الحكومة الفرنسية تقرر مُضاعفة تكاليف الدراسة لغير الأُوروبيين 16 مرَّة
الحكومة الفرنسية تُضاعِف تكاليف الدراسة بـ 16 مرة
القرار يمس الطلاب غير الأروبيين إبتداءاً من الموسم القادم
في ظل إجراءات الحكومة الفرنسية التي يقودها رئيس الوزراء إدوارد فيليب من أجل الحد من آثار الأزمة الإقتصادية التي تمس فرنسا و التي أجبرت الحكومة على فرض زيادات ضخمة في قطاع المحروقات و المواد الأساسية و تغيير إستراتيجية دعم المعوزين بفرنسا , هاهي الآن تقرر بشكل مفاجىء مُضاعفة تكاليف الدراسة في فرنسا لغير الأوروبيين في الجامعات العادية بـ 16 مرَّة و هو القرار الذي يمس مباشرة الطلاب المغاربة بشكل عام و الجزائريين بشكل خاص بحكم عددهم الكبير جداًّ هناك .
و برَّرت الحكومة الفرنسية ذلك بإتخاذها لإستراتيجية جديدة لتطوير التعليم في فرنسا و تحسين ظروف إستقبال الطلاب الأجانب على أراضيها , و أكَّد من جهة أخرى إلى أنَّ تكاليف الدراسة في فرنسا للأجانب كانت مساوية تماماً للطلبة الفرنسيين وهو الأمر الذي أصبح الفرنسييون يرفضونه بحكم الأولوية , و جاء في تصريح لرئيس الوزراء الفرنسي " نحن نعلم أنَّ تكاليف الدراسة في فرنسا منخفضة جداًّ بالمقارنة مع نظرائها , و نعلم أيضاً أنَّ الطالب الفرنسي و الطالب الأجنبي يدفعون نفس التكاليف بالرَّغم من أنَّ عائلات الطلاب الفرنسيين يدفعون الضرائب طوال الوقت , وهو أمر لا يجب أن يستمر لأنَّه غير عادل " , و أضاف أيضاً أنَّ فرنسا ستطور مناهج التعليم و ظروف دراسة الطلبة على أراضيها و هذا يستوجب رفع التكاليف من أجل تحقيق هذه الإستراتيجية .
وحسب وكالة الأنباء الفرنسية فإنَّ التكاليف التي كان يدفعها الطلاب غير الأوروبيين وعددهم يقارب الـمئة ألف و التي هي ذاتها التي يدفعها الفرنسيون و هي 170 اورو سنوياًّ لدراسة الإجازة " ليسانس " ستصبح مطلع الموسم المقبل 2019/2020 ألفان و سبعمئة و سبعون 2770 اورو , أمَّا 243 اورو التي كانت تُدفَع لدراسات الماستر و 380 اورو لقاء دراسات الدكتوراه ستصبح 3770 أورو للماستر و الدكتوراه , وهو ماتعتبره الحكومة الفرنسية ثُلث التكلفة الحقيقية للطالب الأجنبي بالنسبة للمالية العامة .
وستمكن هذه الزيادات الصاروخية الحكومة من إقرار زيادة عدد المنح و الإعفاءات من رسوم التسجيل التي سيستفيد منها حوالي خمسة عشر ألف طالب من الدول النامية مقابل سبعة آلاف حالياًّ , و بحسب الحكومة في نهاية المطاف سيستفيد طالب من كل أربعة طلبة من الدول النامية من المنحة أو الإعفاء , وقال رئيس الوزراء الفرنسي إدوارد فيليب على حسابه في التويتر " بأن تكاليف الدراسة في فرنسا لغير الأوروبيين لا تزال بعيدة بـ ثمانية آلاف إلى ثلاثة عشر ألفاً من اليورو في هولندا و عشرات آلاف الجنيهات في بريطانيا ومعظم الدول الأوروبية دون الحديث عن أمريكا الشمالية " .
ويواجه الطلاب الجزائريين أزمة حقيقية بدايةً من الموسم المقبل فتكلفة دراسة الليسانس ستبلغ حوالي 640000 دج أي أربع وستين مليون سنتيم سنوياًّ أي1920000 دج مئة و إثنان و تسعون مليون سنتيم لحيازة الشهادة في ثلاث سنوات من دون إعادة , بينما كانت تساوي 39100 دج أي ثلاث ملايين و تسعة آلاف و مئة سنتيم وهي تكلفة كانت مقبولة نوعاً ما بالرَّغم من أنَّ دفعها يستلزم جهداً كبيراً من قبل عائلة الطالب من أجل توفيرها , أماَّ بالنسبة لطلاب الماستر و الدكتوراه فحدث ولا حرج فبعد أن كانو يدفعون 55890 دج أي خمسة ملايين و خمسة آلاف و ثمانمئة و تسعون سنتيماً للماستر و 87400 دج أي ثمان ملايين و سبعة آلاف و أربعمئة سنتيم للدكتوراه , سيضطر كلاهما لدفع 874000 دج أي سبعٌ و ثمانون مليون و أربعة آلاف سنتيم لكل سنة .
كل هذه التكاليف الخيالية ليست وحدها فلا ننسى أنَّ تكاليف الإقامة و الأكل و المستلزمات الأساسية و السفر و الفيزا ستجعل التكلفة تصل لحدود المئة مليون سنتيم سنوياًّ تقريباً , و هو مايجعل الطلاب الجزائريين في حيرة حقيقية من أمرهم , ومن شبه المستحيلات أن يتمكن طالب عادي من تغطية تكلفة كهذه , حتى الأجر القاعدي في فرنسا و أوروبا عامَّةً الذي يبلغ 1500 أورو لا يكفي لتغطية حتى نصف تكلفة رسوم التسجيل .
ويعزم الطلبة الجزائرييون تغيير وجهتهم بأي طريقة نحو دول أخرى بالرغم من التكلفة العالية جداًّ هناك أيضاً لكنها قد تكون مناسبة لهم في دول أوروبا الشرقية , و قد يتخذ جزء كبير منهم قراراً بالعودة لأرض الوطن في ظل التكاليف الخيالية التي تفرضها الحكومة الفرنسية .
فهل سيعود طلابنا لإكمال دراساتهم على أرض الوطن ؟؟ أم أنهم سيقبلون و يستميتون لدفع المزيد و المزيد من أجل إكمال الدراسة في فرنسا !!
0 Comentair:
Post a Comment