970x90 شفرة ادسنس

قمة القرن : التوقيع على إتفاقية لمواصلة الحوار


أمريكا و كوريا الشمالية يوقعان على وثيقة لمواصلة الحوار

الإتفاق على بنود فضفاضة و غامضة لتبريد الجبهة الكورية


وقع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب و رئيس كوريا الشمالية كيم جونغ اون وثيقة تضم مجموعة من التعهدات  الفضفاضة منها " أربع تم الكشف عنها بشكل عام " و لم يتم الإفصاح عن البنود بشكل صريح و تام من قبل الرئيسين لحد الآن , وكان اللقاء المرتقب أول لقاء بين رئيس أمريكي و رئيس كوري شمالي منذ إستقلال كوريا الشمالية , و لم يسبق و أن حدث تنازل من هذا النوع من قبل الطرفين خصوصاً و أنَّ البلدان كانا قبل وقت قصير في أشد حالات التصعيد العدائي وصلت لحد تهديد الطرفين بالقصف الصاروخي , و الطرفان يسعيان لإنهاء بعضهما البعض بأي وسيلة كانت , هاهما اليوم في لقاء شبه ودي يوقعان فيه على أول وثيقة مباشرة بينهما , وهذا بعد سلسلة من الترتيبات الطويلة التي شملت لقاء و تحاور و إتفاق بين كوريا الشمالية و كوريا الجنوبية لأول مرة منذ مدة طويلة جداًّ .

و بعكس كل التوقعات المضخمة حول الحدث العالمي الهام الذي تلى قمة مجموعة السبع الكارثية , لم يكن المضمون المكشوف للإعلام بقدرٍ من الأهمية على الإطلاق , فكل ماجرى بعد كل هذه الترتيبات العملاقة و المحادثات و الجولات المراطونية و حتى اللقاء الذي سمي بلقاء القرن بين أعداء القرن الواحد و العشرين هو التوقيع على إتفاقية لمواصلة الحوار و هي وثيقة مشتركة تجمع أربع بنود أساسية تمَّ الكشف عليها بتردُّد .

البنود المتفق عليها كانت عبارة عن مجرَّد تعهدات بين الطرفين و هي كالتالي :

1/ تتعهد الولايات المتحدة الأمريكية و كوريا الشمالية بإقامة علاقات  جديدة وفقاً لرغبة شعبي البلدين في تحقيق السلام و الإزدهار .

2/ تتعهد الولايات المتحدة الأمريكية و كوريا الشمالية بتوحيد الجهود الرامية إلى إقامة نظام دائم و مستقر للسلام في شبه الجزيرة الكورية .

3/ تتعهد كوريا الشمالية بالعمل الجاد على نزع السلاح النووي بالكامل من شبه الجزيرة الكورية .

4/ تتعهد الولايات المتحدة الأمريكية و كوريا الشمالية بالتعاون في البحث عن رفات أسرى الحرب الكورية .

ومما يبدو ظاهرياًّ عن هذه البنود أنها مجرد كلمات فضفاضة لا ندري ماهو المقصود منها على وجه التحديد , فعنوان الإتفاقية  الذي ينص على التعهد بمواصلة الحوار هو غامض ولا تحديد له , بالرغم من أنَّ الولايات المتحدة الأمريكية أوكلت المهمة لوزير خارجيتها لمواصلة التباحث مع نظيره الكوري الشمالي دون إنقطاع , إلاَّ أنَّ هذا لا يبدو كافياً على الإطلاق بالنظر لما تم التسويق له من قبل الإعلام الأمريكي .

أما فيما يخص البنود فهي أكثر شمولية من العنوان نفسه , حيث أنَّ البند الأول الذي ينص على التعهد بإقامة علاقات جديدة لم يحدد أي شيء !! , لم يحدد طبيعة تلك العلاقات و لم يحدد مسار التعاون الكوري الأمريكي , و إكتفى الرئيس الأمريكي بالتلميح إلى إنفتاح أمريكا على الإقتصاد الكوري الشمالي , لكنه في نفس الوقت أقرَّ بأنَّ العقوبات الأمريكية على كوريا الشمالية لا تزال سارية المفعول إلى إشعار آخر .

