الحكومة تُظهِرُ تجاهُلاً للقضايا الشعبية العامَّة | التجاوب مع قضية العياش يؤكِّد الفكرة
الحكومة تُظهر سوء تواصل مع شبعها و تتجاهل قضاياه !!
قضية العياش الأخيرة تكشف الهوّة بين الحكومة و الشعب
كشفت لنا أحداث قضيَّة العياش محجوب الذي سقط في البئر الإرتوازي بأم الشمل في ولاية المسيلة أنَّ الحكومة بمختلف إداراتها لم تولي أي إهتمام ولو معنوي لهذه القضيَّة التي إلتف حولها الشعب من كل جهة و أصبحت حديث العام و الخاص و تجاوزت الحدود إلى العالمية , و مع ذلك لم تتحرك السلطات المحلية و المركزية و العليا إطلاقاً , بل لم نلاحظ سوى إقدام الشعب من كل فج على المساعدة بكل آلياته و ممتلكاته مع رجال الحماية المدنية و الدرك و الشرطة .
و بعد مرور أربع أيام كاملة جاء الوالي ببذلته الأنيقة إلى عين المكان أخيراً , و قام متبجحا و مدعيا أنه هو من قام بتسخير كل الآليات من الوهلة الأولى ليجد إجابة صاعقة من أخ العياش على المباشر بسؤاله " أين كنت قبل أربع أيام " , و من ثم قام الشعب الحاضر هناك بطرده هو والوفد الذي معه , وبينما بثت كل القنوات الإخبارية العالمية خبر عمليات إنقاذ عياش من البئر كان التلفزيون العمومي الجزائري الناطق الرسمي بإسم الشعب من المفروض أن تكون القناة التي تغطي العمليات , لكنها لم تنطق بحرف واحد عنها أو ربما نطقت متأخرةً جداًّ , بينما تبقى الحكومة كاملةً صامتة .
و لا ننسى نواب الشعب الذين يمثلون ولاية المسيلة و المنتخبين الذين يمثلون المجلس الشعبي البلدي و الولائي الذين لم نسمع لهم دور إطلاقاً إلاَّ بعد وفاة محجوب العياش داخل الجُب , أما الوفد الوزاري الذي أرسله وزير الداخلية نور الدين بدوي من أجل التحقيق في القضية , فجاء متأخراً جدا جدا جدا في اليوم الثامن عند وصوله تم طرده مباشرة من قبل المواطنين هناك , و هذا تعبيرا عن إحتقانهم الشديد .
و الحديث عن إلتفاتة السلطات العليا هو أمرٌ يعتبر ضربٌ من خيال ولا حتى واجبات العزاء , و قد سبق و أن تكرر هذا في العديد من المناسبات التي توحَّد و تجمَّعَ حولها الشعب لكن الحكومة و المسؤولين لم يلقو لهذا بالاً , حتى في حادثة ال257 شهيد الشهيرة مرَّت ثلاثة ايام كاملة حتى أرسل رئيس الجمهورية برقية تعزية و تم الإعلان عن حداد ثلاثة أيام , الأمر هنا يدعو للتساؤل هل من هم في السلطة يعيشون ما يعيشه الشعب ؟؟
إن كانو يشعرون بما يشعر به عامَّة الشعب فهذا لم يظهر إطلاقاً لا من خلال تصريحاتهم ولا من خلال أفعالهم و إن كانو عمليين و واعيين بضرورة الإلتفاتة إلى الشعب دائماً فلابد من وجود مشاكل في التواصل مع العامَّة, و هذا يمس كل نظم إرسال التقارير و الإعلام و نقل المعلومة من وإلى المسؤول بالشكل الصحيح و في الوقت المطلوب , و هنا يجب التساؤل عن التكوين الأساسي لمعظم المسؤولين المنبثقين من المدرسة العليا للإدارة و التي من المفروض أنها تُدرِّس كل هذه الأمور , أم أنَّ التكوين السياسي الذي يحث على إتقان التواصل مع الشعب ناقص في الموضوع !!
على كل حال فليعلم هؤلاء المسؤولون من أمثال أحمد أويحيى الذي أكثر من سقطاته و وزير الصحة و وزير التعليم العالي و البحث العلمي و والي ولاية البليدة السابق و والي ولاية المسيلة الحالي و وزير الداخلية ز البقية ممن يعتبرون , أنَّ عليهم تكوين نظام تواصل يكفل النقل السليم للمعلومات بينهم و بين عامة الناس و يسمح بتفاعل متواصل , و هذا من أجل تمكين المسؤول من معرفة حاجيات الشعب الحقيقية و المعنوية في آن واحد , فلا يمكنك أن تقنع المواطن بأن يضع ثقته في الحكومة و هو يرى أنَّ الحكومة تعيش في عالم آخر .
0 Comentair:
Post a Comment