وزارة الدفاع تُحذِّر العسكريين المتقاعدين الذين يكتبون مقالات صحفية
وزارة الدفاع الوطني تُحذِّر العسكريين المتقاعدين و الصحافة
لا تتحدثو بإسم الجيش
أصدرت وزارة الدفاع الوطني هذا الأسبوع بياناً خاصًّا عن موضوع المقالات الصحفية المكتوبة من قبل العسكريين المتقاعدين في الجرائد و المواقع الإلكترونية , و التي تُحذِّر فيه من إستغلال وسائل التأثير على الرأي العام من أجل تحقيق مصالح ضيقة , و غالباً مايصدرون أحكاماً مُسبقة عن مواقف المؤسسة العسكرية و يعطون لأنفسهم الحق بالتحدث بإسم الجيش الوطني الشعبي و هذا تحت ذريعة البحث في التطورات الجيو سياسية للمنطقة , وأكثر ما جعل المؤسسة العسكرية تخرج عن صمتها هو خروج دعوات خطيرة لقائد أركان الجيش الوطني الشعبي نائب وزير الدفاع الوطني الفريق أحمد قايد صالح بتحمل مسؤوليته التاريخية في الإنتخابات الرئاسية , و هي دعوة مباشرة للقيادة العليا للجيش من أجل القيام بإنقلاب لأهداف غبية .
دعوات الإنقلاب هذه التي اصبحت تُمطِر من هنا و هناك في كل القنوات التلفزيونية تقريباً , أصبحت تُثير القلاقل في كل مكان , و هو ما قد يهدد الإستقرار مستقبلاً , فالمقصود من هذه القلائل هو إضعاف مكانة الجيش لدى أبناء الشعب الذي يرى يه الحامي الأكبر للجزائر , , نترك لكم البيان كاملاً الذي نُشر في آخر يوم من سنة 2018 و هو يحمل الجواب الشافي عن هذه الإدِّعاءات و كل من تسول له نفسه للتحدث بإسم الجيش الوطني الشعبي :
" مع اقتراب الاستحقاق الانتخابي الرئاسي، يحاول بعض الأشخاص، ممن تحركهم الطموحات المفرطة والنوايا السيئة، إصدار أحكام مسبقة إزاء مواقف المؤسسة العسكرية من الانتخابات الرئاسية، ويمنحون أنفسهم حتى الحق في التحدث باِسمها، باستغلال كافة السبل، لاسيما وسائل الإعلام.
وإذ يتصرفون على هذا النحو، فإن هؤلاء الأشخاص الناقمين وضيقي الأفق، الذين لن يتوانوا عن استعمال وسائل غير نزيهة، يحاولون، عبثا، التأثير في الرأي العام وادعاء مصداقية تعوزهم.
ولكونهم لم يحققوا أي صدى عقب مداخلاتهم الكتابية المتكررة عبر وسائل الإعلام، فإنهم إذ يحاولون، دون جدوى، تقمص دور خبراء متعددي الاختصاصات، فإنه قد تم توجيههم لمخاطبة القيادة العليا للجيش الوطني الشعبي، كخيار أخير.
وبهذا التصرف، فإنهم نسوا أو تناسوا أن المبادئ الراسخة التي، لطالما، استرشد بها الجيش الوطني الشعبي، سليل جيش التحرير الوطني، قد جعلت منه مؤسسة في خدمة الشعب الجزائري وحده دون سواه، الذي بدوره يرى في جيشه ذلك الحصن المنيع الذي يحمي الجزائر من كل الأخطار ويضمن لها الأمن والسكينة.
وإنه لمن المؤسف حقا أن تكون هذه الأفعال من صنيعة بعض العسكريين المتقاعدين الذين، وبعد أن خدموا مطولا ضمن صفوف الجيش الوطني الشعبي، التحقوا بتلك الدوائر المريبة والخفية، قصد الوصول إلى أطماع شخصية وطموحات جامحة لم يتمكنوا من تحقيقها داخل المؤسسة.
ولبلوغ غايتهم، يحاول هؤلاء الأشخاص، الذين لم يولوا أي اعتبار لواجب التحفظ الذي هم ملزمون به، بموجب القانون رقم 16-05 المؤرخ في 03 غشت 2016، والذي يضعهم تحت طائلة المتابعة أمام العدالة، الخوض في السياسة، يدفعهم في ذلك هوس الانتقام وينصبون أنفسهم، دون احترام أدنى قيمة أخلاقية، وعاظا يلقنون غيرهم الدروس.
إن هؤلاء الذين خانهم حس التقدير والرصانة، الذين يدّعون حمل رسالة ودور ليسوا أهلا لهما، ويخوضون دون حرج ولا ضمير، في ترّهات وخرافات تنبع من نرجسية مرضية تدفعهم لحد الادعاء بالمعرفة الجيدة للقيادة العليا للجيش الوطني الشعبي، وبقدرتهم على استقراء موقفها تجاه الانتخابات الرئاسية، وهو ما يشكل انحرافا جسيما ينّم عن درجة متقدمة وخطيرة من اللاوعي الذي لا يُحدثه إلا الطموح الأعمى.
