970x90 شفرة ادسنس

الجزائر في فوهة البركان | السلطة تناور و الشعب يضغط


الجزائر في فوهة البركان

السلطة تناور و الشعب يضغط


في هذا الأسبوع تسارعت الأحداث لدرجة أنَّ الأخبار تتقادم كل بضع ساعات , كل هذا كان في إطار الإنتخابات الرئاسية المزمع إقامتها في 18 أفريل القادم , و قد كانت أيَّاماً عاشها الجزائريون على أعصابهم بسبب الأمل الكبير الذي كان يراودهم في عدم ترشح عبد العزيز بوتفليقة لعهدة رئاسية خامسة و بسبب تمنياتهم برؤية المجلس الدستوري الذي هو الهيئة القانونية الكبرى في البلاد يقوم بواجبه و يكون في صف الحق و يمنع من ترشح المهزلة البوتفليقية بالوكالة , و لسبب آخر أيضاً و هو الأنباء المتاضربة التي تناقلتها مختلف وسائل الإعلام العالمية حول تدهور صحة الرئيس و حالته الحرجة جدًّا و هو الأمر الذي رفع من معنويات الكثير من الجزائريين لأنه كانو يظنون بأنَّه غير قادر على تقديم ملف ترشحه و يظنون كذلك أنَّ زمرته نفذت منهم أوراق لعبهم .

وكان الأحد الماضي يوماً ساخناً بإمتياز حيث كان اليوم الأخير الذي يتم فيه إيداع ملفات الترشح لدى المجلس الدستوري , و إفتتحت الأحداث مراسلة قناة روسيا اليوم بنقلها لأخبار عاجلة من مصادرها الخاصة من مستشفى جنيف أين يتواجد الرئيس بوتفليقة و سارت هذه الأخبار على كل الألسنة و الوكالات الإخبارية العالمية و كان مفادها أنَّ بوتفليقة قد تدهورت صحته للغاية و أصبح في شبه غيبوبة , و بعد سلسلة نقل الأخبار هذه خرج المتحدث بإسم مستشفى جنيف بتصريحات نفي بها مطلقاً هذه الأخبار .

بعدها ببضع ساعات بدأت أنباء متضاربة تتحدث عن إستحالة قدومه و إستحالة نطقه و تحركه و بدأ نقل مباشر عبر الكثير من القنوات يُبث من أمام مدخل مستشفى جنيف , و إشتد الضغط الإعلامي على المستشفى مما إستوجب تشديد الرقابة أكثر ,  وكان أحد الصحفيين السويسريين قد تمكن من الدخول خفيةً إلى المستشفى في الطابق الثامن و كاد يصل إلى مكان تواجد بوتفليقة , إلاَّ أنَّ الأمن السويسري منعه من الإقتراب أكثر من الجناح الخاص , و في طريقه إلتقط صور لشقيق الرئيس الناصر بوتفليقة و هو خارج من هناك , وهو أبرز دليل على أنَّ بوتفليقة كان يتواجد في ذلك الطابق قبل أن يتم نقله للطابق التاسع المعزول تماما عن بقية أقسام المستشفى و لا يمكن الوصول إليه إلاَّ عبر ممر خاص .

و عندما بدأ ينفذ العد التنازلي لإيداع ملفات الترشح إزداد الضغط النفسي و العصبي للجزائريين خصوصاً و أنَّ الأمل يزداد مع مرور الوقت بعد تأكدهم تيقنهم بأنَّ بوتفليقة لم يصدر أي شيء يدل على أنه سيترشح لا هو ولا من أقربائه ولا من محيطه , إلى أن جاء دور المترشح علي الغديري في إيداع ملفه و من هنا بدأ الجدل و بدأ الإحباط من جديد , بعد أن تمَّ تسليم ملف الغديري من قبل ممثله و مدير حملته مقران آيت العربي , وهنا أطلق المجلس الدستوري تصريحاً بأنَّهُ لا وجود لنص قانوني يُجبر المترشح على تقديم ملف ترشحه شخصياًّ , وهو ما اثار الكثيــــر من الجدل , و بدأت الأنظار تتوجه من جديد إلى بوتفليقة و إنتظار الجديد حوله .

