970x90 شفرة ادسنس

ماذا تبقى من أول نوفمبر ؟! أمانة الشهداء تضيع يوما بعد يوم


ماذا تبقى من أول نوفمبر ؟!

أمانة الشهداء تضيع يوماً بعد يوم

تمر اليوم ثلاث و ستون سنة تمر عن إندلاع أقوى ثورة في العصر الحديث التي هزمت حلف الناتو مجتمعاً و أذلَّت خامس أقوى جيش في العالم , و أصبحت مثال يُدرَّس في الجامعات و الكليات الحربية الأمريكية , و إشتهرت بالتفنُّن في إستخدام حرب العصابات متبوعاً بالدهاء الدبلوماسي لشباب قادو أمة و حاربو و قاومو الإستدمار الفرنسي و أنهو أسطورة " الإمبراطورية الفرنسية " , و الحمد لله نجح الشعب الجزائري في قضيته المقدسة و طرد الإستدمار الفرنسي , لكن ماذا بعد الإستقلال ؟؟  هل إستمرَّت هذه الثورة لبناء الجزائر !! إلى أي مدى وصل مفعولها ! و ماذا عن الجيل الجديد ماذا سيقدم لهذا البلد و ماهي ثورته المنتظرة منه ؟.

كل هذه الأسئلة بديهية للغاية فالجميع كان ينتظر من  الجزائر مع مطلع سنة 1970 أن تصبح بعد عشر أو عشرين سنة دولة متقدمة , ذلك حسب العديد من المختصين الإقتصاديين في الدول الغربية , و كانت الجزائر و تركيا و إسبانيا في خط إنطلاق واحد , لكن النتيجة لم تكن واحدة و للأسف تخلفت الجزائر عن طريق النمو الذي إنطلق فيه الرئيس بومدين بالثورة الصناعية و الثورة الزراعية وذلك بإنشاء مصانع و مجمعات صناعية كبرى و غيرها من سياسة المشاريع الكبرى و التي أتت بثمار جد مميزة جعلت الجزائر تدخل في حسابات عدة إقتصاديات من العالم  و أشهرها مجمع سوناطراك الذي كان أقوى شركة في أفريقيا يهتم بإنتاج كل مايتعلق بالمحروقات و يسعى لتطوير الصناعات التحويلية في قطاع المحروقات و كان له نجاح باهر طوال سنوات إلى يومنا هذا , كذلك نذكر العديد من المؤسسات منها مؤسسة صناعة الأحذية الكل يراهن على جودتها المعروفة لكنها للأسف الآن أصبحت من الماضي لأسباب عديدة في غالبها هي نفسها التي أدَّت بالجزائر إلى التخلُّف الرهيب الذي تعيشه الآن .

الكل يعلم أسباب تخلف الجزائر , أسباب تتعلق بالفساد الإداري و المالي و الأخلاقي في كل المجالات و الفروع وكلها تؤدي بنا إلى خيانة أمانة الشهداء , سرقة و تبذير المال العام و الرشوة و المحسوبية و المحاباة كلها أصبحت كلمات رنانة و مكررة مئات المرات و لم يعد لها أي تأثير عندما نسمعها لأننا تعودنا عليها من كثرتها , و لا داعي لتعداد مساوىء الأفراد من الشعب اتجاه الدولة و البلاد , آخر ماشهدناه من مآسي نتيجة الفساد الكبير الذي ينخرنا من كل جهة هو ال 700 ألف طالب جزائري الذين يريدون الخروج من الجزائر و الدراسة في فرنسا , فرنسا هي نفسها من دمر و قتَّل و ذبح و عذَب و شرَّد و فعلت ما لم يفعله الشيطان في الشعب الجزائري , ها هو اليوم الذي نرى فيه الكل يتهافت على جلاده مشيا و زحفاً من شعب و حكومة و مسؤولين و مثقفين , الكل اصبح يرى في الجلدة التي يتلقَّاها من عدوه نعمة , بإستثناء القليل من الشرفاء الذين لا يزالون يحاربون بكل الوسائل من أجل بقاء الجزائر عالية .

لنكن واقعيين ماذا بقي لنا من مبادىء ثورتنا ؟؟ سوى تاريخنا  , بم سنحدث ابنائنا و أبناء أبنائنا ؟؟ عن اي شيء ؟ عن أي إنجاز نتحدث عنه !! , ماذا فلعنا في هذا الزمن ليكون تاريخا قويا شامخاً تفتخر به الأجيال القادمة !! , لابُدَّ لكل أجيال الجزائر أن يعرفو أن بلدهم هو بلد المقاومين و المجاهدين و بلد الإسلام و الثبات على الحق . و لا بد لهم أن يحفظو ذاكرة الجزائر العميقة , ولا بد لنا أن نصنع تاريخاً جديدا ثورياًّ في العلم و الإقتصاد , على الأقل لنحافظ على أمانة الشهداء .  

شاهد زيارة الرئيس للترحم على الشهداء في مقبرة العالية


  • تعليقات الموقع
  • تعليقات الفيس بوك

0 Comentair:

Post a Comment

Item Reviewed: ماذا تبقى من أول نوفمبر ؟! أمانة الشهداء تضيع يوما بعد يوم Rating: 5 Reviewed By: Unknown
Scroll to Top
google-site-verification: googleeb9bb8d83dc3c4d3.html