في خرجةٍ للمترشح الحر المثير للجدل بشعبيته في الأوساط الشبانية رشيد نكاز أول أمس بمدينة تيزي وزو وفي غمرةٍ من الحماس نادى بضرورة إحترام أراء كل الأحزاب و الحركات السياسية بكل ديموقراطية إلى هنا كل شيء عادي , لكنه تمادى أكثر و أضاف حركة الماك الإنفصالية إلى القائمة و دافع عنها و إعتبر أنه من حقها هي أيضاً أن يكون لها مكان و أن يكون لها حق في التعبير عن أفكارها و آرائها بدون مضايقات بداعي الديموقراطية , و هنا يبدو أن رشيد نكاز إمَّا أنَّهُ نسي نفسه أم أنَّهُ تناسى بأنَّ هذه الحركة تدعو لإنفصال منطقة القبائل عن الجزائر و تعتبر الجزائر إحتلالاً لأرضها , و هو ماترفضه كل ذرة من التراب الوطني .
للتذكير فقط فإنَّ الماك هي حركة إرهابية خارجة عن القانون تمَّ إنشائها في سنة 2001 بباريس أثناء إحتجاجات الربيع الأمازيغي آن ذاك , و كل مطالبها هي أن تستقل منطقة القبائل الجمهورية الجزائرية و كانت قد أعلنت في باريس سنة 2010 تشكيل حكومة قبائلية مؤقتة و ذلك من أجل الدفاع عن تقرير مصير منطقة القبائل و الخروج من الهيمنة الجزائرية " حسب ماتقول هي " , كما أنَّها تعتمد علماً خاصاًّ بها و إسما رسمياً و تعمل مع الكيان الصهيوني من أجل إيجاد صيغة للعمل بالنقد الصهيوني " الشيكل " و هذا كان واضحا و ليس سرياً من خلال الزيارات العلنية المتكررة لرئيس الحركة الخائن فرحات مهني إلى تل أبيب .
كما سبق و أن دعى فرحات مهني علناً عن دعم فرنسي محاولةً منه لتدويل القضية و جعلها قضية رأي عام عالمي تتدخل فيه منظمات حقوق الإنسان و منظمات الأمم المتحدة تحت دعوى " إنهاء الإستعمار " , و فوق كل هذا لوَّح بإمكانية تشكيل مجموعة مرتزقة خاص بحركته الإرهابية من أجل محاربة ما أسماه " الجيش الجزائري المُحتل " و كان هذا أيضاً بشكل علني و ليس سري .
و كانت الدولة الجزائرية قد نزعت الجنسية و جواز سفره و منعه من الدخول إلى أرض الوطن منذ 2012 و هو الآن بلا جنسية و يترجَّى الحكومة الفرنسية الحصول على جنسيتها من أجل تمكينه من السفر و التنقل , و سبق و أن عبَّر سكان منطقة القبائل و سكان الجزائر بأكملها عن رفضهم القاطع لوجود هذه الحركة الإرهابية و عن مقاطعتهم لمثل هذه الأفكار , التي تدعو إلى زرع الفتنة العرقية في البلد و تهديد الوحدة الترابية للجزائر , و هو يمكن أن يكون الأعلم بإستحالة تحقيق مطالبه في هذا الوقت إلاَّ لا قدَّر الله إنزلقت الأمور أكثر نحو اللاَّ أمن بسبب العهدة الخامسة لعبد العزيز بوتفليقة و وجوه البؤس .
كل هذا التاريخ الأسود و الحاضر الأحمر و المستقبل القاتل لهذه الحركة الإرهابية لم يُذكِّر المترشح نكاز بخطورتها بل سعى لدعمها و إعتبارها مجرد حركة سياسية أو حزب سياسي وجب تركه يعمل بكل حرية و ديموقراطية و أن يكون لها حق في التعبير عن آرائها و أفكارها .
كما يقول رئيس الوزراء البريطاني السابق دافيد كامرون " عندما يتعلق الأمر بالأمن القومي لا تحدثني عن الديموقراطية " , لا يمكن بأي حال من الأحوال أن نمر على تصريح نكاز الذي يمكن أن يكون هو الرئيس القادم مرور الكرام , فهو أولا تعدي صارخ لأحد أهم شروط الترشح لمنصب رئاسة الجمهورية و تعدي صارخ على مشاعر الجزائريين الذين يدعمونه بعينٍ عمياء بدون رؤية ماضيه المليء بالمتناقضات فقد سبقو أن ترشح للإنتخابات البلدية الفرنسية و دعَّم ممثلة إباحية " على العلن " بشيك أبيض أمضته امام الكمرات , ثم ترشح للإنتخابات التشريعية الفرنسية و ترشح للإنتخابات الرئاسية الفرنسية و عندما لم ينجح في كل من هذه المناسبات قدم إلى الجزائر في سنة 2013 و أعلن نيته الترشح للإنتخابات الرئاسية الجزائرية .
لا يمكن بأي حال من الأحوال أن نتسامح مع الذي يدعم قولا أو فعلا اي جهة تسعى لتهديد الوحدة الترابية للجزائر بشكل صريح أو بشكل ضمني و لا يمكن أن نسكت عن هذا الإستخفاف بعقولنا بإعتبارها " حركة سياسية و حزب سياسي له الحرية في إطار الديموقراطية " , من المستحيل إطلاقاً السماح بهكذا أمور , و على الشعب الجزائري أن يكون واعي لا أن يكون عاطفي مع من هبَّ و دب .
شاهد تصريح رشيد نكاز الداعم لحركة الماك الإرهابية
أترك لنا تعليقك حول الموضوع من هنا
أحصل على كل جديد مباشرة من موقعنا بالضغط على " متابعة "
0 Comentair:
Post a Comment