970x90 شفرة ادسنس

هل ستسقط فنزويلا في يد المعسكر الغربي ؟! | عشية مظاهرات غوايدو المُعارِضة


هل ستسقط فنزويلا في يد المعسكر الغربي ؟!

عشية مظاهرات المعارض غوايدو 


تقف فنزويلا على شفى الحفرة غداً عندما يستجيب أتباع المعارض غوايدو الذي أعلن نفسه رئيسا على فنزويلا بالوكالة لدعواته بالقيام بمظاهرات شاملة لإسقاط نظام نيكولاس مادورو الرئيس الشرعي الحالي , مع دعمٍ صريحٍ و قوي من قوى عالمية كبرى , أهمها الولايات المتحدة الأمريكية التي طرحت بقوة فرضية التدخل العسكري المباشر لإزالة حكم مادورو , و دول الإتحاد الأوروبي التي أعلنت عن إعترافها بغوايدو كرئيس شرعي لفنزويلا , و كل هذا في وقت وصل فيه التضخم إلى مليونان في المئة سنوياًّ وهو رقم أسطوري خيالي, بالرغم من أنَّ فنزويلا تملك أكبر إحتياطي نفط في العالم , فماهي المشكلة و ماذا أزعج الوحش الأمريكي ؟؟

تعتبر فنزويلا دولة ريعية بإمتياز حيث تسبح على بحر من النفط و هي صاحبة اكبر إحتياطي مؤكَّد من النفط في العالم أكبر بكثير من روسيا و السعودية مجتمعتين , ولها موارد معدنية ثمينة جداًّ مثل الذهب و الفضة و غيرهم, لكنها تعاني الآن من أسوء أزمة إقتصادية وصل الأمر إلى درجة أنَّ النساء في فنزويلا باتو يبيعون شعورهن من أجل لقمة العيش , كل هذا بدأ منذ سنة 2014 تقريباً اين إنهارت اسعار النفط و بدأت معه الدول الريعية في الإنهيار الواحدة تلوى الأخرى , لكن هناك بعض الدول إتخذت إجراءات عديدة لتتمكن من البقاء في إستقرار نسبي .

أمَّا فنزويلا فقد إستمرَّت في الإنهيار و هذا بسبب العقوبات الأمريكية المفروضة عليها , و مع مرور الوقت بدأ التضخم يتصاعد  بسبب بسيط جداًّ هي أنَّ فنزويلا لا تنتج شيئا و قد نشأت و تربَّت على أن تكون الدولة هي كل شيء , ففي عهد هوو تشافيز العهد الذهبي لفنزويلا كان الشعب مُدلَّلاً فحتى الأمريكيون يأتون للعمل في فنزويلا و ليس هم فقط بل من كل الدول المجاورة .

فنزويلا كانت قد عرفت المال أول مرة عندما قررت الدول العربية فجاةً قطع إمدادات النفط دعما للقضية الفلسطينية و منذ تلك اللحظة إرتفع سعر البترول و بدأ في الإرتفاع تدريجياً , و ينفخض فجأةً من حين لآخر , لكنه عاد للإرتفاع بقوة منذ 2009 تقريباً , كل هذه الفترات الزاهرة من إرتفاع أسعار النفط كانت فنزويلا تصرف كل مالديها من مال على الشعب مباشرة , الدعم من الدولة كان يغطي التعليم الأكل و الشرب و البنزين و الصحة و كل شيء بالتمام و الكمال , حتى أن هوغو تشافيز الذي يُرَّف على أنَّه محبوب الفقراء في فنزويلا كان يصرف الكثير على الفقراء و عامةا لشعب بتشييد المساكن و غيرها من المشاريع ذات الفائدة العامة .

لم يتوقف هوغو تشافيز هنا فقط بل كان يستعمل عائدات النفط كأداة لشراء حب الناس له و كأداة ليستمتع بغطرسته ضد الولايات المتحدة الأمريكية , ففي إحدى المرات قال عبارته الشهيرة "
هنا كان يقف الشيطان " و كان رئيس الحروب " جورج بوش " .

فنزويلا طوال فترة رخائها الكبير في عهد هوغو تشافيز لم تُخزِّن ولو دولاراً واحداً , على الأقل مثل ما فعلت الجزائر عندما أنشأت صندوق ضبط الواردات و إحتياطي النقد الأجنبي , فنزويلا كانت تصرف كل شيء كل نقدٍ تجنيه على كل شيء تستهلكه أو يستهلكه شعبها بسخاء , إلى أن مات هوغو تشافيز .

أتى بعده رئيس لا يحمل نفس صفات حب الشعب له و لم يكن له الحظ , حيث أنه في أول فترة رئاسية له سقطت أسعار النفط سقوطاً مدوياً و الدولة الفنزويلية لم تتجهز لهذا اليوم العصيب , فمن أول وهلة فُقدت السيولة و إنهارت العملة المحلية التي كانت تحدد الدول سعر صرفها , ولكن هذا لم يكن كافياً و لم تجد الدولة أي مصدر آخر فإتجهت مباشرة إلى
طبع المزيد من النقود وهو ماأدخلها في دوامة تضخم خطيرة غرقت فيها .

