لقد إعتدنا جميعاً على التدخل البطولي لأفراد الجيش الوطني الشعبي و أفراد الأمن الوطني و بقية الأسلاك الأمنية الأخرى لفك العزلة عن مدن و قرى ومداشر و فتح طرقات و التدخل لإنقاذ المواطنين و نقلهم للإستعجالات , ولا ننسى أيضاً المخاطرة التي يقوم بها الجنود من أجل إجلاء عائلات و أطفال من خطر داهم , كل هذا عمل بطولي يحسب على الجيش الذي يستحق إسمه " الجيش الوطني الشعبي " أفراد الشعب يتضامنون مع الشعب .
إذا كنت تعتقد أنَّ هذا الأمر مثالي فيجب أن تعالج نفسك , منذ متى وكانت مهمة الجيش و قوات الأمن تتمثل في عمليات فتح الطرقات و فك العزلة و الإجلاء ؟؟ هذا لا يحدث إلاَّ عندما يكون هناك حدث طارىء جداًّ غير إعتيادي أو تكون كارثة بآثار غير متوقعة ولا يمكن التنبؤ بها , هنا تصل الأمور لدرجة ضرورة تدخل قوات الجيش و الأمن للمساعدة , و حتى و إن تدخلت في الكوارث و الحوادث متوسطة الأثر أو العادية المتكررة سنوياًّ يكون هذا عوناً إضافياًّ لسلطات المدينة .
ولكن الملاحظ في فيضانات عين قزام التي تضرر منها الكسان بشدة هذه المرة خصوصاً وأنه غمرت عدد كبير من المساكن و التي أغلبها مبنية من مواد طينية تتأثر بالمياه , هو أن مشكلتها ناجمة عن فيضان واد بشكل متكرر كل عام , و نفس النتائج كل عام تتساقط أمطار طوفانية و تفيض المنطقة بالمياه و بما أنَّ أساس المنطقة رملي فمن السهل إحداث أضرار كبيرة , ألا تود هناك سلطات تفكر ؟ لماذا لا يتم وضع مخطط و تطبيقه من أجل توجيه مياه الواد و النئي بها عن التجمعات السكانية و المدن ؟ لماذا لا تجهز السلطات المحلية نفسها و تأخذ كل إحتياطاتها اللازمة بما أنَّ الأمر يتكرر كل سنة ؟؟ من المفروض كل التجهيزات و الوسائل لتفادي هذا السيناريو يتم وضعها حيز التنفيذ إحتياطاً من قبل سلطات ولاية تمنراست و سلطات دائرة عين قزام .
من الضروري معاقبة كل المقصرين في حق سكان عين قزام و ماجاورها إثر هذه الحوادث المتكررة , السلطات المحلية و حتى السلطات المدنية العليا للبلاد لها مسؤولية فيما يجري ليس فقط في عين قزام بل حتى في أعالي الجبال أعالي تيزي وزو و البويرة و تلمسان و جيجل و قسنطينة و سكيكدة و عنابة و الهضاب العليا التي يتكرر فيها كل سنة تراكم كثيف للثلوج و تعزل بذلك تقريبا ولايات بأكملها و تبقى السلطات المحلية لكل بلدية ولكل دائرة ولكل ولاية متفرجة تنتظر الجيش و السلطات الأمنية تتدخل ولولا تدخلها أظن أنها تبقى تتفرج أيضاً لأنها لم تفكر يوما في الإحتياط و التحضير لهذا الحدث المفاجىء و الطارىء .
ولا ننسى أيضاً مسؤولي الحماية المدنية , لأن جهاز الحماية المدنية هو المعني المباشر بالموضوع والملاحظ من حوادث الحرائق الكبرى التي حصلت و الثلوج و الفيضانات أنها تتكر كل سنة تقريباً ولا نلاحظ أي إستعداد أو أي تجهيزات إحتياطية يستعد بها هذا الجهاز ؟؟؟ لقد لاحظنا السنة الفارطة أن النيران أكلت مساحات شاسعة من الغابات الجبلية , وو الغابات الجبلية لا يمكن إطفائها بوسائل بدائية مثل التي يعتمد عليها جهاز الحماية المدنية الآن ؟؟ ماذاااا ينتظر جهاز الحماية المدنية حتى يتجهز بطائرات و بتهيزات عصرية تمكنه من إطفاء النيران في المناطق الصعبة كهذه ؟؟؟؟ هل يجب أن يُحرق الغطاء النباتي كاملاً حتى يستفيق الأغبياء ؟؟
وماذا عن السلطات المحلية و العليا متى يتم وضع مخطط حقيقي تطبيقي للوقاية من الحوادث المتكررة و التي يمكن تنبؤها هل يجب أن تصل الحرائق و الفيضاانات و الإنهيارات الثلجية إلى بيوت المسؤولين حتى يستفيقو ؟؟؟ هذا يدل على أمرين إماَّ أنَّ هناك غباء راسخ في رؤوس مسؤولينا أو أنه ليس لدينا مسؤولين أصلاً.
0 Comentair:
Post a Comment