بعد الغديري جاء دور المترشح المثير للجدل و للتهريج أيضاً " رشيد نكاز" الذي قام بنقل مباشر لرحلته إلى المجلس الدستوري و حتى دخوله , في تلك الأثناء كان رئيس الهيئة العليا المستقلة لتنظيم الإنتخابات عبد الوهاب دربال يقول بأنّهُ من الإلزامي على المترشح الحضور شخصياً و إيداع ملف ترشحه شخصياً ولا نقاش في ذلك و هذا هو القانون , وفور ذلك عاد رئيس المجلس الدستوري ليطلق تصريحاً نقلته قناة فرانس 24 بأنَّ ماتم تناقله غير صحيح و أن المترشح يجب أن يكون حاضراً لإيداع ملفه , وهنا عاد الأمل بقوة من جديد .

لكن لم يدم هذا الأمل كثيراً فبعد بضع دقائق نشرت وكالة الأنباء الجزائرية تصريحا شرفياً عن ممتلكات بوتفليقة و كان هذا دليلاً قاطعاً على أنَّهُ سيترشح لا محالة , فإشتدت من جديد الرقابة الإعلامية على المستشفى بحثاً عن اي صورة أو خبر عن بوتفليقة , لكن المتحدث بإسم مدير المستشفى أكد بأنه هو ذاته لا يستطيع أن يؤكد بوجود بوتفليقة من عدمه في المستشفى .

وبينما بدأت الساعة تشير إلى الخامسة تماماً شوهدت سيارات نفعية بدون ترقيم تحمل إستمارات ترشح بوتفليقة تدخل المجلس الدستوري مع وفد حملة بوتفليقة يقودهم مدير الحملة عبد الغني زعلان , و هنا سقط كل ما تبقى من أمل , و مع تحيُّر الكثي من الناس عن مصير رشيد نكاز الذي دخل مبكراً و لم يخرج لغاية ذلك الوقت , جاء الخبر الصادم بأنَّ بوتفليقة يودع ملف ترشحه بالوكالة عن طريق مدير حملته عبد الغني زعلان , و فور ذلك تراجع من جديد المجلس الدستوري عن تصريحاته و عاد لتصريحه الأول بأنه لا يُلزم المترشح بإيداعه ملف ترشحه شخصياًّ , و حتى رئيس الهيئة العليا للإنتخابات عبد الوهاب دربال الذي كان قد أكد صوتاً و صورة بأنه لا يجوز الترشح بالوكالة عاد و تراجع عن تصريحاته .

ليظهر عبد الغني زعلان مُفزعاً الجماهير على الشاشة الرسمية بتقديمه لرسالة ترشح الشبح الكادر , و كان أهم ما جاء فيها "
ثنيٌ و تثمين للمسيرات السلمية و المظاهرات المنظمة و التعبير عن الرأي بشكل سليم " , و وعود تضمَّنت الإصغاء إلى المتظاهرين و السعي وراء تحقيق مطالبهم و تلخصت الوعود في :

- تنظيم  ندوة وطنية شاملة لكل الأطياف و التيارات بغرض الخروج من الأزمة السياسية الحالية .
- تنظيم إنتخابات رئاسية مسبقة في أقل من عام , ولن يترشح فيها .
- تغيير النظام السياسي الحالي .


