970x90 شفرة ادسنس

الولايات المتحدة و فرنسا تتدخلان بأدب في الشؤون الجزائرية


الولايات المتحدة و فرنسا تتدخلان بأدب في الشؤون الجزائرية

تحت حُجَّة الديموقراطية و حقوق الإنسان


منذ بدأ الحراك الشعبي الجزائري ضد العهدة الخامسة في 22 فيفري المنصرم حاولت بعض الجهات الأجنبية ركوب الموجة و البحث عن منفذ للتدخل في الشؤون الداخلية الجزائرية , و هذا بالتأكيد ما يرفضه الشعب الجزائري رفضاً قاطعاً جملةً و تفصيلاً و بأي صيغة كانت سواءاً أكانت في صيغة نصائح أو دعم , وكانت قد دشَّنت التدخلات فرنسا كالعادة عن طريق المتحدث الرسمي بإسم الحكومة الفرنسية " بينيامين غريفو " الذي قال في ردٍّ له على صحفي " علمنا بترشح عبد العزيز بوتفليقة في الجزائر للإنتخابات الرئاسية التي ستجرى في 18 أفريل المقبل , و نتمنى أن تجرى الإنتخابات في ظروف جيدة عبر ضمان الشفافية , و القرار يعود إلى الشعب الجزائري وحده في إختيار حكامه و تقرير مصيره في سلام و أمن , وكما تعلمون إنه بلدٌ صديق و شريك هام تربطنا به علاقات إستثنائية متجذرة في التاريخ , و نتمنى أن تعطي هذه الإنتخابات دفعة للجزائر لمواجهة التحديات و الإستجابة لتطلعات الشعب الجزائري " , و كان هذا كافي لإبراز مدى إهتمام الحكومة الفرنسية بالإنتخابات الجزائرية و كان هذا التصريح بعد موجة الحراك الشعبي التي إنطلقت في 22 فيفري .

بالتأكيد فرنسا لم تكتفي بذلك بل ذهبت بعض الجرائد الفرنسية إلى نقل أخبار مفادها أنَّ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يتابع عن كثب الأحداث في الجزائر , و كما لا ننسى أن كل القنوات الفرنسية كانت السباقة في نقل الحراك الجزائري للخارج و تدويله , و يزداد الإهتمام الإعلامي الفرنسي بالحراك الشعبي الجزائري يوماً بعد يوم , فيما ذهب بعض الخبراء السياسيين الفرنسيين إلى تبرير ذلك بالجذور التاريخية و العدد الكبير للجزائريين في فرنسا , إلاَّ أنَّ هذه لا يعد سبباً لكي تحشر فرنسا أنفها في مالايعنيها , و هي بالطبع تخاف على مصالحها ليس إلاَّ .

و بعد الجمعة الثانية خرج رئيس الحكومة الفرنسية  ليُرقِّعَ ماقاله الناطق بإسم حكومته في قناة  خاصة فرنسية ليجيب "
ليس صحيحاً أنَّ باريس غير مبالية بالوضع في الجزائر ولكننا لا نتدخل في شؤونها فالجزائريون فقط هم من يقع على عاتقهم إتخاذ القرارات بشأن مستقبلهم " و أضاف " باريس مرتبطة بمستعمراتها السابقة برابط تاريخي قوي ومعقد و عاطفي لكن الجزائر بلد ذو سيادة " , و إنضم إليه وزير الخارجية الفرنسي في نفس السياق حيث أجاب على أحد النواب الفرنسيين ذو الأصول الجزائرية بأنَّ " الجزائر بلد ذو سيادة و الأمر متروك للشعب الجزائري وحده لإختيار قادته و مستقبله و تحديد تطلعاته , كما أنَّ الجزائر دولة صديقة لفرنسا و دولة أساسية في إفريقيا وفي منطقة البحر الأبيض المتوسط و إستقرارها و أمنها من القضايا الرئيسة ".

الأمر المثير للإنتباه هو التنسيق الواضح بين أعضاء الحكومة الفرنسية في التصريحات "
عكس حكومتنا بالطبع " , فمن الغريب حقاً أن تجدهم متفقين على كلمات معينة مثل " الروابط التاريخية , الصداقة , الأمن و الإستقرار " فمن حيث الروابط التاريخية التي تجمع الجزائر و فرنسا هي مليئة بالدماء و الحروب منذ ما قبل الإستعمار الفرنسي و أما الروابط العاطفية فهي متجذرة في الأذهان بصورة التعذيب الخيالي الذي كان يمارسه الفرنسييون على الشعب الجزائري المقاوم , و أما عن الأمن و الإستقرار و ما شابهه فهو حقاًّ يخيفهم لسبب بسيط و هو المساحة العملاقة للجزائر و طول السواحل البحرية و قربها من أوروبا و النفوذ الإقتصادي الكبير لفرنسا بالجزائر .

أمَّا الولايات المتحدة الأمريكية فقد إتخذت طرق أخرى و هي النطق على لسان المنظمات غير الحكومية المدافعة عن حقوق الإنسان , و كان أبرز تدخل هو لمنظمة العفو الدولية عندما قالت "
يجب على السلطات الأمنية الجزائرية ضبط النفس " و هي أبرز المصطلحات التي تستخدمها الخارجية الأمريكية في تدخلاتها السافرة في الشؤون الداخلية للدولة ذات السيادة .

و قبل الجمعة الثالثة للحراك تدخلت واشنطن عن طريق المتحدث بإسم وزارة الخارجية الأمريكية بقولها
"
نحن نراقب هذه التظاهرات في الجزائر و سنواصل فعل ذلك و نشدد على أن الولايات المتحدة الأمريكية تدعم الشعب الجزائري في حقه بالتظاهر السلمي " .

أما عن الإتحاد الأوروبي فكان له نصيبه من التدخل هو الآخر عن طريق المفوضية الأوروبية السلطات الجزائرية إلى إحترام حرية التعبير و التجمع , وقالت مايا كوشيانتشيتش خلال مؤتمر صحفي في بروكسل
"
عندما نتحدث عن حرية التظاهر , نذكر بأن حرية التعبير و التجمع مدرجة في الدستور الجزائري "  و أضافت " ننتظر التحقق من ممارسة هذه الحقوق سلمياً و أن تضمن في إطار دولة القانون " , و هو تدخل سافر بحق الجزائريين متناسين ما يجري من تعدٍّ على الحقوق في فرنسا خلال إحتجاج السترات الصفراء.

على العموم الشارع الجزائري لديه حساسية كبيرة إتجاه اي تصريح أو تدخل مهما كان نوعه من الجهات الأجنبية لأنه يعتبرها عدو وليس صديق و سبق له و أن شاهد كيف تتعامله هذه المنظمات الخبيثة مع الدول الجارة و سقط قناعها ألف مرة أمام فلسطين المحتلة , بالتالي فلا داعي لأي تدخل لأنَّ الشعب يرفض ذلك .

شاهد ملخص للتدخلات الفرنسية في الشؤون الداخلية الفرنسية




أترك لنا تعليقك حول الموضوع من هنا

أحصل على كل جديد مباشرة من موقعنا بالضغط على " متابعة "


إشترك في قناتنا على اليوتوب من هنا 



  • تعليقات الموقع
  • تعليقات الفيس بوك

0 Comentair:

Post a Comment

Item Reviewed: الولايات المتحدة و فرنسا تتدخلان بأدب في الشؤون الجزائرية Rating: 5 Reviewed By: AyoubVision
Scroll to Top
google-site-verification: googleeb9bb8d83dc3c4d3.html