الإعلان رسميا عن مقترح مشروع خط السكك الحديدية بين الصهاينة و الخليج العربي
مشروع خط سكك حديدية يربط الخليج بالكيان الصهيوني
إرسال وزير المواصلات الصهيوني لطرحه في مؤتمر عُمان
يبدو أنَّ وتيرة التطبيع بين دول الخليج العربي و الصهاينة تسير بأسرع مايمكن أن نتوقعه , فبُعَيدَ أيَّام قليلة من الظهور العلني لمبادراة التطبيع من جانب الأردن و الإمارات العربية المتحدة و عُمان , هاهو الإعلام الرسمي للكيان الصهيوني يُعلِن عن إرسال نتنياهو لوزير مواصلاته إلى المؤتمر الدولي للنقل و المواصلات المُزمَع إقامته في سلطنة عُمان , وسيطرح مشروع بناء خط سكك حديدية تربط بين الكيان الصهيوني و دول الخليج ومد البحر المتوسط بدول الخليج مروراً بالكيان الصهيوني و الأردن , مثلما هو موضَّح في الصورتين الآتيتين :
يستهدف الكيان الصهيوني بهذا المشروع محور إيران , بحيث يُحقِّقُ ربط الخليج بالصهاينة بالسكك الحديدية هدفاً إقتصادياًّ إستراتيجياًّ مفيد لكل الأطراف التي تُعلِنُ العداء لإيران , بحيث لن يصبح لمضيق هُرمز التي تسيطر عليه إيران و تهدد في كل تارة و أخرى بغلقه و مضيق باب المندب باليمن الذي يسيطر عليه الحوثييون الموالون لإيران أي دور إستراتيجي في مايتعلَّق بالممرَّات البحرية الدولية .
ومنه فسيسبح لدول الخليج مخرجاً إقتصادياًّ مفيداً للبحر الأبيض المتوسط عبر الأردن و فلسطين المحتلة , بالتالي فإن السلع و البضائع التي تُشحن من مختلف المحيطات لتمر إلى حوض الخليج الفارسي أو البحر الأحمر و البحر الابيض المتوسط الذي يجمع سواحل الشرق الأوسط و شمال إفريقيا و غرب شمال أسيا و جنوب أوروبا و حتى القارتين الأمريكيتين " عبر مضيق جبل طارق " , ستصبح تمر برياًّ عبر عُمان ثُمَّ الإمارات العربية المتحدة ثم البحرين ثم المملكة العربية السعودية التي تشكل الجزء الأكبر من المشروع ثم الأردن ثم فلسطين المحتلة و عبر الموانىء الصهيونية يُربطُ الخط بموانىء تركيا و قبرص و اليونان و بقية دول حوض البحر الأبيض المتوسط وصولا غلى بقية المضائق البحرية الأخرى .
يعوِّل نتنياهو على قضية معاداة إيران و إعتبارها العدو الأول للعرب من أجل تسهيل إقناع الحكومات العربية بهذا المشروع , بحيث أن الكيان الصهيوني و دول الخليج العربي تشترك في معاداتها لإيران و تبحث بكل الأشكال و السبل عن كيفية تغيير طرق نقل أنابيب الغاز و البترول و السلع و البضائع و الطرق الجوية و البحرية السياحية و كل شيء لتبعده عن المجال الإيراني حتى لا يتعرض لتهديد " حسبهم " , فقد سبق و أن تم طرح مشروع لتغيير وجهة أنابيب النفط و الغاز من الإمارات و البحرين و عمان و حتى قطر " قبل المقاطعة " عبر التراب السعودي إلى سواحل البحر الأحمر ثم الإعتماد على مخرج قناة السويس في مصر .
و لا ننسى أنَّ مصر أيضاً معنية بالمشروع بحيث سيمسها هي الأخرى خط النقل بالسكك الحديدية بين تل أبيب و سيناء , و يمكننا أن نستظهر الدول المكشوفة في المشروع المعلن و الذي تم بثه في وسائل الإعلام و هي كالتالي :
وحسب ماهو ظاهر فإنَّ دولة قطر مُستثنيةٌ من المشروع بشكله المباشر و لكن في تفاصيل المشروع سيتم ربطها هي الأخرى مستقبلاً في حالة عودة العلاقات الخليجية القطرية إلى طبيعتها , و هناك يتكون إمكانية ربطها سهلاً جداً .
يسعى الكيان الصهيوني لبعث هذا المشروع بدفع الولايات المتحدة الأمريكية إلى الضط على دول الخليج أكثر من أجل التسريع في إنجازه , وقد ذكر وزير المواصلات الصهيوني في سنة 2017 عندما أعطيت الموافقة على بدء دراسته أنَّ معظم خطوط السكك الحديدية هي فعلاً موجودة الآن و لا ينقصها سوى بعض الربطات القصيرة غير المكلفة و بالتالي فإن المشروع سيكون له عوائد ربحية كبيرة على المنطقة , ولا ننسى أنه كان يوماً ما خط الحجاز الذي كان يربط فلسطين بالحجاز سابقاً و هو متوقف منذ الثورة العربية ضد الإمبراطورية العثمانية.
و يهدف الكيان الصهيوني من الضغط على الخليج إلى مطالبة المملكة السعودية بإحياء هذا الخط من جديد و لن يكون عليها إعادة إنجازه لأن معظمه مُنجز من قبل , و فيما تربط إتفاقيات كثيرة فيما يخص النقل و المواصلات في إنجاز خط السكك الحديدية يربط بين تل أبيب و إربد الأردنية و هو في طور الإنجاز , و تسعى الأردن و الكيان الصهيوني إلى توسيعه ليصل مدن أخرى و ربما قد يدخل الاراضي العراقية ليمر إلى الكويت يوما ما لكن هذا يبدو مستبعدا ً الآن .
إنَّ الحديث العلني في هذا الموضوع و السعي لطرحه في المؤتمر الدولي للنقل و المواصلات , و خصوصاً ذكر المملكة العربية السعودية و الكويت في الموضوع و هما الدولتان الخليجيتان اللَّتان لم يُعلنا على أي تطبيع رسمي لحد الآن , فكل الأنظار تتجه إليهما بسبب وجودهما بشكل صريح جداً في المشروع و لا ننسى أنَّ الوفود الرسمية لا تتحرك إلاَّ عندما يكون هناك ضوء أخضر من قبل جهة ما , و ربما تكون لقطة إستقبال السلطان قابوس لنتنياهو و رفع العلم الصهيوني و عزف نشيده مرتين متتاليتين في كل من قطر و الإمارات العربية المتحدة ماهي إلى لجس نبض الشارع و إزالة الصدمة الشعبية أو تخفيفها اتجاه الصهاينة حتى يعتاد المواطن العربي على رؤيتهم في دولته .
لكن السؤال المطروح فعلاً هل المملكة العربية السعودية هي من أعطت الضوء الأخضر لكل من الإمارات العربية المتحدة و سلطنة عُمان و حتى البحرين للكلام باللِّين و الترحاب بالكيان الصهيوني ؟! , أم أنها تحفظَّت فقط من أجل الضغوطات الأمريكية كيف لا وهي الولة الإقليمية في المنطقة , و كيف سيقترح هذا الوزير بهذا الشكل العلني في مؤتمر عالمي هذا المشروع ؟؟ !! , هل سنسمع بقبول سعودي و كويتي لهذا المشروع ؟!.
0 Comentair:
Post a Comment