الجيش الجزائري جرَّب أحدث منظومات الرجم التكتيكي " لفحة الشمس "
الجيش الجزائري يُجرِِّب أحدث منظومات الرَّجم التكتيكية
أحدث أنظمة الصواريخ " لفحة الشمس " تدخل الخدمة
من يتابع المناورات و التمارين التكتيكية التي يقيمها الجيش الوطني الشعبي الجزائري خلال هذه الفترة منذ شهر ماي الفارط في مختلف النواحي العسكرية للبلاد , يشاهد إستخدام الجيش لأوَّل مرَّة العديد من الىليات الحربية الحديثة و التي لم يسبق لنا مشاهدتها مع جيشنا .
و من بين هذه الأسلحة منظومة راجمة الصواريخ الروسية حديثة الطراز حاملة لصواريخ TOS -A1 و التي تدعى إختصاراً " سولنتسيبيوك " بالروسية و التي تعني بالعربية " لفحة الشمس " , و قد ذاع صيتها خلال تجربة النسخة الأولى TOS -Buratino في حرب سوريا التي يتم فيها تجريب مختلف الاسلحة الروسية الحديثة , وتُعدُّ هذه المنظومة من بين الأخطر في العالم بالنظر لفعاليتها الميدانية وسهولة تحركها و ضربتها المؤثرة و الموجعة , لنتعرَّف على منظومة لفحة الشمس .
هي قاذفة صواريخ تكتيكية لها القدرة على التحرُّك بصفة إنسيابية في ميدان المعركة , تستطيع أن تسير على الطريق المعبد بسرعة 60 كم في الساعة و يكفيها الوقود لمدى يفوق الـ 500 كم , وهي منصوبة على بدن دبابة تي 90 إس , و تحمل 26 صاروخ حراري دفعة واحدة من نوع " TOS -A1 " , ويبلغ مدى الصاروخ أكثر من 6 كلومترات .
منظومة لفحة الشمس موجَّهة لمهمة تدمير المدرعات و آليات العدو و إخماد مصادر النيران المعادية و معدات الدفاع الجوي عن الإقليم الموجودة في المنطقة الأمامية , و الكثير من الأهداف الحيوية في مختلف أعماق ميادين القتال , بحيث تتحرَّك بسهولة كبيرة أثناء المعركة ويمكنها أن تتثبت و أن تطلق في فارق زمني لا يتعدَّى بضعة ثواني , إذ توجه لها مهمة ضرب الآليات الإستراتيجية في عمق العدو , و من الصعب مواجهتها بصواريخ مضادة لها بسبب تحركاتها السريعة و قدرتها التدميرية الكبيرة .
بحيث تساوي القدرة التدميرية للفحة الشمس قدرة القنبلة النووية التكتيكية الصغيرة , و يمكنكم التأكد منها من خلال مشاهد القصف العنيف في محاربة الإرهاب في سوريا , أين اثبتت فعاليتها الكبيرة في حرب العصابات عكس الآليات الأخرى التي تتطلب أماكن و مواقع مكشوفة أكثر , و تكمن نقطة التفوق في السرعة و المرونة و الضرب السريع .
إنَّ نجاح نسختها الأولى الباهر في حرب سوريا و العراق ضد الإرهاب , عجَّل من إقتناء العديد من الدول هذه المنظومة بسبب فعاليتها الحربية الميدانية و من بينها الجزائر و التي تُظهر المناورات الأخيرة تجارب أظهرت فيها إمتلاك الجيش الجزائري لهذه المنظومة .
تستخدم راجمات لفحة الشمس صواريخ مُحمَّلة بمادة الوقود الحارق , و تمَّ إنتاجها لأوَّل مرة " نسختها الأولى TOS 1 Buratino في سنة 1988 في عهد الإتحاد السوفياتي و الذي يتم تثبيته على بدن دبابة T72 قديمة الطراز , وقد ظهرت الراجمات لأول مرة في تجاربها الأولى في حرب أفغانستان و حرب الشيشان الثانية , و كانت العراق أول بلد عربي يستخدم هذه المنظومة في معركة تحرير تكريت من أيدي العناصر الإرهابية كما تمَّ إستخدامها من قبل الجيش السوري في معركة حماة ضد الإرهاب هو الآخر .
أما بخصوص الإصدار الحديث المطور لهذه الراجمة لهو TOS-A1 فقد دخل التجارب لأول مرة في الجيش الروسي سنة 2001 ويستخدم هذه النسخة فقط من قبل الجيش الروسي و الكازاخستاني و الجزائري لحد الآن و قد سبق و أن نشرته القوات الروسية في روسيا إبتداءاً من سنة 2016 .
و تصنع مؤسسة Omsk Transmash الروسية المتخصصة هذا النوع تحت الترخيص من وزارة الدفاع الروسية و قد إنطلق في تصديره منذ 2011 تقريباً , ويبلغ طولها 10 أمتار للمركبة و عرضها 4 امتار و طاقمها يصل لثلاثة أفراد , فهل نرى الجيش الوطني الشعبي يوماً ما يُصَنِّعُ راجماته الخاصة ؟!
0 Comentair:
Post a Comment