970x90 شفرة ادسنس

هل ستمُر العُهدة الخامسة ؟! | و هل سيترشَّح بوتفليقة أصلاً !!


هل ستمُر العُهدة الخامسة !! هل سيترشَّح بوتفليقة !!

في ظِل غياب أي حراك سياسي مُفيد


تتَّجه أنظار المراقبين السياسيين في الجزائر كلها نحو الرَّئيس الحالي عبد العزيز بوتفليقة حول ما إذا كان سيترَّشح للعهدة الخامسة أم لا , فالكل يرى كيف تعمل الطبقة السياسية الكبرى في البلاد على دفع الرأي العام الجزائري إلى قبول فكرة العهدة الخامسة, و محاولة المقربين منه هذه تدل بقوة على أنَّ الجزائر ستقبل على فترة تاريخية يحكمها رئيس مُغيَّب بشكل شبه تام عن كل شيء حتى عن نفسه أصلا, و في المقابل يرى الجميع أيضاً أنَّهُ لا وجود لأي منافس ولا حتى من يستطيع الوقوف كمترشِّح مُحترم أمام بوتفليقة في حال إذا ترشَّح فعلاً .

بلغة المصالح نستطيع أن نقول فعلاً أنَّ الطريق مُعبَّدة بالكامل لعبد العزيز بوتفليقة وحده, و مايمكن أن يدل على قروب ترشُّح بوتفليقة للعهدة الخامسة هو البيانات التي سبق و أن دعى فيها دائما إلى الإستمرارية و هي الأسطوانة الجديدة التي ترنُّ على آذاننا كل يوم من قبل أبواق الموالاة التي تطلُّ علينا من شاشات متنوعة, الأهم من كل هذا هو أنَّ تقسيم الإستثمارات يتم بصورة مُرضية لجميع الأطراف الفاعلة و التي من المعتقد أنَّ لها تاثيرات خارجية تتمثل في ضغوط تُمارس على الطبقة الحاكمة في الجزائر, فمجلس الوزراء الأخير كان تقريباً مُقسَّماً بالتساوي بين الشريك الصيني و الفرنسي , و بالرغم من أن هذا ليس معياراً إلاَّ أنهمهم جداً في الدلالة على وجود مصالح إقتصادية خارجية مهمة يقوم عليها الرئيس الحالي و ليس غيره , و مع ذلك فإن الإقتصاد و السياسة هي مجرد مصالح فاليوم قد تكون هذه الدول مع بوتفليقة و غدا قد تجد شخصية أخرى مفيدة لها أكثر أو توافق مصالحها و تقف معها فهي ليست ثابتة مثل الموالاة في الداخل .

يعني أنه من منظورٍ شامل هناك شبه توافق خارجي و داخلي تام على شخصية الرئيس الحالي عبد العزيز بوتفليقة, فلا يمكن أن نتوقع من جماعة حداد المستفيدة بقوة من جملة المشاريع التي تمنحها الدولة لمجماعتهم بأن يغيرو من موقفهم و يكونو مع شخصية أخرى .

وهذا مايجعل الترشُّح لرئاسة الجمهورية من خارج النظام الحالي يتطلب أموالاً ضخمة و نفوذاً لابأس به حتى يستطيع أن يكون منافساً حقيقياًّ و ليس أرنب إنتخابات مثلما جرت العادة, والمشكلة قد يتوجب عليه أن يعطي ضمانات لأصحاب النفوذ و المصالح الحالية حتى يُمكنوه من وضع قدميه في قصر المرادية .

كل ما قيل أعلاه يندرج ضمن الأطُر الرسمية للدولة و من السهل على بوتفليقة تخطيه بسلام من دون اي وجع رأس فبطانة الموالاة جاهزة للتضحية من أجل مصالحها معه من دون هوادة , لكن ماذا عن القبول الشعبي و الذي قد يكون حاجزاً قاتلاً ؟؟

يمكنك بأبسط إمكانية أن تشهد رفضاً و نفوراً عاماً من النظام الحالي و بالخصوص موضوع العهدة الخامسة لبوتفليقة فحتى العهدة الرابعة التي مرَّت و تكاد تنتهي لم يمضغها الكثير بعد , وهذا لأنَّ الجبهة الشعبية ترى أنَّ هناك غياباً لرأس الدولة و غيابا لمتخذ القرار الأوَّل مما ينظع ما تبقى من الثقة بين الحكومة و الشعب , فكيف لهذا الشعب الذي يرى رئيسه مريض جدا ولا يستطيع لا الحركة و لا الكلام و لا توجيه أي خطاب ولا حتى الظهور بمظهر لائق أن يتقبله ليكون رئيساً عليه لعهدة خامسة ؟؟

ثم كيف سيتقبل شعار الإستمرارية و الرئيس نفسه الذي يريد الإتيان ببرنامج إنتخابي يحتوي على حلول لأزمات الوطن و هو نفسه  الذي حكم العهدات الأولى و الثانية و الثالثة و الرابعة , أي هو صاحب المشكلة و هو صاحب الحل , ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن يتقبل نفسياًّ إهانة لبلاده و له بأن يحكمه شخص لايستطيع حتى التحكم في نفسه, و هذا يقرأه المواطن على أنَّ الجزائر لم تعد تنجب من يستطيع تحمُّل المسؤولية على أعلى مستوى و لم يتبقى إلاَّ بوتفليقة ليحكمنا .

