في اليومين الأخيرين إندلعت مواجهات مُسلَّحة بين الهند و باكستان على الحدود بينهما في منطقة الكشمير المتنازع عليها منذ عقود حيث أسقطت كل من باكستان و الهند طائرة عسكرية مقاتلة من كل طرف , وهو ماشكل النقطة الأعلى للتصعيد بين الدولتين و التهديد بالدخول في حرب قد تتحول إلى دمار شامل على المنطقة ككل و ذلك بإعتبار كل من الهند و باكستان دول نووية , و بالرغم من محاولات التهدئة التي تجري حالياً بين البلدين إلاَّ أنَّ المشكلة الأساسية تبقى دائماً .
و لنعرف ماهي المشكلة الأساسية التي تقف حائلا للسلام الدائم بين البلدين الجارين , سنعود لتاريخ طويل بينهما منذ إستقلالهما إذ أنَّ نزاعاتهم الأولى كانت دائما حول منطقة الكشمير , فباكستان تعتبرها منطقتها و الهند تعتبرها منطقتها و كل منهما يستشهد بشواهد تاريخية و قد قامت لأجل ذلك عدة حروب دامية بينهما , ومن أجل وقف سيلان الدم بين البلدين الجارين و بإعتبارهما دول نووية عقدو مجتمع صلح سابقاً و أقرُّو الحدود و رسموها بينهما في منطقة الكشمير .
إلاَّ أنَّ هذا لم يحل المشكل بل تعددت مفاصل المشكل لعدة مجالات و تيارات , و هذا بسبب أزمة أفغانستان التي تلقي بظلالها على البلدين , فباكستان تعتبر أنَّ الهند متحالفة مع حركة طالبان الإرهابية ومع الولايات المتحدة الأمريكية في أفغانستان , وهذا بالرغم من أن باكستان نفسها تدعم الحوار بينهم من أجل السلام في المنطقة " كما يدَّعون " .
وفي الوقت نفسه ينشب دائما صراع نفوذ بين باكستان و الهند على أفغانستان , و ترى باكستان ذات الغالبية السنية أنَّ أفغانستان متحالفة مع إيران ذات الغالبية الشيعية , كما لا ننسى أيضاً أنَّ الغالبية الساحقة من مسلمي أفغانستان هم شيعة , يعني بإختصار هناك صراع طائفي يقف خلف الصراع على النفوذ , و فوق كل هذا تعتبر باكستان بأنَّ الهند تدعم الإرهاب في المنطقة وهو ماتسعى الهند لرفضه في كل مرة .
وتزامنت الزيارة الأخيرة لولي العهدة السعودي إلى إسلام آباد قيام مجموعة مسلحة بعملية إرهابية في الجانب الهندي لكشمير و في نفس الوقت كان هناك تفجير إستهدف الحرس الثوري الإيراني كان بالقرب من الحدود الباكستانية , آن ذاك إتهمت كل من الهند و إيران باكستان بالوقوف وراء العمليات الإرهابية .
وقد ردَّت باكستان على هذه الإتهامات بكل جدية حيث إعتبرت أنه من غير المعقول أن نعمل على زعزعة إستقرار المنطقة بالتفجيرات و نحن بصدد إستقبال إستثمارات قوية من المملكة العربية السعودية بحضور ولي العهد السعودي محمد بن سلمان , و ماذا ستستفيد باكستان من الضلوع في مثل هذه الحوادث أصلاً !! خصوصاً و أنَّ الصين قرَّرت إستثمار أكثر من 70 مليار دولار لإنشاء الممر الإقتصادي الثنائي الصيني الباكستاني .
وبقراءة بسيطة يتبين لنا أنَّ المشكلة ليست في قضية النزاع على منطقة الكشمير , يمكن أن تكون هي البداية فقط , لكن الصراع الحقيقي الدائم هو صراع نفوذ و مصالح و تحالفات , ولا ننسى أنَّ الولايات المتحدة الأمريكية لا تزال تعمل على الضغط بكل قوة من أجل أن لا يتم إنجاز الممر الإقتصادي الثنائي بين الصين و باكستان و الذي يمهد إلى إنشاء طرق الحرير الكبرى التي تخشاها الولايات المتحدة لسبب بسيط و هو أنه يهدد مصالحها الإقتصادية الإستراتيجية و يفقدها النفوذ الكبير في الشرق الأوسط على المدى البعيد .
شاهد تحليل مختصر لخلفيات المناوشات بين الهند و باكستان
أترك لنا تعليقك حول الموضوع من هنا
أحصل على كل جديد مباشرة من موقعنا بالضغط على " متابعة "
0 Comentair:
Post a Comment