الفرنسيون يطالبون برحيل ماكرون !! | التصعيد يصل إلى ذروته
لأوَّل مرَّة في أوروبا الحديثة
الفرنسيون يطالبون برحيل إيمانويل ماكرون !!
صعَّدت فرق " السترات الصفراء " الإحتجاجات و قرَّرت اليوم إقتحام مركز العاصمة الفرنسية باريس و بالتحديد جادَّة الشانزيليزيه , التي حاول إقتاحمها حوالي ثمانية آلاف متظاهر , وسط قمعٍ شديد من قوات الأمن الحكومية , و التي قامت بإنزال ثلاثة فرق من القوات الخاصة للتدخل و مكافحة الشغب من الشرطة و الدرك و التي بلغ عددهم إجمالاً حوالي ثلاثة آلاف عنصر , و تنوي وزارة الداخلية تدعيم العاصمة و مواجهة السترات الصفراء بالمزيد من رجال الأمن الذين يتفرقون على كل التراب الفرنسي الذي يشهد كله إحتجاجات لتيار السترات الصفراء .
وقامت الطبقة العاملة من الشعب الفرنسي بثورة غضب ضد قوانين و إجراءات الحكومة الأخيرة التي تقضي بتنفيذ خطة زيادات في الضرائب على المحروقات و مشتقاتها و رفع الضرائب على السلع و البضائع و العديد من الأمور الأخرى لم يكن آخرها قانون العمل و التقاعد و المنح و غيرها من المشاكل التي أضرب و إحتج من أجلها الملايين سنوياًّ .
لكن هذه المرَّة و بعد سقوط قتيل و أكثر من 400 جرحى خلال الإحتجاجات الجارية للسترات الصفراء و خاصةً كمية العنف الشديد التي تمارسها القوات الأمنية الحكومية ضد المتظاهرين , إضافةً إلى تعنُّت الحكومة و إصرارها على مواصلة خطتها و برنامجها بالرَّغم من شدة الإحتجاجات وطول مدتها التي أضحت تتجاوز الأسبوع , و هو ماأدَّى بالمتظاهرين إلى أخذ العزيمة أكثر , فالعدد يزيد يوماً بعد يوم و التصعيدات ترتفع أكثر فأكثر .
لكن الجديد هذه المرَّة و غير المألوف في أوروبا الحديثة هو مطالبة الثائرين الفرنسيين الرئيس إيمانويل ماكرون بالرحيل علناً و بشكل واضح جداًّ , بل أصبح مطلب موحَّد لكل المتظاهرين أكثر من مطالب تراجع الحكومة عن قرار الزيادات الضريبية في المحروقات ومشتقاتها , حيث رفع المتظاهرون لافتات تدعو إلى طرد ماكرون أو مطالبته بالإستقالة , و قد كثرت اللافتات التي تسخر من الرئيس نفسه ووصفه بالديكتاتور الفرنسي الجديد , وهذه موجة العداء الصريح و المباشر لرمز الرئاسة الفرنسية تدلُّ على أنَّ الإحتقان وصل لأعلاه .
من جهته صرَّح وزير الداخلية الفرنسي عقب المواجهات العنيفة بين القوات الحكومية و المتظاهرين بأنَّ أطرافاً من اليمين المتطرف و من اليسار المتطرف يتغلغلون وسط المتظاهرين و يشعلون المزيد من الفوضى و يحرضون على التخريب , و كأن تصريحه هذا يشبه تقريباً تصريحات مسؤولي الدول العربية عندما تكون هناك فوضى فيتهمون مباشرة أطرافاً غامضة أو أطرافاً خارجية .
و بالنظر إلى شراسة الثوار الفرنسيين في الدفاع عن حقوقهم في وجه مايعتبرونه الديكتاتور الشاب ماكرون نعتقد أنه من المتوقع أن تنزل الحكومة في آخر المطاف إلى رغبة الشعب في حالة ما إذا إستمر الوضع على ما هو عليه , أمَّا إذا إزدادت السلطات تعنُّتاً و عُنفاً ضد المتظاهرين فهذا قد يسوء أكثر إلى عصيان مدني جماعي يشل الإدارة الفرنسية , و يبقى إحتمال ثالث و هو إنسحاب اصحاب الحق من المطالبة به و هذا أمر نادر لأنَّ كتلة الضرائب الضخمة التي فرضها ماكرون تجاوزت المعقول في نظرهم و يكاد يُفقرهم .
0 Comentair:
Post a Comment