970x90 شفرة ادسنس

إقليم كتالونيا جمهورية مستقلة ؟ ماذا بعد !!


العالم يقف في وجه كتالونيا المستقلة

الإعلان عن إستقلال كتالونيا يثير قلق اوروبا

بعد سنوات و عقود طويلة من كفاح الشعب الكتالوني من أجل إثبات مكانته و قوته على الساحة , هاهو اليوم يتوجه جهوده بإعلان الإستقلال رسميًّا متحديًّا بذلك كل الشعب الإسباني و الحكومة و المملكة الإسبانية و الحكومات الاوروبية , حيث و بالرغم من كل الإجراءات و التحذيرات و التهديدات و التدخلات الأمنية إلاَّ أنَّ كل هذه الجهود التي ترمي إلى إخماد إقليم كتالونيا الذي قد يُحرِقُ اوروبا بناره , فكل الدول الاوروبية تخاف من أنَّ نجاح كتالونيا في أخذ إستقلالها و الإنفصال عن المملكة الإسبانية سيكون بمثابة الأمل الحُلُم الذي سيوقظ خلايا الفتنة عندهم , مثل كورسيكا و الألزاس و اللورينس في فرنسا , كما يجب التذكير بأن أجزاءاً معتبرة من الشعب الكتالوني تعيش في الجزء الذي هو تحت الحكم الفرنسي حاليًّا و من غير المستبعد أن يقوم هو الآخر مطالباً الإنضمام إلى الدولة التي تضم قومه , و كذلك لا ننسى بريطانيا العظمى و التي لا تزال مُهدَّدة بفقدان اسكوتلاندا , كما سيساهم إستقلال كتالونيا في دفع شعوب العالم فعلاً نحو الشعور القومي , و المنطقة التي ستتضرر أكثر هي المشرق العربي أو الشرق الأوسط لأنه يحوي أكبر عدد ممكن من الإثنيَّات المختلفة و المختلطة فيما بينها , كل هذا الخوف الاوروبي من إستقلال كتالونيا مُبرَّر لكن في الوقت ذاته لو نعود إلى الوراء عندما تمَّ تقسيم السودان و العراق و وضع خطط و تقسيمات سايكس بيكو  كلها تقسيمات أوروبية أمريكية جَرَت تحت يديهم و بإرادتهم , عندها تمَّ تقسيم الدول حسب المصالح والتي لا تزال إلى اليوم .

الملفت للإنتباه هنا هو إختراق القاعدة التي تقول أنَّ الدولة التي تتقدَّم إقتصاديًّا سيسايرها حتماً جبهة داخلية إجتماعية قوية و متوحدة و صلبة , لكن في حالة كتالونيا يحدث العكس تماما , إسبانيا أحد أعضاء الإتحاد الاوروبي و أحد أفضل الوجهات السياحية في العالم و من أبرز مصدِّري المواد الغذائية في العالم و اوروبا . بالإضافة إلى أنَّ الإقليم نفسه يساهم ب 20 بالمئة من الناتج المحلي الخام لإسبانيا . و هنا من المفروض منطقياًّ أن لا تظهر إطلاقاً أي بادرة من بوادر الإنقسام و الإنفصال .

بينما عندما نرى أحوال جنوب السودان و التي قد يبدو لنا أن إنفصالها و إستقلالها يبدو منطقيا نوعا ما نظرا للمعانات الخيالية التي كان يتعرَّض لها سكان جنوب السودان و مع الوقت و مع تعدد إكتشافات البترول بشكل كبير و واسع جداًّ , طمعت بعض الدول المستفيدة في إجراء تقسيم و تأجيج لصراعات حتى يتم تدويل قضية دارفور و هو الإقليم الذي كان يطالب بالحكم الذاتي , و هو الإقليم الأغنى من ناحية النفط في السودان , تليها مناطق عديدة في جنوب السودان , لكن و بالرغم من إستقلال جنوب السودان إلاَّ أنه و إلى حد الساعة لا تزال النزاعات قائمة على المناطق الحدودية بين جيش السودان الشمالية و جنوب السودان .

مثلما هو الحال تماما في العراق و تركيا و سوريا وإيران أين يسعى الأكراد هناك لوضع أساس لبناء دولتهم المستقلة حسب قولهم , و هم يعتقدون أنهم مصدر مهم للإقتصاد العراقي لكن دون أي فائدة تذكر . لذلك يرون أنفسهم قادرين على الإستقلال من كل النواحي المالية و الثقافية و الأمنية حتى . نفس الشيء بالنسبة لكتالونيا

و بعد إعلان الرئيس الكتالوني من على قبة البرلمان رسميا إستقلال إقليم كتالونيا عن إسبانيا و إقامة دولة على شكل جمهوية , خرج مئات الآلاف من مناصري الإستقلال سعداء بالإنجاز الذي تحقق و هو الإستقلال . لكن لنكن صرحاء هل فعلا لكتالونيا الإستقلال هل ستسكت مدريد و اوروبا ؟؟

بطبيعة الحال إسبانيا ثم الاتحاد الاوروبي سيعملان بكل جهد لإيقاف هذه المهزلة التي قد تتسبب في تفتيت الإتحاد الاوروبي كاملاً بإعتباره مشكلا هو الآخر من عدة إثنيات و قوميات أخرى . فقد أرسلت كتالونيا الجيش الإسباني للسيطرة على الإقليم و إسترجاعه , كما قامت السلطات الأمنية الإسبانية بالعديد من الإعتقالات و التوقيفات في حق سياسيين كتالونيين و هذا يتم أمام مرأى و أسماع الإتحاد الاوروبي و المحكمة الدولية التي تعجز عن التدخل ولا حتى النطق بكلمة واحدة  لأنها قد تؤدي بنفسها إلى الإنتحار إن وافقت على إستقلال كتالونيا .

لقد رأينا أن إستقلال كتالونيا من الجانب السياسي مستحيل حتى لو كان إعلاناً من طرف واحد , فلا وجود لأي دولة في العالم لديها الإستعداد للتعامل مع كتالونيا كدولة و لا يوجد ولا دولة في العالم مستعدة للإعتراف بحكومة و رئيس و دولة و برلمان كتالونيا  لذات الأسباب .

أما إقتصاديا فهو نظريا ممكن لأن إقليم كتالونيا يمثل نسبة تفوق ربع دخل إسبانيا بمفرده , و فيه عدد كبير من الشركات المنتجة فيما خرجت بعضها سابقا لكن بعدد قليل .
لكن تلك الشركات هي شركات عالمية متعددة الجنسيات و التحصيل الجبائي لها يدر عوائد مالية مهمة على الإقليم و بالتالي فإن الإستغناء عنها هو إنتحار أيضا . و لو قررت البلدان الاوروبية و أمريكا فرض عقوبات على الإقليم المتمرد لخرجت كل تلك الشركات ولن تبقى ولو شركة واحدة.

و منه نرى أن المشكلة هي مشكلة إقتصادية بحتة , لولاها لكانت هناك مواقف أخرى مغايرة تماما , و ذلك يظهر عندما يتعلق الأمر بمشاكل العالم الثالث .

شاهد إعلان إستقلال كتالونيا





  • تعليقات الموقع
  • تعليقات الفيس بوك

0 Comentair:

Post a Comment

Item Reviewed: إقليم كتالونيا جمهورية مستقلة ؟ ماذا بعد !! Rating: 5 Reviewed By: Unknown
Scroll to Top
google-site-verification: googleeb9bb8d83dc3c4d3.html