتاعب و يجب أن يحاربها مثلما نجح مع الأزمات الأصعب , لو نذكر في التسعينات سنوات العشرية الحمراء أو سنوات الإرهاب أين كانت أعداد ضخمة يتم تقطيعها و ذبحها و تعذيبها من قبل الإرهاب لكن ماذا فعل الشعب آن ذاك ؟؟؟ قام و حمل السلاح مثلما فعل مع الغزاة عبر التاريخ و قاوم بالحديد و النار و القلم حتى خرجت الجزائر من هذه الأزمة .
الآن و نحن ننعم بالأمن و الآمان و الحمد لله كان من المفروض أن نعيش تحدياًّ علميا إقتصاديا ننافس به الجميع في كل المجالات دون إستثناء , لكن للأسف فإن الغزو الثقافي فعل فعلته و غير ديماغوجية الجزائريين التي كانت فيما مضى مقاومة و محاربة ...... الآن مجرد أزمة إقتصادية جعلت الملايين من فاقدي الشخصية يهرعون و يهربون , بل الحقيقة تقال الأزمة التي نعيشها الآن جرَّدتنا من عواطفنا التي كنا نتغنى بها فقد إتضح الأمر أنها كانت مجرد شعارات تظهر في المناسبات لا غير . الكل يريد الهرب و النجاة بنفسه ولا أحد يريد البناء و المحاربة و المقاومة .
صدق ديغول عندما قال " سنخرج يوما ما .... لكنهم سيلهثون ورائنا كالكلاب " . لا ننسى أيضا أن معظم المسؤولين يدرسون أبنائهم خارج الوطن و هم أيضا أكثريتهم يختارون العيش خارج الوطن .
0 Comentair:
Post a Comment