 ولكنها لم تكتف بذلك بل
قامت بتحديد سعر صرف مختلف من شخص لآخر و من منتج لآخر و لأنَّ هذه العملية الغريبة فتحت باب الفساد على مصرعيه , قامت فنزويلا بتحديد اسعار السلع و البضائع هي الأخرى , و حينها أصبح التجار يخسرون كثيرا لأنَّ تكلفة المنتجات اصبحت أعلى من القيمة المحددة للبيع مما أدى إلى إفلاس عدد كبير جدا من التجار و تنامي طبقة معارضين قوية , و بدأ الشح يظهر حقيقةً في الاسواق مع إفلاس التجار , و عندها إنتفض الشعب الفنزويلي ضد حكومة نيكولاس مادورو غير المحظوظ .

فنزويلا الآن تجني الكثير من الأموال الكثير الكثير , لكن العقوبات الأمريكية التي سقطت على مادورو و التضخم الذي وصل لأعلى مستوى له بسبب أن الدولة لا تنتج بل تستورد فقط و الإستيراد ضعيف بسبب العقوبات , وأضرَّ هذا شركة النفط الفنزويلية نفسها حيث لم تعد تقدر على إنتاج الثلاثة ملايين برميل مثلما كانت بسبب إتفاقيات منظمة الاوبك بل قلَّ إنتاجها إلى النصف .

السؤال المطروح بشدة من كل هذا لماذا العالم الغربي كله يريد إنهاء حكم مادورو و دعم رئيس مجلس النواب المعارض غوايدو الذي أعلن فوزه كرئيس بالوكالة ليجعل فنزويلا دولة برأسين ؟!

للإجابة عن هذا السؤال علينا فقط معرفة طبيعة هذا العالم الغربي , فهو قائم على الرأس مالية الإمبريالية و الليبيرالية , أي بمعنى آخر الإقتصاد الحر , و فنزويلا كدولة تحمل الفكر الإشتراكي ترفض هذا الطرح إطلاقاً و ترى أن الدولة فقط هي من تقدم الدعم للشعب , و لم تفتح أسواقها للغرب و بمجرد معارضتها للنظام الرأس مالي و عدم السماح للدول الغربية بدخول السوق الفنزويلي , و لا داعي أن نذكر بأن النفط الفنزويلي يسيل لعاب الجميع فهي أضخم خزان للنفط في العالم .

الولايات المتحدة الأمريكية وأتباعها في العالم الغربي  قد يسمح لك بأن تنتقده و بأن تسبه جهاراً نهاراً و بأن توجه له كل الإتهامات و بأن تقول ماشئت , لكن ان ترفض النظام الرأس مالي و أن ترفض فتح أسواقك فهذا يعني مباشرة أنه يجب أن تتم إزالتك بأي طريقة , و هاهي تركيا أبرز مثال بمجرد أنها عدَّلت في نظام الفوائد تعرضت لهجمة شرسة من الولايات المتحدة الأمريكية , الغرب حسَّاس جداًّ لمعاداة الرأس مالية و إقتصاد السوق .

و فنزويلا تتعرَّض لحصار إقتصادي و تجاري مثل كوبا تماماً منذ أكثر من عشر سنوات , لكن ماكان ينقذها هو النفط و الآن تعرضت لهذه الأزمة فلا شيء ينقذها , خصوصاً بعد الإعلان الصريح للولايات المتحدة الأمريكية عن نيتها بالتدخل العسكري المباشر في فنزويلا قريباً إن لم يرحب نيكولاس مادورو , و هو أقوى تهديد توجهه أمريكا لحد الآن , و هذا تزامناً مع دعوة غوايدو إلى مظاهرات عارمة في كل فنزويلا , و مقصده الحقيقي صناعة الذريعة الكبرى لتدخل أمريكي سهل .

فنزويلا تسعى الآن لإنقاذ مايمكن إنقاذه بعقد تحالفات مع الصين و روسيا , و في ذات الصدد حذَّرت روسيا من مغبة التدخل العسكري في فنزويلا و تبعتها الصين في ذلك , و لكن الحقيقة حتى روسيا و الصين يريدان أن يرحل مادورو و أن تفتح فنزويلا اسواقها لكن للصين و روسيا و ليس لأمريكا , الجميع يريد مصالحه و فنزويلا في هذه الوضعية لا تستطيع تحقيق مصالح أحدمن دون فقدان لسيادتها .

شاهد ملخص أحداث عن أزمة فنزويلا





أترك لنا تعليقك حول الموضوع من هنا

أحصل على كل جديد مباشرة من موقعنا بالضغط على " متابعة "


إشترك في قناتنا على اليوتوب من هنا 



  • تعليقات الموقع
  • تعليقات الفيس بوك

0 Comentair:

Post a Comment

Item Reviewed: هل ستسقط فنزويلا في يد المعسكر الغربي ؟! | عشية مظاهرات غوايدو المُعارِضة Rating: 5 Reviewed By: AyoubVision
Scroll to Top
google-site-verification: googleeb9bb8d83dc3c4d3.html