العرب و العالم يحتفلون بنهاية الحرب العالمية الأولى
قصف الكيان الصهيوني أمس عدة مباني و مناطق في قطاع غزة و إستهدف المباني التابعة لوكالة الأنباء الفلسطينية حيث اصابت عدة صواريخ من العدو الصهيوني مراكز و إستيديوهات تصوير , فيما تتناقل أنباء هنا و هناك عن إرتقاء أربعة شهداء فلسطينيين في قطاع غزة جراء هذا القصف , ويأتي هذا في اليوم الذي إحتفل به العالم كتذكار لنهاية الحرب العالمية الأولى بباريس و يلتقي فيه رؤساء و زعماء دول غربية و عربية عديدة تحت راية السلام الدولي .
بينما تقول الواجهة الإعلامية للكيان الصهيوني بأنَّ هذا كان رداًّ على صواريخ حماس التي أطلقها قبل ذلك, و يطلقون حملات إعلامية باللغة العربية على مواقع التواصل الإجتماعي و على قنواتهم بأن لا يشجعو حماس أو لا يقتربو من الجدار العازل , حتى يضعفو من العزيمة و روح المقاومة , بينما يتخندق الكثير من العرب في خندقهم و بدل أن يدعم حماس يحاربها تحت نفس المسمى الذي يتسبب به الكيان الصهيوني " الإرهاب " .
منذ متى كان الذي يدافع عن أرضه و شعبه إرهابي ؟؟ الإرهاب الحقيقي هو الذي يأتي من الذين يدعون المسالمة و يتمسكنون من أجل جرح صغير لا يشفي الغليل , و فوق كل هذا يجدون الدعم و المساندة من إخوانهم العرب قبل الغرب .
أيُّ سلامٍ هذا الذي يتحدثون عنه و شعبنا في فلسطين يتعرَّض للوحشية و للإرهاب من قبل الكيان الصهيوني في ظل صمت الكل , حتى وسائل الإعلام العربية التي أتحفتنا في سنة 2008 بأجل العبارات لم تنطق بكلمة بل هي منشغلة بما يجري في اليمن و سوريا و العراق و بالأزمة القطرية الخليجية , و أكثر ما يحز في أنفسنا هو جري زعماء دول الخليج العربي و بعض الدول العربية الأخرى إلى التطبيع العلني و وضع أيديهم في أيدي اليهود علناً و بكل وقاحة و بإبتسامة عريضة تحت عنوان السلام في الشرق الأوسط !!
لا ندري هل هؤلاء يشاهدون مايحصل في فلسطين من قتلٍ و تعذيب و تشريد , أم أنهم يتألمون عندما يشاهدو جرح صغير في الأصبع الصغير لليهودي , و الكثير من وسائل الإعلام العربية الكبرى مثل قناة الجزيرة تستضيف على منابرها في العديد من المرَّات ممثلين ناطقين بإسم الكيان الإرهابي الصهيوني تحت شعار الرأي و الراي الآخر , بينما عندما يتعلق الأمر بقضايا عربية ساخنة تسعى القناة للمزيد من التسخين .
الإستهزاء العربي و العالمي بالقضية الفلسطينية اثَّر على تفكير المواطن المسلم بشكل عام , بحيث لم تعد قضية مهمة ولا تشغل باله و لا يولي لها إهتماماً , تماماً مثلما حدث عندما كانت الأندلس تسقط و المسلمون يتفرجون و الكثير منهم يساهمون في سقوطها , و عندما كانت الخلافة الإسلامية العثمانية تسقط أمام أعين الجميع ليتملَّكها و يسطر عليها الغرب , حينها كان العرب يحاربون في صف البريطانيين , لم يتغير شيء في القومية العربية الكل يريد أن يكون بطلاً
لكن بطلاً من فراغ , و حقيقتهم أنهم كلهم خونة .
سيدرس أحفادنا ذات يوم عن خيانة العرب لقضيتهم الفلسطينية مثلما ندرس الآن عن خيانة العرب لخلافتهم الإسلامية و مثلما درس من هم قبلنا خيانة العرب للأندلس , سيقرأ أطفالنا أنَّنا لم نكن قادرين على فعل أي شيء مثلما نتهكَّم نحن عن الذين عاشو في عصر ملوك الطوائف و السلاطين الضعفاء , متى ننتهي من هذا الكابوس المؤلم !!
0 Comentair:
Post a Comment