970x90 شفرة ادسنس

إستقالة رئيس الوزراء اللبناني من السعودية !!!


إستقالة رئيس الوزراء اللبناني من السعودية !!

في حادثة لم تشهد مثلها من قبل أي دولة في العالم , رئيس وزراء لبناني يقرر الإستقالة و يتوجه بخطاب إلى شعبه من العاصمة السعودية الرياض , في حدث مُدهش و غريب و مفاجىء لم يتوقعه لا حلفائه و لا أعدائه , و بالإضافة إلى غرابة الحدث و المظهر فالخطاب الذي ألقاه أكثر إدهاشاً من فعلته , ماالذي يحدث على الساحة السياسية البنانية و إلى أي مدى وصل النفوذ السعودي داخل بيروت ؟؟ !!

منذ سنوات و لبنان تعيش أزمة سياسية خانقة تسببت في بقاء لبنان من دون رئيس لمدة تزيد عن السنتين , و كان ذلك بسبب التجاذبات السياسية بين مختلف أصحاب المصالح المحليين و الإقليميين , و من أبرز المحليين طبعا  حزب الله الذي يُحسب على الطرف الإيراني و حزب المستقبل الذي يُحسب على السعودية و بقية الأطراف الأخرى التي تلعب على الوتر المذهبي و الديني . و طوال هذه الأزمات منذ إغتيال الحريري والد رئيس الوزراء الحالي سعد الحريري - المستقيل حالياًّ -  كان حزب المستقبل برئاسة الحريري يلعب على وتر التقارب و الإجماع الوطني و لم الشمل و تخفيض حدَّة النزاع , و كأنه واقي  عازل دون خوض أي مواجهات كانت قد تسفر عن حرب أهلية أو أزمات أخرى أعمق , و نجح سعد الحريري الإبن في جذب التعاطف الشعبي معه و الدولي و العربي أيضاً لسبب وحيد و هو دوره الحيادي الذي كان يسعى دوما للتوسط و الخروج بحل يرضي الجميع و لو على حساب حزبه و بعض الأحزاب الأخرى , و في خضم هذا الصراع الإقليمي اضطر للتنازل كثيراً قبل أن يُقدِّم طرف معارض له لرئاسة الجمهورية و هو ميشيل عون قائد الجيش اللبناني , هنا خرج لبنان من أزمة " بدون رئيس " بعد سنتين من الفراغ الحاصل في الأعلى هرم الدولة , و بدأت بعض ملامح الإستقرار تظهر و تأخذ مسارها في لبنان بعد تعيين الحكومة و تحديد موعد إجراء الإنتخابات ..... الخ , إلى هنا كان كل شيء يسير على مايرام . لكن ما أرهق الكيان السياسي اللبناني ومعارضة مصالح الهيئة السياسية اللبنانية هو حزب الله الذي لم يتأخر عن الزج بجنوده في الحرب ضد الإرهاب في سوريا , الأمر الذي أفقد سياسة الحياد التي تتخذه السلطة اللبنانية مما أظهر بدوره  نوعا من الإنقسام في الساحة السياسية اللبنانية بين حزب الله الذي يمثل النفوذ الإيراني أين
صرَّح نصر الله قائلا " أنا فخور بأني تحت ولاية الفقيه " , و بالتالي يبقى الموقف السياسي اللبناني ضعيفا للغاية بالنظر إلى الشرخ الداخلي الذي تتعرض له السياسة الخارجية اللبنانية .

فمن جهة تبحث السياسة اللبنانية عن الناي بنفسها من الصراعات الإقليمية و من جهة حزب سياسي لبناني يتدخل بشقه العسكري في شؤون دولة مجاورة و دول أخرى , هذا التناقض خلق المزيد من التناقضات الأخرى على المستوى المحلي و العالمي , و أصبح المظهر يقول هناك أكثر من دولة داخل لبنان  في غياب تام لدور مهم للجيش اللبناني الذي يسعى لفرض منطقه على كامل الأراضي اللبنانية و التفوق على منطق جيش الحزب الذي يسعى دوما إلى حفظ مصالح دول أخرى حتى لو كانت على حساب الدولة التي يقيم فيها .

