في مثل هذا اليوم من كل سنة تحتفل الجزائر العاصمة و المدن الكبرى باليوم الوطني للإزدحام المروري حيث تنغلق الطرقات الكبرى و الفرعية للمدن بشكل تام يحبس الأنفاس و كأنها دقيقة صمت , ليتها كانت دقيقة صمت بل ساعات صمت حركي و صخب بأصوات السياَّرات , إذا كنت عاملاً ذاهباً إلى عملك قد تُفصل من منصبك و إذا كنت طالباً أو تلميذاً ذاهبا للدراسة قد تفصل من الصف , و إذا كنت مريضاً في حالة مستعجلة فالله يرحمك مُسبقاًّ , أمَّا إذا كنت وزيراً أو مسؤولاً رفيعاً أو شخصية دولة فلا تقلق الطريق مفتوحة على مصريعها حتى في عز الزحام .
هذه هي الحال اليومية لطرقات مدينة الجزائر و المدن الكبرى " سطيف , قسنطينة , و بعض الشيء وهران ... و كل عواصم الولايات تقريباً " , و الجميع يعلم أن الجزائر العاصمة تحتل الصدارة في الزحام المروري اليومي , لقد تخلص الجزائريون نسبياًّ من هذه الكوابيس خلال عطلة الصيف بسبب إنتهاء العام الدراسي و إتخاذ الغالبية الكبرى العطلة في فصل الصيف , وهاهو يعود من جديد وبقوة .
قد يرى البعض أنَّنا نبالغ , لا ياسيدي لكي تتنقل بسيارتك من أقصى شرق العاصمة " عين طاية أو البرج البحري " إلى أقصى غرب العاصمة " الشراقة أو سطوالي أو زرالدة " قد تستمر رحلتك إلى 2 ساعتين أو أكثر هذا إذا إستعملت الطريق السريع و في وقت مبكر , و إذا تنقلت قلب خط الإزدحام " باب الزوار - الحميز - الحراش - باش جراح - عين النعجة - بئر خادم - القبة - بن عكنون - بوزريعة - الأبيار " فهذه الرحلة قد تدوم لأكثر من 3 ثلاث ساعات خصوصاً في أوقات الظهيرة , و إذا أخذت خط " ساحة الشهداء - باب الواد - مرورا إلى سطوالي و شراقة و زرالدة " فهنا صدقني أنَّ رحلتك قد تتجاوز الـ4 ساعات في أوقات الذروة و أما التنقلات البسيطة بين بلديات العاصمة فقد تكون من 40 دقيقة إلى 1 ساعة تقريباً .
كل هذا الوقت الضائع إن كنت بسيارت , أمَّا إذا كنت بلا سيارة و تريد إستعمال وسائل النقل الجماعية ولا تملك المال الكافي لكراء سيارة أو إستعمال سيارة أجرة , فعليك أن تكون قريبا دائما من وسائل النقل السريعة مثل " الميترو أو الترامواي أو القطار أو التيريفيريك " و إذا كانت تنقلاتك لا تمر عبر الخطوط التي تغطيها تلك الوسائل فأنصحك إمَّا أن تخرج باكراً قبل الساعة 6.30 أو إبقى نائماً في بيتك أحسن من أن تصاب بجلطة دماغية , فالرحلة التي قد تقضيها بالحافلة من أقصى شرق العاصمة إلى اقصى غرب العاصمة هي حقيقةً و بدون مبالغة تتجاوز الـخمس 5 ساعات في أوقات الذروة , أما التنقل على الخط الساخن " من باب الزوار - الحميز - الحراش - باش جراح - عين النعجة - بئر خادم - القبة - بن عكنون - بوزريعة - الابيار - ساحة الشهداء " هنا قد تتجاوز 2 ساعتين في أوقات مبكرة فما بالك بأوقات الذروة , أما بين خطوط البلديات الساخنة مثل " بن عكنون شراقة " هذا الخط لوحده و في أوقات عادية ليس شرط أن تكون أوقات الذروة أضمن لك بقائك جالساً لأكثر من ساعتين فقط بين هاتين البلديتين التان يلتصقان ببعضهما البعض . و يمكنك القياس على بقية الخطوط و التنقلات ولن تقل عن ساعة أو نصف ساعة كحد أدنى إذا كنت في أوقات الذروة حتى بين بلديتين قريبتين , وهذا مجرب .
في آخر المطاف القاعدة التي قد تساعدك في النجاة من الإزدحام المميت هي الإختيار الأحسن لأماكن أشغالك اليومية و أن لا تضيف أكثر من شغل واحد في يوم واحد إن أمكن , لا تتعب نفسك في البحث عن إختصارات في مدينة الجزائر ههههه فكلها مكتشفة و كلها مكتظة عن آخرها و كلها مزدحمة , و حاول أن تقضي أشغالك في الثلث الأول و الثاني و الثالث من الليل ههههه أما البقية ما بعد الساعة 6.30 كن على إستعداد للإزدحام .
0 Comentair:
Post a Comment