كما قدَّم عبد الغني زعلان مدير حملة بوتفليقة أرقاماً تبدو خرافيَّة بحق عن الإستمارات المقدمة حيث قال أنها تجاوزت الخمسة ملايين إستمارة تم توقيعها لناخبين , وهو عدد خرافي لا يمكن تحصيله بأي حال من الأحوال و بأي طريقة كانت في ظرف 45 يوم , و فوق كل هذا فلم يشهد المواطنون أي إلتفاف شعبي حول المرشح بوتفليقة لتوقيع إستماراته بل هو نفسه غائب , و كشفت بعض الصور التي أُلتُقِطت عن بُعد بعد فتح أبواب السيارات النفعية بأنَّ الإستمارات كانت فااارغة و مجرد أوراق مطبوعة فقط لم يتم ملىء عليها أي شيء .

بعد الإعلان مباشرة , كان موعد تقديم رشيد نكاز لندوة صحفية من المجلس الدستوري يعرض فيها أهم ماجاء به , لكن الجميع دخل في صدمة كارثية إذ أنهم وجدو أنَّ المترشح ليس هو رشيد نكاز المعروف بل رشيد نكاز آخر , في بادىء الأمر توجهت كل أصابع الإتهام نحو السلطات بأنها هي من قامت بذلك و دفعته بالقوة و إختطفت رشيد نكاز الحقيقي , لكن بعد منتصف الليل تقريباً ظهر نكاز ليقول للعلن بأنه هو من قام بهذه الخطة التي أسماها بالخطة B , إذ عبَّر عن سخطه من عدم قبول ملفه تعسفياً كما قال هو , و أضاف أنه كان من الأول مجهزا لبديله رشيد نكاز إبن عمه الذي لا يحمل أي عوارض دستورية لترشحه , و شرح كيف إستعد لهذه الخطة من البداية .

المشكلة أن رشيد نكاز كان يظن بأنه ذكي لكن ردود الفعل القوية جائته من حليفه " الطاهر ميسوم " الذي لم يكن يتوقع أن يخدع الجميع , كما أنَّ الكثير ممن وقعو له أوعو شكوى قضائية ضده بتهمة التدليس و الغش , حيث أنهم وقعو له هو وليس لإبن عمه , كما أنَّ هذه اللقطة بحد ذاتها أظهرت جانباً كبيراً من المكر في رشيد نكاز لم يكن ينتظرها منه محبوه و لم ينتظرو أن يقوم بهذه الخدعة , كان من الجيد لو إنسحب و خرج نظيفاً لكنه الآن سيعطي للإنتخابات تزكية تهريجية .

لماذا خدع الناس ؟؟ لأنَّ الشعب الجزائري يناضل من أجل إنهاء الحكم بالوكالة و هاهو رشيد نكاز يأتي بالحكم بالوكالة بديلاً للنظام , و فوق كل هذا فإنَّه فضح نفسه بنفسه عندما قال أنَّ إبن عمه سيقوم بتعديل الدستور و إضافة منصب نائب الرئيس و يشغله رشيد نكاز الأصلي ثم يتنازل رشيد نكاز 2 عن الحكم ويصبح تلقائياً رشيد نكاز الحقيقي هو الرئيس , وبالإضافة إلى تصريحه المسبق بالخداع قام بتطويق نفسه بعائلته " بحسب ماقاله الطاهر ميسوم " .

الصدمة الكبيرة هذه جعلت الكثيرين لم ينامو تقريباً طيلة ذلك اليوم لهول ماشاهدوه , والكثير لم يصدقو ماحدث و اصبحت الرئاسيات مسخرة عالمية لم تحدث في أي بلد في العالم أن يكون منافس
الكادر " رودسوكور " , و لم يحصل و أن تم خداع فئة كبيرة من الشعب الذي وثق و سلَّم مشاعره و وضع كل آماله في شخص رشيد نكاز الذين إعتبروه صادقاً و صالحاً .

