إستقالة مفاجأة لجمال ولد عباس من الـ FLN بعد نوبة قلبية حادة
نوبة قلبية حادة تنهي الحياة السياسية لجمال ولد عباس
زعيم الموالاة ينسحب من الساحة
نقلت مختلف وكالات و قنوات الأخبار الوطنية العمومية الرَّسمية و الخاصة اليوم نبأ تعرُّض فجر اليوم الأمين العام ( السابق ) لجبهة التحرير الوطني جمال ولد عباس زعيم الموالاة و الداعم الأول للعهدة الخامسة إلى نوبة قلبية حادَّة إضطرته للتنقل للعلاج و بأمرٍ من الطبيب طلب عطلة مرضية طويلة الأمد بسبب حاجته الماسَّة إلى الراحة الجسدية , وهو ما أدى به مباشرة إلى طلبه الإستقالة و الإنسحاب من الحياة السياسية و بالتالي إنهاء صفته كأمين عام للحزب العتيد و سيخلفه مؤقتا السيد معاذ بوشارب إلى غاية إقامة أشغال المؤتمر العام لحزب جبهة التحرير الوطني لإنتخاب قائد جديد للحزب " من قبل اللَّجنة المركزية للحزب " .
و كان الخبر مفاجأ بطبيعته بحيث سارع الكثير من اقربائه و أصدقائه للسؤال عن حالته الصحيَّة في المستشفى العسكري بعين النعجة , أين يجري الفحوصات اللَّازمة هناك , و الجدير بالذكر أنَّ نفس التوقيت و نفس السبب تقريباً كان وراء تنحي الأمين العام الاسبق عمار سعيداني من المنصب و الذي خلفه جمال ولد عباس , وهو مايطرح تساؤلاً حول حقيقة هذه الأسباب حتى لو كانت مجرد صدفة .
كما أنَّ هذا الإنسحاب حير الكثير من المتابعين الذين لم ينتظرو هذه الحركة إطلاقاً خصوصاً مع إقتراب موعد الإنتخابات الرئاسية و من المعروف على جمال ولد عباس أنه الداعم الأول للعهدة الخامسة , و لطالما أكَّد طموحه في مواصلة قيادة الحزب إلى غاية 2023 كما قال ذات يوم بأنه حتى لو كان يبلغ من العمر المئة عام و فيما كان يمزح مع الحاضرين أضاف أنه باقٍ , لكن يبدو أنه نسي أن الأعمار بيد الله ولا أحد يملك قرار حياته في يده حتى يستشرف لهذه الدرجة .
الرجل الذي أصبح زعيما للموالاة و الكوميديا السياسية و أصبح عنواناً للمهازل السياسية المتواصلة في البلد اليوم يرحل لأسباب يبدو أنها لا تتوقف عند صحته فقط , بل تمتد إلى تدخلاته الأخيرة في قضية سحب الثقة السياسية من رئيس المجلس الوطني الشعبي السابق السعيد بوحجة و إثارته للبلبلة في البرلمان و تدخله الأخير الذي وقف فيه إلى جانب زعيم الحزب المنافس له أحمد أويحيى في قضية التراشق بالتصريحات بينه و بين الطيب لوح وزير العدل الذي يعتبر من كوادر الحزب العتيد فيما يخص موضوع حبس الإطارات في سنوات التسعينات من قبل أحمد أويحيى .
صحيح أن عامة الشعب يرى كل مايحدث في هذه الساحة السياسية لا يعنيه لأنه ببساطة شديدة ليس مستفيد من اي شيء يخص الأحزاب السياسية حتى لو مات كل رؤساء الأحزاب , ويعتبر كل مايجري من تصريحات و تصريحات مضادة ماهو إلى تفاهة لا معنى لها و لا فائدة منها , فكل هؤلاء لاينظرون لمصلحة الشعب إلاَّ في يوم الإنتخاب .
الغريب في الأمر أن جمال ولد عباس الذي إستقال بمجرد إصابته بوعكة صحية مباشرة من دون أن يمر يوم واحد حتى , هو نفسه الذي يطالب عبد العزيز بوتفليقة المقعد المريض جدا جدا جدا جدا جدا أن يترشح لعهدة خامسة !! .
لعل و عسى أن تكون هذه الحادثة إنذار للبقية بأنَّ السلطة و الكرسي لن يدوم و الموت خاطف فلينظف كل واحد نفسه و ينقذ مايمكن إنقاذه قبل فوات الأوان .
0 Comentair:
Post a Comment