ولا أدري إذا كان أصحاب فكرة العهدة الخامسة يفكرون في طريقة معالجة الشعب للموضوع أم لا , ألا يعلمون أنَّ هذا الشعب يعاني معاناة كبيرة على أرض الواقع في ظل برامج صاحب الفخامة عبد العزيز بوتفليقة المتتالية والتي لم تأتي بالجديد إطلاقاً , فلا يمكن لعاقل أن يعتقد في العهدة الخامسة حلاًّ ماعدى أصحاب المصالح أنفسهم , و في الحديث عن أصحاب المصالح أمام الشعب , الشعب أغلبه أضحى يعلم بوجود أيادي خفية تحكم الجزائر بدلا من بوتفليقة الذي لا يقدر على الإمضاء و الكلام  فكيف له ان يصدر أوامر حسَّاسة في الوقت الملائم ؟؟

تتكلم أبواق الموالاة عن إنجازات بوتفليقة العظيمة و التي تتلخص في المصالحة الوطنية و سكنات عدل و الإستقرار السياسي و الإقتصادي , أما عن المصالحة الوطنية فليس هو من أنشئها بل جاء بها الرئيس اليمين زروال ثم إستقال و بوتفليقة أكمل المسيرة , و أما سكنات عدل فهي ربما تكون من أبرز ما تم إنجازه بالرغم من سلبياتها الكثيرة و بالرَّغم من أنَّ سكنات عدل لا يتم منحها مجَّاناً بل يقوم المواطنون بدفع الأموال من جيوبهم للحصول عليها و بشروط ومع التأخيرات التي لا تنتهي , و أما الإستقرار السياسي فهذا كان بسبب تحكمه لوحده في المنظومة السياسية ككل أي لا وجود لمعارضة و بالتالي هناك إستقرار و أما الإستقرار الإقتصادي فهذا أتى في فترته كهدية من الله للشعب فقط لا غير لأن كل مافعله هو صرف أموال البترول و لم يجعل الجزائر تنمو خارج مجال المحروقات مقلما غنَّى علينا منذ العهدة الأولى .

الأخطر من كل هذا هو أنَّ إستمراريته هذه قد تتسبب في قلب كل الإنجازات المزعومة رأساً على عقب , فإذا تحدثنا عن الإستقرار الإقتصادي نحن نشاهد كيف تسير أسعار النفط و كيف يتجه إحتياطي الصرف إلى النفاذ التام و قد تلجأ الدولة رغما عنها إلى الديون الأجنبية وهو ما سيعيد الجزائر ألف لفة للوراء لما قبل بوتفليقة الذي من أهم إنجازاته دفع كل ديون الجزائر الخارجية في 2002 .

أما إذا تحدثنا عن الإستقرار السياسي فلن يطول بسبب زعزعة الإستقرار الإجتماعي و الذي هو ناتج عن الأوضاع السياسية حيث يسود الفساد و البطالة و قلة فرصة العمل الحر و قلة المبادرات الإقتصادية و الإحتكار و مع إرتفاع الأسعار و التضخم  و كل هذا يجعل الجبهة الإجتماعية دائماً في غليان تام تهدد أي إستقرار كان و بإمكانها أن تنفجر في أي لحظة و تعود بنا لايام ما قبل بوتفليقة 1985 .

و إذا تحدثنا عن المصالحة الوطنية و الأمن هما أيضاً مهددان , فغليان الطبقة الإجتماعية الناتج عن الضعف و الوهن الإقتصادي الشديد و ضعف هيبة الدولة , سيؤدي بطبيعة الحال إلى العودة ما قبل عهد بوتفليقة و قد يرحل ويعود بنا لتلك الأيام الصعبة و بالتالي لن تكون صورته جيدة أمام الأجيال القادمة .

شاهد حوار جيد حول العهدة الخامسة 




أترك تعليقك حول الموضوع من هنا

أحصل على كل جديد مباشرة بالضغط على " متابعة "


إشترك في قناتنا على اليوتوب من هنا 



  • تعليقات الموقع
  • تعليقات الفيس بوك

0 Comentair:

Post a Comment

Item Reviewed: هل ستمُر العُهدة الخامسة ؟! | و هل سيترشَّح بوتفليقة أصلاً !! Rating: 5 Reviewed By: AyoubVision
Scroll to Top
google-site-verification: googleeb9bb8d83dc3c4d3.html