صرَّح الوزير الأسبق و رئيس جمعية المالغ " جهاز مخابرات الثورة " عقب سؤال أحد الصحفيين أثناء المؤتمر صحفي الذي أقيم بمنتدى جريدة المجاهد والذي كان مضمونه "هل يوجد مجاهدون لم تسجل أسمائهم و أعتبرو حركى بسبب أنهم تعاملو في السرية التامة مع قيادة الثورة " , و كان رد دحو ولد قابلية كالتالي : " هناك الكثير من المجاهدين تم تصنيفهم على أنهم حركى بسبب تعاملاتهم السرية مع قيادة المالغ و قيادات الثورة و الكثير منهم لم يكن يعرفهم بسبب تلك السرية " , و أضاف ولد قابلية أنه يوجد الكثير ممن ساهمو في الثورة بتقديمهم يد العون لجهاز مخابرات الثورة " المالغ " آن ذاك لكن في سرية تامة , و كشف أيضاً في نفس الحوار أن جهاز مخابرات الثورة كان موحَّداً آن ذاك ويشرف عليها عبد الحفيظ بوصوف و كانت لديها العديد من شبكات الإتصال المتعاونة من وراء خطوط العدو و منهم جزائريون عملو مع المستعمر و ساهمو بالمعلومات لصالحا لثورة و وجب علينا نزع عليهم صفة الحركى و إعطائهم صفة الشهداء و المجاهدين .
و أعطى دحو ولد قابلية المثال بالمدعو صالح بعكوير الذي كان يعمل مساعداً أولا للحاكم الفرنسي بالجزائر , حيث يقول ولد قابلية أنه قدم الكثير للوطن ومن أهم ماقدمه كان خفايا مشروع قسنطينة ونوايا ديغول فيما يتعلق بالبترول , وإسترسل في الحديث عن أنَّ هناك الكثير من أمثال بوعكوير الذين عملو في العاصمة مع المخابرات بشرط عدم التصريح بهم لمجاهدي الثورة أو جبهة التحرير حتى لا ينكشف أمرهم .
ويضيف ولد قابلية أنَّ بوعكوير قد سبق له و أن إتصل برئيس الحكومة المؤقتة آن ذاك فرحات عباس في الهند و أراد الإلتحاق بالثورة وقدم مساهمات جلية لمخابرات الثورة التحريرية , و نحن نطالب اليوم برفع صفة الحركي عليه و ضع صفة الشهيد و المجاهد بينما عائلته لم تطالب يوما بهذا و نحن من نبادر اليوم برفع الظلم عنه .
تأتي هذه التحركات التي تظهر من حين إلى آخر حول بعض التصريحات التي تنبش في تاريخ الثورة و تبحث عن تبريرات للأقدام السوداء و للحركى و أبنائهم , الذين يشكلون الآن ماجموعه نسف مليون نسمة في فرنسا , و يكونون جمعيات و يمارسون ضغطاً نوعاً ما على الحكومة الفرنسية من أجل أن تضغط هي الأخرى على الحكومة الجزائرية من أجل القبول بتعويض أملاك الأقدام السوداء قبل مغادرتهم إثر إستقلال الجزائر , و كذلك طلب عودة الحركى و إدماجهم في المجتمع الجزائري و هذا مرفوض بصفة تامة من كل مواطن جزائري فردا فردا .
لكن دحو ولد قابلية يبدو أنه و من دون أن يعلم هذا إن لم يكن يقصدها بالتحديد فتح باباً واسعا جداًّ لعودة الحركى و الأقدام السوداء إلى الجزائر من باب " مساندة الثورة و ظلمهم بسبب السرية المخابراتية " , وهو ماسيسمح لنصف مليون من الحرك و أبنائهم و أحفادهم و سلالتهم هم و الأقدام السوداء من إستخدام هذه الورقة و اللعب على هذا الوتر و مواصلة الضغوطات القانونية ولما لا قد تته الأمور للمحاكم الدولية و من هذا الباب من الممكن جدا أن يأتي اليوم الذي يجد فيه هؤلاء الخونة طريق العودة , وهذا ما لا نتمناه إطلاقاً .
0 Comentair:
Post a Comment