قسنطينة تغرق في السيول الجارفة و الوالي يعتبرها مبالغة !!
قسنطينة مدينة الجسور المعلقة تغرق في ربع ساعة !!
وفاة رجل و إمرأة و الوالي لا يعتبرها كارثة ؟؟
ربما لم نشهد مثل هذه السلسلة من الفيضانات منذ أمٍ بعيد جدا من غير المعقول إطلاقاً أنَّ أمطار تهطل لمدة أقل من ربع ساعة تتسبب في فيضان و سيول جارفة تنهي حياة شخصين و تتسبب في خسائر كبير قُدِّرَت بـ 48 سيارة و العشرات من الإصابات الخطيرة , و لولا التدخل الكبير للسكان المحليين لكانت الكارثة أكبر بكثير بينما والي ولاية قسنطينة عبد السميع سعيدون إعتبر الأمر تهويلاً و مبالغةً و رفض إعطاء صفة الكارثة على ماحدث بالرغم من تسجيل خسائر مادية ضخمة و خسائر بشرية كذلك !!
و كانت 15 دقيقة من تساقط الأمطار بسعة 80 ملمتر " وهي الكمية التي إعتادت أن تتساقط على قسنطينة خلال ثلاثة أشهر " بالإضافة إلى الهشاشة الكبيرة التي يتميز بها مشروع تهيئة الوادي و البالوعات الصغيرة القديمة التي تمتلىء في دقائق معدودة و كذلك الطريق الوطني 27 الذي لا يحتوي إطلاقا على أي مسار تذهب فيها المياه على غرار كل الطرق تقريباً التي تعاني نفس المشكلة .
وبعد تهاطل لأمطار رعدية طوفانية غزيرة لمدة 15 دقيقة تقريباً في أعالي جبل وحش أّدَّى إلى تدفق كبير للمياه إلى وادي الكنطولي الذي فاض في الطريق الوطني 27 بعدما لم يجد مساراً مهيئاً له , و أدَّى إلى وفاة شخصين بسبب قوة تدفق المياه التس تسببت في سيول جارفة جرفت حوالي 48 سيارة و جعلتها فوق بعضها البعض و هو ماتسبب في قتل الرجل و المرأة الذان كانا في السيارة , و حاول عدد كبير من السكان المخاطرة بحياتهم من أجل إنقاذ مايمكن إنقاذه بينما تدخلت المصالح المعنية متأخرة لإجلاء السيارات و تنظيف الطريق الوطني ليعاد فتحه صباح اليوم .
يجدر الإشارة إلى أنَّ ولاية قسنطينة تعد الولاية رقم 20 التي تتعرض لفيضانات طوفانية تتسبب في خسائر مادية كبرى و بشرية أيضاً , و لا تزال ولاية عنابة مهددة هي الأخرى بسيول مماثلة بينما تنشر مصالح الأرصاد الجوية نشرات تحذيرية و إنذارية و نشرات خاصة تحذر المواطنين و السلطات المحلية المعنية مباشرة بالوضع و بالرغم من ذلك قال والي ولاية قسنطينة بأنَّ هذه الكمية الهائلة من الأمطار لم تكن متوقعة , على أساس أنها لو كانت متوقعة لتغير الحدث ؟ نفس الشيء كل الولايات التي تجري فيها الوديان الكبرى تعرف جيدا مدى خطورة الوضع و تعرف أنها مهددة بفيضانات بصفة دائمة .
ولا تزال العديد من الولايات الشرقية و حتى تونس مهدة بأربع عواصف رعدية حقيقية قادمة من إيطاليا فإذا كانت أمطار تهطل لمدة ربع ساعة تتسبب في هذا الكم الهائل من الخسائر فما بالك بعاصفة رعدية أو إعصار , و نقول للمرة المليون بأنَّ السبب الوحيد لهذا هو الإهمال الكبير لشروط سلامة المواطنين و المدينة والممتلكات من قبل السلطات المحلية و الدولة , بحيث أنَ المشاريع التي صرف عليها الملايير لم تقم لحد الآن أو لا تزال هشة أو أنه حدث فيها ما حدث من فساد بسبب غياب الرقابة و غياب الحساب ولا أحد يعرف من هو المسؤول.
0 Comentair:
Post a Comment