إتهام الجزائر بمباركة إحتفالات اليوم الوطني لجيش الصحراوي
صعدت المملكة المغربية مجددا من لهجة إستفزازها إتجاه الجزائر , بإتهاماتها الجديدة المتعلقة بمباركة الجزائر لإحتفالات جبهة تحرير الساقية الحمراء و وادي الذهب " البوليساريو " باليوم الوطني لجيش التحرير الشعبي الصحراوي الذي يقام في 20 ماي من كل عام , و يأتي هذا في سياق جملة من الإتهامات الخطيرة و التي تقصد بوضوح التهجم على الجزائر و سمعتها الخارجية و محاولة إقحامها في صراعات داخلية و إقليمية لا ناقة لها فيها و لا جمل , و كان آخرها إتهام الجزائر بإيواء جنود من حزب الله اللبناني داخل أراضيها لتدريب جنود الجيش التحرير الشعبي الصحراوي بمخيمات تيندوف و الذي تعتبره المغرب حركة تحررية إنفصالية تعادي المصالح المغربية في المنطقة المتنازع عليها .
و قد قامت المملكة حينها بقطع العلاقات الديبلوماسية مع إيران في حركة غريبة جداًّ بما أنَّ المتهم هو الجزائر , و بعد رد وزارة الخارجية الجزائرية ردت الخارجية المغربية مرة أخرى ضمنياًّ بقولها " نتفهم حاجة الجزائر للتضامن مع حلفائها حزب الله و إيران و البوليساريو " , و قد إحتجت الجزائر لسفير المغرب لديها ضد إقحامها في أزمة علاقات مع إيران .
و أقحمت وزارة الخارجية المغربية مجددا الجزائر بإستعمالها عبارات تصعيدية وعدائية للهروب إلى الأمام بعد أن وضعها القرار الأخير لمجلس الأمن الدولي حول الصحراء الغربية في مأزق و أصبحت في وضع حرج بشكل واضح , و بعد المناورات العسكرية الجزائرية الكبرى " طوفان 2018 " , حيث ركَّزت في ردة فعلها الأخيرة على الجزائر أكثر من عدوها الأول جبهة البوليساريو . بالرغم من أنه لم تمر سوى بضعة أيام من رسالة الرئيس بوتفليقة بمناسبة اليوم العالمي للعيش بسلام التي دعى فيها إلى حسن الجوار و التعاون و التعايش .
و يمكن تفسير رد الفعل المغربي حيال إحتفالات الجيش الصحراوي بحالة تخبط في النظام المغربي و هشاشة دبلوماسيته بخصوص الصحراء الغربية في المحافل الدولية , و من المفارقات الواردة في البيان أن المغرب أدانت ما تصفه بالممارسات الإستفزازية الأخيرة التي تقوم بها البوليساريو ببلدة تيفاريتي شرق الصحراء الغربية , و تعتبر المملكة المغربية أن الأمر يتعلق بخرق سافر لوقف إطلاق النار , و قد راسل المغرب رسمياًّ مجلس الأمن الدولي و الأمين العام للأمم المتحدة بهذا الشأن و المينورسو , و طلب منهم تحمل مسؤوليتهم و إتخاذ التدابير اللازمة للتصدي لهذه التحركات غبر المقبولة .
و السؤال المطروح هنا !! مادخل الجزائر في هذا الشأن الداخلي المحض الذي يخص الصحراء الغربية و لا يخص حتى المغرب نفسها .
و الواضح من خلال مسار الأزمة في سلسلتها الجديدة التي بدأت بحكاية حزب الله و مخيمات تيندوف , أنَّ الرباط تريد فرض منطقها القاضي بأن الجزائر طرف في نزاعها مع جبهة البوليساريو , من خلال محاولات لنسج روابط وهمية بين الجزائر و جبهة البوليساريو , و بالتالي فهي تبحث عن شرعية معادات الجزائر لإطفاء المشاكل الداخلية في المملكة المغربية التي تكاد أن تصل لصفيح ساخن خصوصاً في ظل حملة المقاطعة الشعبية الكبرى .
و تقول المملكة المغربية في بيانها بوضوح بأنَّه " في الوقت الذي يدعو فيه مجلس الأمن إلى استئناف المسار السياسي بهدف التوصل إلى تسوية واقعية و براغماتية و مستدامة للنزاع الإقليمي حول الصحراء الغربية , فإنَّ الممارسات الإستفزازية للأطراف الأخرى تقوض بشكل جدي جهود الأمم المتحدة " , و يمكن الفهم من كل هذا أن المغرب يحاول توجيه أنظار مجلس الأمن الدولي إلى الجزائر بعد أسابيع من بدئه حملة فاشلة راهن عليها كثيرا في الإضرار بالجزائر , من خلال إتهامها بالتواطؤ مع سفارة إيران لتدريب عناصر من البوليساريو على يد حزب الله .
يجدر الذكر بأن المغرب تعتبر البوليساريو " مرتزقة " و تعتبر الجزائر الداعم الأول و المؤسس لهذه الجبهة تاريخياًّ , و تعتبر نشطاتهم مزعزعة للإستقرار .
و ردَّت الديبلوماسية الجزائرية الأسبوع الماضي بإدانتها الشديدة و رفضها التام للتصريحات غير المسؤولة لوزير الشؤون الخارجية المغربي في حقها , و حسب تصريح الناطق الرسمي بإسم وزارة الشؤون الخارجية الجزائرية عبد العزيز بن علي شريف قال " عوض تقديم الأدلة الدامعة التي يزعم أنها بحوزته و التي لا وجود لها في الحقيقة, و عوضالاسف أمام الذهول الذي تلقى به المجتمع الدولي إدِّعائاته في الفاتح من ماي الجاري , آثر الوزير المغربيالمضي في التضليل و الإفتراء " .
و إعتبر بن علي شريف أن إتهاماته غير المؤسسة و غير المبررة مؤشر على سياسة الهروب إلى الأمام التي إختار إنتهاجها إثر الإخفاقات الكبيرة التي مني بها في إفريقيا و أوروبا و مؤخرا ايضا بنيويورك .
0 Comentair:
Post a Comment