الأمر الخطير الذي حدث بعد ذلك خرجت جموع غفيرة في مختلف الإقامات الجامعية و المدن و الأحياء الرئيسية للتظاهر ليلاً و هو ماحذر منه ناشطون و رفضه كل الجزائريين لما فيه من مدعاتٍ للتخريب و الإخلال بالأمن العام , و إنطلق في اليوم الموالي الطلبة من جديد في مسيرات ثانية تطالب بإلغاء العهدة الخامسة , و سايرهم الأساتذة ثم ينضم إليهم المحامون الذين قدمو عريضة تطالب بإحترام الدستور و إلغاء ترشح بوتفليقة والتي تم رفضها على كل حال .

كل الأنظار في تلك اللحظات كانت منصبة نحو قائد أركان الجيش الوطني الشعبي نائب وزير الدفاع الفريق الأول أحمد قايد صالح في ترقبٍ لكل تحركاته و تصريحاته و بياناته و ردود أفعاله عن الحراك الشعبي , و قد أكد القايد صالح على ضرورة الحفاظ على الأمن و الإستقرار , وعلى أنَّ الجيش الوطني الشعبي و كل أسلاك الأمن سيلتزمون إلتزاماً تامًّا بالمهام الدستورية , و أتى في بيان الجيش الوطني الشعبي الذي كان بمناسبة زيارة القايد صالح لشرشال "
إنّ الشعب في الأمس عرف كيف يتخلص من الإرهاب و هو مطالب الآن بأن يعرف كيف يتعامل مع ظروف وطنه " و أضاف " على الشعب أن يكون حصناً منيعاً لكل ما من شأنه تعريض الجزائر للخطر " ,  و واصله تأكيده على الجهود التي يقوم بها الجيش الوطني الشعبي للحفاظ على الأمن و الإستقرار.

كما شهدت الساحة السياسية إنشقاقات كبيرة في صفوف الموالاة لصالح الحراك الشعبي , و كان أولهم حزب جبهة التحرير الوطني الذي إنشق منه عدد كبير من نواب البرلمان و من اللجنة المركزية , كما إنشقت عدد من النقابات عن النقابة المركزية التي يقودها عبد المجيد سيدي السعيد , و حتى الجمعيات المناضلة من أجل حقوق المرأة تعارضت مع قائدتهم الموالية لبوتفليقة حفصي , بالإضافة لإنسحابات رجال الأعمال من الـ FCE و إنضمامهم للرافضين للعهدة الخامسة .

و أكد الجزائريون ما جاء في خطاب القايد صالح مؤخراً في خرجتهم اليوم أين أظهرو كعادتهم كل القيم الحضارية و الثقافية الجزائرية السلمية و أسمعو صوتهم لكل من في الأرض إلاَّ السلطة التي لا تسمع ولا ترى , و في إنتظار المزيد من الأحداث التي ستشتد من جديد بإقتراب موعد الإعلان الرسمي عن قائمة المترشحين الذين سيخوضون غمار الإنتخاابات و ينطلقون في حملتهم الإنتخابية , و بينما الجزائريون يرون أنَّ أطرافاً خفية هي من كتبت رسالة بوتفليقة و أنه يتم إستغبائهم و التلاعب بعقولهم , ترى السلطة في ذلك الورقة الأخيرة التي تلعب عليها , فالسلطة تناور و الشعب يضغط و نكاز يتلاعب بالمشاعر و الجيش يلتزم بالدستور , فماهو المخرج الذي سيُكَوِّن لنا الطريق المنير !!

شاهد إعلان عبد الغني زعلان عن ترشح بوتفليقة و تقديم وعوده




أترك لنا تعليقك حول الموضوع من هنا

أحصل على كل جديد مباشرة من موقعنا بالضغط على " متابعة "


إشترك في قناتنا على اليوتوب من هنا 



  • تعليقات الموقع
  • تعليقات الفيس بوك

0 Comentair:

Post a Comment

Item Reviewed: الجزائر في فوهة البركان | السلطة تناور و الشعب يضغط Rating: 5 Reviewed By: AyoubVision
Scroll to Top
google-site-verification: googleeb9bb8d83dc3c4d3.html