في هذا الصدد، لابد من التنويه بأن الجيش الوطني الشعبي الذي يستند مسعاه ونهجه إلى طابعه الشرعي والجمهوري في ظلّ احترام النظام الدستوري، هو في غنى تامٍ عن أي دروس يُقدمها له أشخاص لا وجود لهم إلا من خلال الدوائر التي تتحكم فيهم.
إنّ عدم الانسجام الذي يطبع الخطاب الذي يسوقه هؤلاء، لاسيما فيما يتعلق بقضية يتناولونها بإلحاحٍ، مسألة إتاحة الفرصة للشباب لتبوء مناصب المسؤولية في أعلى هرم الدولة، الذي يمليه عليهم على الأرجح عرابوهم، إنما هو تضارب يفضح نواياهم الحقيقية ويعري مقاربتهم العرجاء، ذلك أن هذه المسالة بالذات غير مطروحة أصلا، باعتبار أن غالبية الوظائف العليا في الدولة يشغلها حاليا إطارات من جيل ما بعد الاستقلال.
أما بخصوص الجيش الوطني الشعبي، فقد تم تكريس هذا المبدأ ميدانيا وفعليا، حيث وحدها معايير الاستحقاق والكفاءة هي المعتمدة في إسناد مختلف المسؤوليات.
ومن جهة أخرى، وتجاهلا منهم للمهام الدستورية للجيش الوطني الشعبي، يُطالب هؤلاء الأشخاص، علناً، نائب وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، بتحمل مسؤولياته والتي تكمن، بحسب زعمهم، في تعزيز المكتسبات الديمقراطية، وذلك من خلال خطاب تهويلي وسيء النية، ويتضح للأسف من خلال تحامل هؤلاء الأشخاص على المؤسسة، التي كبروا فيها بكل ما تحمله هذه الكلمة من دلالات، أن مسعاهم، غير الفردي المستند إلى مبررات واهية وزائفة، يبدو جليا أنه وليد خطة مبيتة ومؤامرة دبرتها دوائر مستترة.
وفي محاولة فاشلة للظهور عبثا في ثوب البراغماتية والواقعية، نجد أن تحليل مكانة الجزائر على المستوى الإقليمي، الذي يسوقه هؤلاء المحللون المبتدئون، يظهر، على أكثر من صعيد، بأن معرفتهم بالمجال الجيوسياسي الذي يتشدقون بالإلمام بخباياه، لا تؤهلهم حتى بالإحاطة بمفهوم "الدولة المحورية"، كما أنه يميط اللثام على نواياهم الحقيقية في تقزيم والتقليل من المكتسبات التي تم تحقيقها بفضل الاستراتيجية الأمنية التي تتبناها القيادة العليا، بما في ذلك التعاون الإقليمي والدولي الذي يتم تجسيده في إطار الاحترام التامّ لنصوص التشريع الوطني.
هذه الإستراتيجية المتبصرة، التي سمحت برفع العديد من التحديات التي تواجهها منطقتنا، خصوصا في ميدان مكافحة الإرهاب، حيث استحقت مساهمة بلادنا وقواتها المسلحة في إرساء موجبات الاستقرار في المنطقة، الإشادة على الصعيد الدولي، سيما في مجال مكافحة الإرهاب، أين أصبحت الإستراتيجية والأنماط العملياتية المنتهجة مثالا يُحتذى ونموذجا يُدرّس في المدارس والمعاهد.
أخيرا، وكون هذه التصرفات المتكررة قد تجاوزت، بتماديها، حدا لا يمكن السكوت عنه، فإن مؤسستنا تحتفظ بحقها كاملا في اتخاذ، الإجراءات القانونية الملائمة ضد هؤلاء. "
وبهذا ستتغير طريقة تعامل المؤسسة العسكرية مع فوضى التصريحات في الإعلام و التي تمُس سُمعة المُؤسسة العسكرية , ومايعيب على هؤلاء المتقاعدين المعنيين في هذا البيان أنَّهم لم يتمكنو من الإنتقال إلى عبائة السياسي ولم يتمكنو من البقاء في عبائت العسكري , و أصبحو مجرد أداة في أيدي كل من يريد زرع القلائل و الفتن , و تحييد فكرة دور الجيش الوطني الشعبي في الحفاظ على تماسك الشعب و وحدة التراب الوطني الراسخة لدى المواطنين هو أسمى هدف لكل من يريد شراًّ للجزائر , فالكل يعلم أنَّهُ عندما يضعف الجهاز المناعي يضعف الجسد و يصبح مليئاً بالمتطفلين الذين يقضون على الجسد ككل .
كما لا ننسى أيضاً الكثير ممن يعتبر نفسه محللا سياسي فوق العادة الذين ينشطون في القنوات التلفزيونية الأجنبية من حين لآخر و ينشطون على اليوتوب , هؤلاء أصبحو يطلقون أحكاماً و قصصاً في كل إتجاه , و في كل
مرة يغيرون الإتجاه حسب الأحداث و حسب الأهواء , و غير ثابتين على الإطلاق , و هو مايبين حقيقتهم.
شاهد قراءة في بيان الجيش الوطني الشعبي
أترك لنا تعليقك حول الموضوع من هنا
أحصل على كل جديد من موقعنا مباشرة بالضغط على " متابعة "
0 Comentair:
Post a Comment