أزمة ديبلوماسية بين الجزائر و العراق بسبب هتافات جماهير كرة قدم ؟!
أزمة ديبلوماسية مجانية بسبب هتافات جماهير
الهتاف بإسم الزعيم العراقي أزعج الفريق العراقي ؟!
لم يكن في الحسبان أن ينطلق فتيل أزمة ديبلوماسية بين بلدين شقيقين بسبب هتفات جماهير !! , هذا لم يحدث حتى في عز الأزمة الكروية بين الجزائر و مصر في سنة 2009 والتي سالت فيها الدماء بين جماهير البلدين وبالرغم من هذا لم يصل الأمر إلى أزمة ديبلوماسية , اليوم قامت وزارة الخارجية العراقية بإستدعاء السفير الجزائري في بغداد لإبلاغ الحكومة الجزائرية عن الإنزعاج من التصرفات غير الرياضية من قبل مشجعي إتحاد العاصمة في لقاء ثمن النهائي الذي جمعه مع فريق القوة الجوية العراقي , من الغريب حقاً أن تنزلق الأمور من المدرجات إلى أزمة ديبلوماسية حقيقية بين بلدين ؟! وكل هذا بسبب صدام حسين ؟؟
ولعب أمس فريق القوة الجوية العراقي أمام إتحاد العاصمة الجزائري في ملعب بولوغين بالعاصمة في لقاء العودة الذي جمع الفريقين بعد أن فاز إتحاد العاصمة ذهاباً بـ هدف لصفر , و كانت المباراة تشير إلى تفوق للفريق الجزائري بهدفين لصفر إلى غاية الدقائق الـ 60 أين بدأت الجماهير الجزائرية بالهتاف بإسم صدام حسين ظنًّا منهم أنَّ هذا سيكون تكريماً للعراقيين و أنه سيثلج صدورهم وذلك لأنَّ الجزائريين يعتبرونه زعيماً لسببين أولهما أنَّهُ أرسل 49 صاروخاً على الكيان الصهيوني و ثانيهم أنَّهُ قاوم وحارب أكثر من 27 دولة و من حارب ضد الولايات المتحدة الأمريكية و خرَّبت العراق , لكن للأسف وكما لم يكن متوقعاً من قبل جماهير إتحاد العاصمة بأن فريق القوة الجوية فريق شيعي و الشيعة يكرهون صدام حسين و يعتبرونه طاغية و هم من أعانو الولايات المتحدة الأمريكية و القوى الدولية المكونة من 27 دولة منها دول عربية كثيرة للأسف على إجتياح العراق و ضرب و قصف و تخريب العراق و لكنهم كانو سعداء بإعدامه في عيد الأضحى ؟ هذا ماجعل الجزائريين يحبون صدام حسين من القلب .
صحيح أن لصدام حسين أخطاء وهو ليس ملاك و الجزائر عارضت تدخله في الكويت و لن ندافع عن إجتياحه للكويت لأن الكويت بلد شقيق هو الآخر و لن ندافع عن أي شيء قام به في سياسته الداخلية مع شعبه , لكن مايجعلنا نحفظ إسمه هو شجاعنه و إطلاقه لـ49 صاروخاً باليستياًّ اتجاه الكيان الصهيوني وهو مالم يفعله ولا قائد عربي أو مسلم آخر ولا أحد , و الأمر الثاني هو تحالف 27 دولة ضده للمرة الأولى , ثم الإجتياح الأمريكي للمرة الثانية .
إنَّ الدافع الأخوي الذي كان لدى الجماهير الجزائرية هو فقط مادفعهم إلى محاولة لتكريم الفريق العراقي و إثلاج صدورهم بهتفات بإسم القائد الذي رفع إسم العراق عالياً هومن جعل العالم ينطق إسم العراق و يحسب له ألف حساب هو من أعاد هيبة العراق التاريخية , هو من جعل من العراق وحدة واحدة لا تفريق بين أي عرق لا سني ولا شيعي ولا درزي ولا أي شيء آخر , كان العراق يملك رابع أقوى جيش في العالم ؟ جعل الولايات المتحدة الأمريكية تضربه لمرتين حتى تتمكن منه و طبعاً كان هذا بمساعدة الدول العربية التي تعتبر نفسها عربية للأسف الشديد .
الدافع الأخوي هذا كان لرد الجميل و أكثر لما تلقاه الوفد الرياضي الجزائري من حسن إستقبال و حسن ضيافة من الجمهور العراقي نفسه , وهو ما حدث هنا في الجزائر حيث منح الفريق العراقي أحسن إستقبال ممكن , رغم ذلك إستغلت السلطة السياسية العراقية الفرصة من أجل إلهاء الشعب العراقي عن مشاكله الداخلية التي يعاني منها مثل إنعدام الخدمات الإجتماعية وهو ماينظم من أجله المظاهرات في العراق حاليا .
