قرَّرت الدول الفاعلة في مجلس التعاون الخليجي وهي المملكة العربية السعودية و الإمارات العربية المتحدة و الكويت تقديم دعم سخي للأردن قدر بـ 2.5 مليار دولار أمريكي لمواجهة أزمته الإجتماعية الخانقة قصد الخروج من وضعية الخطر لتفادي تفاقم الأزمة و إمتدادها لدول الجوار , خصوصاً و أنَّ المنطقة المحيطة بالأردن هي أصلاً منطقة سريعة الإشتعال و ملتهبة و أي أزمة إضافية قد تهدد بتأزيم الوضع أكثر في الشرق الأوسط , ناهيك عن التخوف الخليجي الكبير من إمتداد الحراك الإجتماعي إلى حدودها .
وكان الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز قد دعى إلى إقامة هذه القمة التي جمعت كل من عاهل المملكة الأردنية الهاشمية الملك عبد الله الثاني و أمير دولة الكويت صباح أحمد جابر الصباح و محمد راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي في قصر الصفا , وذلك من أجل وضع حلول عاجلة للأزمة الإقتصادية الكبرى التي تعيشها خصوصاً مع تفاقم الديون الخارجية على الأردن و تزايد العجز في الميزانية السنوية .
الأمر الذي جعل رئيس الوزراء هاني الملقي يعرض زيادة في الإقتطاعات الضريبية من دخل المواطينين " زيادة في الضريبة على الدخل " , وهو ماأدى مباشرة إلى غليان الشارع الأردني نتيجة هذا القرار و خرج العشرات من الأردنيين في إحتجاجات عارمة مطالبين بإسقاط القرار . و تحقق ذلك فعلاً بعد أن أعلن رئيس الوزراء الأردني إستقالة حكومته و تعيين عمر الرزاز و تكليفه بتشكيل حكومة جديدة و هذا الأخير وعد بإسقاط قرار الزيادة الضريبية في الدخل . مما أطفىء فتيل الأزمة الإجتماعية و الحراك الشعبي الذي كان يهدد إستقرار الأردن .
و تضمنت قمة مكة مساعدات إقتصادية للأردن تتمثل في تقديم ودائع بالبنك المركزي الأردني و تقديم ضمانات للبنك الدولي لمصلحة الأردن و تقديم دعم سنوي لميزانية الحكومة الأردنية لمدة خمس سنوات بالإضافة إلى تمويل من صناديق التنمية لمشاريع إنمائية .
وتضمن البيان الناتج عن قمة مكة النص التالي " إنطلاقاً من الروابط الأخوية الوثيقة بين الدول الأربعة و إستشعاراً للمبادىء و القيم العربية و الإسلامية فقد تمَّ الإتفاق على قيام الدول الثلاث بتقديم حزمة من المساعدات الإقتصادية للأردن يصل إجمالي مبالغها إلى مليارين و خمسمائة مليون دولار أمريكي " .
فور ذلك قدم العاهل الأردني الملك الهاشمي عبد الله الثاني تشكراته و إمتنانه على أعلى مستوى للملك سلمان بن عبد العزيز و للدول الداعمة , وقدم أيضاً رئيس جمهورية مصر العربية عبد الفتاح السيسي تشكراته للدعم المقدم للاردن الشقيق بقوله " أقدر جهود الملك سلمان بن عبد العزيز الحثيثة لتعزيز التضامن العربي و دعم المواقف العربية على الأصعدة كافة و أتمنى من المولى عز و جل لجلالته السداد و التوفيق فيما يصبو إليه من دعم لإستقرار الأردن الشقيق ".
يبدو أنَّ دول الخليج العربي قد إستشعرت الخطر الجديد على حدودها , خصوصاً وأنََّ نظام الحكم في الأردن مماثل لأنظمة دول مجلس التعاون الخليجي و هو ما يثير مخاوف في لفت النظر لفكرة التظاهر ضد نظام الحكم إذا ما تجاوز الأمر الحكومة طبعًا .
0 Comentair:
Post a Comment