مليونيات سلمية تجوب الوطن لشعب يرفض العهدة الخامسة
الشعب يرفض العهدة الخامسة لبوتفليقة
مليونيات سلمية تجوب الوطن تعبيراً عن الغضب من السلطة
مثلما كان مُتَّفقاً عليه عبر وسائط التواصل الإجتماعي إنطلقت اليوم بعد صلاة الجمعة مسيرات و مظاهرات شعبية مليونية عبر كافة أنحاء التراب الوطني إستجابةً لدعوى مجهولة المصدر من أجل التعبير عن الغضب الشعبي الضخم لمشروع العهدة الرئاسية الخامسة للرئيس المنتهية ولايته عبد العزيز بوتفليقة , وهذا بتقديم صورة حضارية منقطعة النظير حيث أنَّ الشعب لم يستجب لدعوات العنف و الإشتباك و التخريب و الحرق مثلما إعتدنا عليه في المظاهرات الشعبية أينما كانت , و قدَّم درساً كبيراً لكل من شكَّك في قدرة أبناء الشعب على تنظيم وقفة إحتجاجية منظمة تلقائياًّ بوعي كبير ينم عن ثقافة الشعب و عن تغيُّر واضح في ذهنية الشباب الباحث عن التغيير , و أزال مخاوفنا حول نتائج المسيرات التي طالما كانت تنتهي بالمواجهات العنيفة و الدماء و الدمار في المدن و في المنشآت العمومية و في ممتلكات الشعب .
و كانت مراكز المدن الكبرى هي الوجهة الأساسية للمتظاهرين أين سُجِّل أكبر تجمهُر في مدينة عنَّابة و هو الذي إنطلق في مسيرته قُبيل صلاة الجمعة , فيما إنطلقت أغلبية المسيرات السلمية بعد صلاة الجُمُعة و قد سُجِّل توافدٌ كبير للمحتجين في كل من الجزائر العاصمة بكل أحيائها تقريباً و بأعداد ضخمة بالرغم من المرسوم الرئاسي ساري التنفيذ الذي يمنع التظاهر و التجمهر في العاصمة و بالرغم من التواجد الكثيف لقوات الشرطة و الأمن بشكل عام والتي تعاملت بكل سلاسة مع المحتجين من دون أي إشتباكات , بينما ميز علم كبير لفلسطين مظاهرات مدينة وهران , و على نفس الشاكلة كانت المسيرات في كل المدن الكبرى و الرئيسية و الفرعية في الجزائر حتى في الجنوب الكبير .
المتظاهرون رفعو لافتات تدل على رفضهم القاطع لفكرة العهدة الخامسة بشكل نهائي , و رددو تقريبا نفس الشعارات في كل المدن , تضمنت من بينها مطالبات برحيل أحمد أويحيى و عبد العزيز بوتفليقة موضع الحراك اصلاً و السعيد بوتفليقة و غيرها من الشعارات , و دامت معظم الوقفات حوالي من اربع إلى خمس ساعات و هناك شباب قامو بتنظيف المكان الذي إحتجو فيه في أبهى الصور الحضارية .
من جهة أخرى شوهد أنَّ كل المساجد عبر التراب الوطني دعت في خطبها إلى التهدئة و الحفاظ على الأمن و الإستقرار , و هناك مساجد تكلمو في الحكم من الخروج على الحاكم , و هو ما اثار غضب المصلين أين خرج مصلون في مسجد بولاية بجاية و ولاية ورقلة و تركو الإمام , بمجرد تطرقه للسياسة رافضين سماع مثل هذه الأمور , وهذا يعني أنَّ وزارة الشؤون الدينية تصرَّفت بغباوة عندما وحَّدت خطب الجمعة اليوم .
و من بين النقاط التي تُحسب على السلطات الأمنية و رجال الشرطة هو تصرفهم السلس و عدم مواجهة المُحتجين و الإشتباك معهم و عدم إستعمال الغازات المسيلة للدموع و الضرب , و هذا دليل أيضاً على وعي السلطات الأمنية و قوات الأمن بالمسؤولية الكبيرة الملقاة عليها في مثل هذه الظروف الحساسة , حيث أن أي حركة سيئة إتجاه الجموع الغفيرة قد تؤدِّي إلى مالا يحمد عقباه , فيما سُجِّلت مناوشات بسيطة جداً بالقرب من قصر المرادية عندما حاول مُحتجون التجمهور أمام قصر الرئاسة .
و يذكر أنَّ المتظاهرين في الجزائر العاصمة تمكنو من الوصول إلى قصر الحكومة و التجمهر هناك لإيصال صوتهم بشكل واضح لقمة المسؤولين , في ظل الغياب التام لوسائل الإعلام الرسمية سواءاً القنوات الرسمية و القنوات الخاصة التلفزيونية و المكتوبة و الإلكترونية , و في ظل الضعف الشديد في تدفق الإنترنت تمكن المواطنون من أن يكونو الصحفي البديل بوسائط تغطية بسيطة جدا و هي الهواتف النقالة .
و من منبرنا هذا نوجه كل التحية لكل أفراد الشعب المتظاهرين الذين رفضو الإستجابة لدعوات الخراب و الفساد و أظهرو الصورة الحضارية الحقيقية للجزائريين بتعبيرهم عن غضبهم من السلطة بطرق سلمية بحتة و كل التحية أيضاً للسلطات الأمنية التي كانت في قمة الحدث و حافظت على الإستقرار و الأمن , و ألف شكر للجميع الذين أزالو مخاوفنا بخصوص نتائج المسيرات التي كانت منظمة تلقائيا , ونتمنى أن تكون هذه هي البادرة الحقيقية لتغيير الذهنيات نحو الأحسن .
شاهد مقتطفات من مسيرت الجزائر العاصمة ضد العهدة الخامسة
أترك تعليقك حول الموضوع من هنا
أحصل على كل جديد مباشرة من موقعنا بالضغط على " متابعة "
0 Comentair:
Post a Comment