و في البند الثاني الذي ينص على توحيد الجهود في إطار السلام , لم يحدد الضمانات الأمنية التي تقدمها الولايات المتحدة الأمريكية , لأنَّ دونالد ترامب نفسه أكد في المؤتمر الصحفي عقب القمة بأن لا حديث عن سحب الجنود الأمريكيين من المنطقة إطلاقاً و هم باقون إلى إشعارٍ آخر , و يذكر أن الولايات المتحدة لها أكثر منة 30 ألف كوريا الجنوبية و 50 ألف جندي في اليابان , إضافة إلى أسطول بحري كامل التجهيز في المنطقة , بينما إكتفى ترامب بتقديم وعد بإنهاء المناورات العسكرية مع كوريا الجنوبية قريباً .

أماَّ فيما يخص البند الأهم في القضية بأكملها و المثير للجدل لدى الجميع , هو الذي ينص على التنازل التام من كوريا الشمالية عن سلاحها النووي و برنامجها الصاروخي , فبالرغم من أنه لم يتم تحديد جدول زمني أو أي شيء من هذا القبيل , فإنَّ طبيعة التنازل في حد ذاتها هي مثيرة للإهتمام لأنَّ كوريا الشمالية وظفت كل قدراتها مضاعفة مئات المرات لإكتساب قوتها النووية و الصاروخية التي جعلتها دولة يخاف منها الجميع .

كل ماتم من ترتيبات قبل عقد القمة تدل على الإرادة السياسية العليا لكوريا الشمالية نحو الإنفتاح على السياسة الخارجية و الإقتصاد العالمي و تحرير إقتصادها و تطبيع العلاقات مع العدو السابق الولايات المتحدة الأمريكية و إنهاء حالة الترقب و حالة الحرب التي تستنزف الإقتصاد الكوري الشمالي , و في نفس الوقت يدل هذا على إرادة قوية من الطرف الكوري على وضع قدم قوية له في الإقتصاد العالمي فلا يخفى على أحد أنَّ كوريا الشمالية  إستطاعت أن تكتسب قوة عسكرية نووية صاورخية ضخمة  و تمكنت من تطويرها بإستمرار بالرغم من حدَّة الضغوطات و العقوبات الإقتصادية العالمية عليها في كل المجالات تقريباً .

الأمر الوحيد الذي قد يفسر به الخبراء التنازل التاريخي لكوريا الشمالية عن سلاحها النووي بهذه السهولة , هو التخطيط و التجهيز الكبير لكوريا الشمالية لإقتحام الإقتصاد العالمي بقوة , بحيث تسعى بيونغ يانغ إلى الموازنة بين القدرات الإقتصادية و القدرات العسكرية لتحقيق قوة عالمية منافسة للولايات المتحدة الأمريكية , لكن يبدو أن صياغة الإتفاقية لن تمكنها من الحصول على هذا المبتغى , إلاَّ إذا كان كيم جونغ اون يخمن بطريقة أكثر خبثاً من دونالد ترامب .

شاهد التوقيع على الإتفاقية التاريخية بين كيم  و ترامب





شارك برأيك في الموضوع هنا

أحصل على كل جديد بالضغط على  " متابعة "


إشترك في قناتنا على اليوتوب 



  • تعليقات الموقع
  • تعليقات الفيس بوك

0 Comentair:

Post a Comment

Item Reviewed: قمة القرن : التوقيع على إتفاقية لمواصلة الحوار Rating: 5 Reviewed By: AyoubVision
Scroll to Top
google-site-verification: googleeb9bb8d83dc3c4d3.html