تم تسييس كل شيء و حتى رئيس الوفد العراقي الذي أكد قبل المباراة على حسن الضيافة و الإستقبال و شكر الجزائريين كثيراً مثله مثل قائد الجمهور العراقي رئيس رابطة المشجعين العراقيين و فور إنطلاق المشكلة إنقلب كل شيء رئيس الوفد العراقي نفى أي إستقبال جيد للفريق و إشتكى من الفندق ومن أرضية الملعب و من سوء المعاملة و من الجماهير !!!!!!
وفوق هذا إنطلقت القنوات الإعلامية العراقية بتضخيم الحدث تضخيماً كبيرا جدا , لقد بتُّ أُقلِّبُ القنوات العراقية قناة قناة كلها تتحدث عن نفس الشيء مرارا و تكرارا صباحا و مساءاً , حتى تهيَّجَ الشعب العراقي مع وسائل التواصل الإجتماعي و مع تقارير و التصريحات التي أصدرها رئيس الوفد العراقي و الذي تعمَّد إستعمال المفردات المُهيِّجة للشعب العراقي الشقيق , حينها قام أفراد من الشعب بالإحتجاج أمام السفارة العراقية , و شن حملة تعليقات غاضبة على وسائل التواصل الإجتماعي مما ألهب المزيد من الفتنة , حتى وصل الأمر إلى سب الجزائريين وسب الشهداء و تمجيد الإستعمار الفرنسي في الجزائر , ظناًّ منهم أن سب الشهداء يرفع من رجولتهم , و هناك الكثير ممن طالبو بالتصعيد وقطع العلاقات مع الجزائر !!!!!
كان هذا الأمر لينطفىء لكن السلطات العراقية أرادت إستغلال هذا الموضوع لتهييج المزيد من الشعب و تركه يبتعد قليلاً عن الإحتجاجات و المطالبات بتوفير الخدمات الإجتماعية و عن الأزمة السياسية العراقية التي نتمنى من كل قلبنا أن تجد حلاًّ , فقام وزير الخارجية العراقي بإستدعاء السفير الجزائري لديها لإبلاغه عن الإستياء الشديد من الحكومة العراقية ومطالبته بإجراء تحقيق و معاقبة المتسببين في المشكلة .
بالله عليكم سبق و أن لعب ذات الفريق العراقي ضد فريق إيراني في إيران و تمت إهانت هيبة العراق بصراحة وليس بعبارات فقط بل تم تمزيق العلم العراقي و سب وشتم العراق بإسم الدولة وليس فقط طائفة , بالرغم من أن الفريق العراقي " القوة الجوية " من الطائفة الشيعية " و الإيرانيين شيعة و حدث كل هذا أكثر من مرة و إعتداءات بالجملة على اللاعبين داخل الملعب " مناوشات بين اللاعبين " , رغم كل هذا لم ينطق أحد بكلمة ولا كلمة ولا إستدعاء سفير ولا شيء !!! , و اليوم بسبب كلمة " صدام حسين " تنطلق أزمة ديبلوماسية ؟؟؟
الغريب في الأمر أيضاً الإنفعال السريع في القاعة الشرفية ضد هتفافات الجماهير الجزائرية , ألا يعلمون أن الجماهير الجزائرية تسب و تشتم بوتفليقة على المباشر و أمام ناظريه ؟؟؟ و تشتم الوزير الأول اويحيى مئات الشتائم حتى يضظر التلفزيون لحذف العبارات و خفض الصوت ؟؟؟ المسؤولون في الجزائر يتم شتمهم أمام أعينهم ولا ينطقون بكلمة لأنهم يعلمون أن الملعب متنفس للجماهير لقول مافي جعبتها ولا أحد يمكنه التحكم في ما يقولون .
حدث قبل أشهر و أن نشأت أزمة ديبلوماسية بين الجزائر و السعودية لذات السبب و هذه المرة بسبب لافتة تصور الملك سلمان مع ترامب و إعتبرها السعوديون إهانة , هههه مع أن الملك السعودي فخور بإلتقاطه الصور مع ترامب و كل صحف العالم نشرت صوره مع ترامب , لماذا لم تعترض السعودية مثلاً ؟؟
الحكومات العربية أصبحت كارتونية حقاًّ تنتفض من أجل هتافات جماهير ؟؟؟ و لافتات يعلقها الجماهير ؟؟ عندما يلعب فريق جزائري مع فريق ليبي يتغنى الجزائريون بالقذافي و لا يحدث أي شيء , وعندما يلعب الجزائريون مع التونسيين أو المغاربة أو المصريين يتبادلون الشتائم و الهتافات بكل سرور وبكل روح رياضية و الجميع يلعب عادي , نصيحة لإخوتنا في المشرق يجب أن تتعودو على جماهير شمال إفريقيا وخصوصاً الجزائريين .
0 Comentair:
Post a Comment