مغادرة الرئيس للعلاج و طبخة سياسية جديدة | قصر المرادية يرتبك
قصر المرادية يرتبك !!
مغادرة الرئيس للعلاج و طبخة سياسية جديدة
شهد هذه الأيام قصر المرادية هزَّة مُربِكة إثر سريان غضب شعبي كبير إنصبَّ اليوم في حراك سلمي بمليونيات عبر كامل التراب الوطني نادى فيه برفضه الشديد للعهدة الرئاسية الخامسة , و يظهر هذا في الصمت الرهيب المُطبِق على كل المنافذ الحكومية و الإعلامية , فبالرغم من أنَّ سُكان جزر القمر علمو بموعد الحشد الشعبي الكبير الغاضب من العهدة الخامسة إلاَّ أنَّ كل ماهو رسمي في الجزائر يوحي بأنَّ كل شيء هادىء , فلا ردود حكومية و لا ردود أمنية و لا ردود إعلامية ولا حتى تغطية إعلامية للحدث الكبير اليوم , في المقابل تمَّ الإعلان مُسبقاً عن زيارة دورية عادية قصيرة للرئيس إلى مستشفى جنيف لإستكمال فحوصاته الطبية , و بالرغم من أنَّ كل هذا عادي إلاَّ أنَّ السؤال هنا هو كيف تُسيِّر السلطة هذا الحراك ؟!
يظهر جلياًّ التردُّد و الإرباك الكبير للسلطة من حراك 22 فيفري في فرضه للتعتيم الإعلامي فرضاً قاطعاً ولا حتى نصف خبر مرَّ , و فوق ذلك ضيَّقت منافذ الوصول لوسائط التواصل الإجتماعي بدرجة كبيرة جداً مما يدل على تخوفها من إنتشار الكثير من الأخبار المشجعة على الخروج و التظاهر .
لكن الأمر يتوضَّح أكثر بعد إنتهاء المسيرات السلمية و بعد إنتهاء الحدث , بدات بعض القنوات الخاصة المحلية بذكر بعض الأحداث بشكل مُختار بدقة شديدة , و بسيناريو موحد بين جميع القنوات . حيث إعتبرت كل وسائل الإعلام المحلية بكل أطيافها أنَّ ماجرى اليوم هو " تعبير الشعب الجزائري عن رغبته في التغيير و الإصلاح السياسي " , و هناك من عنونت بأنَّ " الشعب خرج بمطالب ذات طابع سياسي " وهذا من دون ذكر كلمة العهدة الخامسة إطلاقاً و لا حتى إظهار اللافتات في البورتريه الخاص بالخبر ولا كلمة من المتحدث معهم كل شيء كان مُنتقى و بعناية شديدة جداًّ حتى لا تظهر كلمة " لا للعهدة الخامسة " , و كانت الوكالة الجزائرية للأنباء الوحيدة التي جانبت الحقيقة بقولها " الشعب طالب الرئيس بعدوله عن الترشح لعهدة رئاسية خامسة".
كل هذا لم يكن محض صدفة بل هو تجهيز لعملية سياسية تحاول من خلالها السلطة اللعب على الأوتار من أجل إجهاض هذه المطالب في مهدها , حيث سيعود رئيس الجمهورية بعد إكماله لفحوصاته الطبية بجنيف و كما هو مبرمج سيتم تدشين الملحق الدولي الجديد بمطار الجزائر الدولي هواري بومدين , و سيدشن أيضاً الجامع الأعظم و هما من أعظم ما أنجزت الجزائر طيلة عهدات بوتفليقة , و هنا سيركز الإعلام بقوة على ظهوره بصحة جيدة و قد يتكلم ببضع الكلمات و يوجه بعض الرسائل و سيتحرك لإثبات للشعب بأنه حي يرزق و يتحكم في الأمور .
أما بخصوص تلك التي سُميَّت بالمطالب ذات طابع سياسي و الإصلاح السياسي , فإنه سيتم إجراء تعديلات على اعلى مستوى من المتوقع أن تكون في مستوى التطلعات المتوسطة " كتغيير الطاقم الحكومي بأكمله بما فيه مثيرو الشغب محمد بن عيسى و بن غبريط و أويحيى " , و قد تكون هناك تغييرات سياسية جذرية , و بالتالي يعود لنا الإعلام المحلي بتبجيل كبير للرئيس على أنه " إستجاب لمطالب الشعب " .
بالرغم من ذكاء هذه الخطة إلاَّ أنها محفوفة بالمخاطر فالشباب الذي خرج اليوم ليس ذلك الشباب الذي سيصدق تلاعبات السلطة بسهولة و خصوصاً أنَّ مطالبه كانت و لا تزال متعلقة بإزالة العهدة الخامسة من المشروع , و الخوف الذي ينتاب السلطة هو أنه في حال فشل خطتها لإجهاض هذه المطالب تتطور المطالب من إسقاط العهدة الخامسة إلى إسقاط النظام و هنا يصعب على السلطة أن تقوم بأي رد فعل وقائي أو إجهاضي لأنه مطلب يتعلق اصلا بتهديد وجود السلطة ذاتها .
قد تكون هناك هدنة في الحراك إلى غاية آخر يوم تودع فيه ملفات الترشح اين سيتم قبول ملف بوتفليقة بدون أدنى شك , و قد يكون الحراك متجددا في حال فوزه بالعهدة الخامسة , و في حال إستمر الضغط أكثر و إزدادت المخاوف قد تضطر السلطة إلى شخصية بديلة أو خطة لتمديد العهدة الرابعة الحالية لكي يفسح لها المجال بالتعديل أو بإيجاد البديل , هذا كله إن لم يكن البديل خارج الصندوق هذه المرة .
شاهد ملخصاً شاملاً عن حراك 22 فيفري
أترك لنا تعليقك حول الموضوع من هنا
أحصل مباشرة على كل جديد من موقعنا بالضغط على " متابعة "
0 Comentair:
Post a Comment