" السترات الصفراء " غضب شعبي يطيح بشعبية الرئيس الفرنسي !

إحتجاجات السترات الصفراء تُطيح بهيبة الحكومة الفرنسية

قتيل و أكثر من 400 جريح خلال الإشتباكات مع الأمن !!

تدخل الإحتجاجات العارمة للعمال الفرنسيين يومها السادس بحصيلة وصلت إلى قتيل و أكثر من 400 جريح خلال إشتباكات بين الجمع الغفير من المتظاهرين و قوات مكافحة الشغب الفرنسية , و يصمم المتظاهرون الذين يفوق عددهم العشرون ألفاً بحسب تقديرات صحفية فرنسية محلية في باريس فقط , بينما تنتفض كتلة العمال في كل الولايات الفرنسية تقريباً , و هذا الغضب العارم ضد الرئيس الفرنسي ماكرون و حكومته جاء بعد سلسلة من الزيادات الضريبية و كان آخرها زيادة في الضريبة على الوقود إضافةً إلى المعاناة الكبيرة من غلاء المعيشة التي تزداد يوماً بعض يوم و هذا كله ضمن مشاريع حكومة ماكرون , وقد أصبح الجمع الغفير من العمال يطالبون بضراوة بإستقالة الرئيس الفرنسي ماكرون و تنحي زوجته هي الأخرى , و صبو جام غضبهم على الطرقات و المرافق العمومية كالبلديات و غيرها و شلو حركة المرور في الطرق الرئيسية الكبرى .

وتقول إحدى المتظاهرات أنَّ أجور العمال لم تعد تكفيهم إطلاقاً , فمعدل ربحية العمال من أجورهم بدون كتلة الضرائب الضخمة التي تقع على عاتقهم هو 1000 أورو شهرياً لا يكفيهم لإكمال المصاريف الأساسية في الشهر الواحد , و مادفع جبهة العمال للغليان و الإندفاع نحو الإحتجاج بقوة للضغط على سياسات الحكومة و الرئيس ماكرون هي الزيادات الكثيرة في الضرائب على المحروقات , ومن ماهو ملاحظ فإنَّ شعبية ماكرون أصبحت في الحظيظ خلال هذا الإحتجاج .

كل الغضب و الإحتجاج تحول في الكثير من المواقف إلى إشتباكات عنيفة مع قوات الأمن الفرنسية و إلى سخرية كبيرة من ماكرون و زوجته التي يصفونها بالعجوز , لكن الأمر الذي يفاقم في المشكلة هو سقوط قتيل خلال الإحتجاجات و أكثر من 400 جريح و هو عدد كبير جداًّ و هذا يعني بالضرورة أنَّ سلطات ماكرون تريد قمع و إسكات هذه المظاهرات بأي ثمن , خصوصاً و أنَّ ماكرون و حزبه يحضرون من الآن للإنتخابات القادمة.

و يعتقد أن عدد المتظاهرين سيلامس الـمئتي ألف بحسب الدعوات المقبولة على وسائل التواصل الإجتماعي و ترتكز إستراتيجية السترات الصفراء على تنظيم إستمراريتهم بدون المساس بمستقبل وظائفهم , فالذي يعمل صباحاً يتظاهر مساءاً و الذي يعمل مساءاً يتظاهر صباحاً وهكذا دواليك , بينما الذين مفروضٌ عليهم العمل بشكل دائم فهم يكتفون بدعمهم معنوياً و التضامن معهم لأن القضية و الهدف واحد .

لكن الأمر الذي زاد حدَّة غضب المتظاهرين هو ردَّة فعل الحكومة الفرنسية , فقد ظهر رئيس الوزراء إيدوار فيليب على التلفزيون الرسمي الفرنسي و لم يظهر أي نية من حكومته لإرضاء المتظاهرين بل أكَّد على أنَّ المشروع الذي أتى به ماكرون سيستمر و لن تغييره مجرَّد مظاهرات , و حاول أن يطمئن الجموع المتظاهرة الغاضبة بأنَّ هذه الزيادات الضريبية الكبيرة ماهي إلاَّ مرحلة في برنامج الرئيس ماكرون و سيكون هناك تخفيضات كبيرة في الضرائب في  نهاية عهدته .

و كأنه يقول بأنَّ ماكرون سيرفع الأسعار لكي يكون بطلاً عند تخفيضها في نهاية العهدة و عندها قد تكون أمامه فرص أوفر للفوز بالإنتخابات الرئاسية للعهدة الثانية , تقريباً هي عقلية مشابهة لتفكير بعض العرب و الأفارقية , و لكن لحد الآن يبدو أنه لن يستمر في تحقيق هذا البرنامج , بالرغم من أنَّ الرئيس ماكرون دعى إلى الحوار و إلنهاء الإحتجاجات و محاولة إقناع المحتجين , و كأنه يريد فرض الزيادات الضريبية بالقوة .

وتعتبر هذه الإحتجاجات ضربة قاسمة لشعبية ماكرون في فرنسا , فهو الذي إكتسب شهرة و شعبية كبيرة في أوساط الشباب و الجامعيين و العمال الفرنسيين عندما تمَّ إنتخابه كرئيس للجمهورية لأوَّل مرة , وهاهو الآن يواجه غضب أكثر من 75% من مؤيديه السابقين , فهل سينجح في إسكات هذه المظاهرات ؟!

و من جهة ثانية إمتدت هذه الحركة الإحتجاجية إلى بلجيكا في سابقة هي الأولى منذ إندلاع ثورة العمال الفرنسيين , ومما هو ملاحظ التعامل الخشن و العنف الذي تفرضه قوات مكافحة الشغب الفرنسية على العمال الفرنسيين مما أدى إلى سقوط قتيل و أكثر من 400 جريح , و هناك العديد من الصور التي إلتقطها ناشطون فرنسييون مناهضون لكومة ماكرون يظهر فيها إعتداء واضح و صريح على متظاهرين بالقوة و الهراوات حتى على النساء , و لا ننسى أنَّ هذه المظاهرات ليست جديدة بل أتت بعد سلسلة طويلة جدا من الإضرابات و الإحتجاجات , و كان آخرها الإحتجاجات التي ظهر فيه حارسه الشخصي المقال يضرب المواطنين بالقوة .

شاهد العنف الكبير ضد المتظاهرين الفرنسيين

أترك تعليقك حول هذا الموضوع من هنا

أحصل على كل جديد مباشرة بالضغط على " متابعة "

إشترك على قناتنا في اليوتوب من هنا 

3:45 PM