أحمد اويحيى: الجزائر منحت أكثر من 100 مليون دولار لدول إفريقية
الجزائر منحت أكثر من 100 مليون دولار لدول الساحل!!
في عز أشد الأزمات الإقتصادية التي تمر بها البلاد
إنَّهُ لمن المفاجىء أن ترى نفس الإنسان الذي كان يشتكي و يكاد يبكي على منصة البرلمان بسبب الأزمة الأزمة الإقتصاديَّة التي تضرب البلاد منذ أكثر من ثلاث سنوات بسبب إنخفاض أسعار البترول إلى مادون 60 دولار للبرميل ,يقول اليوم بعد إنقضاء القمة الأفريقية الاُروبية بكوت ديفوار بأنَّ الجزائر منحت 100 مليون دولار لدول الساحل من أجل مكافحة الإرهاب !!!
نتذكَّر جيِّداً كيف أطربنا بخطابه الشعبي عندما أكَّد لنا أنَّ الخزينة العمومية و صندوق ضبط الإيرادات أصبح يساوي صفراً , و توسَّع في شرح كيف أنَّ الجزائر تعاني أشد أزماتها الإقتصادية و أكَّد ذلك أكثر عندما حاول إقناع المستمعين بأنَّ الحل الوحيد المتبقِّي هو طبع النقود " المديونية الداخلية " و قال كلمة شهيرة عند الجزائريين تقال فقط عند الشدة القصوى " الموس وصل للعضم " و معناها أنَّ السكين الذي ينخُرنا قد وصل إلى العظام و هو آخر نقطة يصل إليها قبل أن يقسمنا بالكامل , و هذا بالطبع من أجل تمرير سلس لمشروعه الداعي إلى فرض المزيد من نسب التضخم و تمكين الدولة من دفع أجور موظفيها حسب ما قال .
نحن نذكر جيِّداً عندما ذكر لنا أنَّ الجزائر تحتاج إلى طبع ألفي مليار دينار من أجل الحفاظ على الإستقرار و مواصلة تمويل المشاريع التنموية و الإستثمارية و الحفاظ على سيادة الدولة من الإستدانة الخارجية و هذا مانخشى حقيقة أن يتخلَّى عنه يوماً ما .
لكن الشيء الوحيد الذي قد يكون سببا شبه مقنع لهذا التبرع العظيم , هو الخوف من فقدان المكانة السياسية للجزائر في إفريقيا في ظل التوغل الكبير للمغرب داخل الأسواق الإفريقية خاصدا بذلك إستثمارات كبرى إقتصادياًّ و سياسياًّ , و ليس ببعيد أن يصنع المغرب من إستثماراته ورقة ضاغطة قوية على زعماء إفريقيا للقبول بطرحه و هو مغربية الصحراء و الكثير من الأمور الأخرى التي وقفت الجزائر ند لنِّد لها قبل إنهيار أسعار النفط .
فبينما المغرب توسِّع بنوكها في إفريقيا و تزيد و تكثف إستثماراتها , و في نفس الوقت يدعم ذلك توسُّع النشاط الإعلامي المغربي الذي يبدو أنه يسير على إستراتيجية قوية تسعى لفرض الرواية المغربية على الرأي الإفريقي و الاوروبي في الوقت ذاته , فنحن نشهد تأسيس العديد من القنوات التي تهتم بأمور الساحل و إفريقيا الغربية و اوروبا , بينما الجزائر لا تزال تنتظر الملتقيات و الإتفاقيات و الزيارات الرسمية و لا تزال تلعب على الوتر الديبلوماسي , لكن يبدو أن هذا الوتر لن يدوم طويلا إنطلاقا من أنَّ الشخصية الكاريزماتية للرئيس بوتفليقة غائبة الآن ولا دور لها و حتى الحليف السياسي روبرت موغابي الذي طالما كان بجوار مواقف الجزائر في الإتحاد الافريقي هاهو الآن خارج السلطة في إنتظار التغيرات التي ستحصل هناك في الزيمبابوي .
بينما تبقى جنوب إفريقيا و بعض الدول الإفريقية الصديقة للجزائر تدعم الجزائر تارةً و المغرب تارةً أخرى حسب ما تنص عليه لغة المال و الإقتصاد , و بما أنَّ للجزائر مواقف يشهد ثابتة يشهد لها الجميع فلها فرصة ذهبية لو دعَّمت هذا بالإستثمارات في دول الساحل و إفريقيا هذا حتى تضمن وقوف إفريقيا معك و إلاَّ سيستحوذ عليها المغرب و فرنسا من ورائه و الكيان الصهيوني بطريقة غير مباشرة ذلك لأن مستشاري الملك المغربي هو يهود .
و الجزائر بقيادة اويحيى أو غيره لحد الآن دائما تختار الحل الأسهل و هو الدفع و الدفع و الدفع حتى لو كلف ذلك الخزينة الملايير , حيث أنَّ الجزائر تعيش أسوء حالاتها الإقتصادية منذ سنوات العشرية السوداء , إلاَّ أنها لا تكف عن التبرُّع و تقديم الدَّعم لدول الساحل الإفريقي لتصل هذه المرَّة إلى أكثر من 100 مليون دولار , و قد سبق و أن مسحت الجزائر ديون 90 دولة إفريقية في سنوات البحبوحة المالية , و الغريب العجيب أنَّ هذه الدول على الأقل لو كانت ستشتري تلك الأسلحة و السلع و الخدمات من الجزائر هنا ستكون فائدة كبرى للإقتصاد الجزائري , لكنها بالطبع ستشتريها من أمريكا أو فرنسا أو الصين أو غيرها !!!!
إلى متى يبقى هذا الغباء في التخطيط ؟
شاهد تصريح أويحيى بمنحة الجزائر المالية لدول الساحل
0 Comentair:
Post a Comment