وكما تقوم إيران بمحاول فرض مشروعها على كل الدول في المنطقة , كذلك تقوم السعودية بذات الفعل و ذلك بالضغط و التدخل في مصالح العديد من الدول في المنطقة على غرار لبنان , فحزب المستقبل الذي طالما كان مدعوما من قبل المملكة العربية السعودية و الذي يقوده سعد الحريري , و الذي يبعث المزيد من التساؤلات أكثر هو الطريقة التي كانت بها إستقالته من على رئاسة الوزراء ؟؟

أيعقل أن يستقيل رئيس وزراء لدولة ما من دولة أخرى ؟؟ كان الأجدر به طرح إستقالته أمام شعبه و على ارضه لضمان مبدىء السيادة و الكرامة اللبنانية , لكن الفعلة التي لا تُحسب له بالرَّغم من كل مشواره الجيد و المشهود له هي إستقالته من المملكة العربية السعودية و كأنه يظهر بوضووح الضغط الرهيب و الأوامر السعودية , و بصريح العبارة كان يمكن أن يقول أنه لا يوجد لبناني يحكم من تلقاء نفسه , فحزب الله يقول أنا تابع لإيران صراحة و سعد الحريري رئيس الوزراء أكَّد بطريقة غير مباشرة على أنه تلقى الكثير من التعليمات و التوجيهات من المملكة العربية السعودية , و في نفس الوقت أظهر ضعف كبير للسياسة اللبنانية من خلال اللجوء إلى بلد آخر لإعلان إستقالته .

هذا كان فقط إن إكتفينا بطريقة الإستقالة , أمَّا نص الإستقالة فهو شيء آخر عجيب و غريب لا يحدث إلاَّ في لبنان , نصٌّ قلب فيه التوجه الذي خاض فيه الحريري حياته السياسية كاملةً رأساً على عقب , فمن داعم للتوافق و الإجماع  و الحياد و إجتناب الخوض في الصراعات , إلى الوقوف بجانب طرف من أطراف الصراع و توجيه الإتهامات ضد طرف لبناني آخر و من جهة أخرى و على غير عادته و جه إتهامات لطرف إقليمي خارجي . و هذا الذي يعكس توجهه السياسي و الحزبي و الحكومي طوال مسيرته و لم يكن أحد ينتظر مثل هذه الخرجات . هذا طبعاً إن كان هو قائلها الفعلي .

ففي نص الإستقالة الذي تلاه هو بنفسه على الشعب اللبناني من التلفزيون السعودي و ليس حتى تلفزيون قناة المستقبل التابعة لحزبه , قال أنه مهدد بالإغتيال مثل والده و وجه تهم واضحة ضد كل من إيران و حزب الله , حيث وصف إيران بالفارض للأمر الواقع بقوة السلاح داخل لبنان و خارجها , و إيران بالمدمر الذي يجتاح العالم العربي عبر إثارته للفتن في المنطقة . وجاء رد طهران سريع حيث قالت في بيان لها أن إستقالة الحريري كانت تحت ضغوط سعودية صهيونية أمريكية , بينما كان رد حزب الله بقوله أن السعودية تسعى لإغراق لبنان في الفتن , و تبقى بيروت تدفع ضرائب الصراع الإقليمي بين السعودية و إيران غلى أجل غير مسمَّى .

تابع تحليلات المختصين في المجال




  • تعليقات الموقع
  • تعليقات الفيس بوك

0 Comentair:

Post a Comment

Item Reviewed: إستقالة رئيس الوزراء اللبناني من السعودية !!! Rating: 5 Reviewed By: Unknown
Scroll to Top
google-site-verification: googleeb9bb8d83dc3c4d3.html