ما محل المعارضة السياسية من الإعراب في الجزائر !!
تقاطع الإنتخابات و تدعو لتدخل الجيش
عند دراسة الوضع السياسي في الجزائر يتبادر إلى أذهاننا سؤال مهم بعد " من يحكم ؟ " وهو " مادور المعارضة السياسية و من هي ؟ " , و هنا قد نرتبك كثيراً في الإجابة عن هذا السؤال لأننا و ببساطة لا نرى الأحزاب تنشط إلاَّ في المناسبات و دائما ما تبحث فقط عن مصالحها و لا تزال تقوم بمعارضة جوفاء ولا تقدم أي بديل تعرضه على الشعب , و تُصر دائما ً على تكرار نفس الخطاب " لغة الخشب " و تٌُغيِّر خطها السياسي بمجرد حصولها على مصالح كافية , و في نفس الوقت تتحول الأحزاب الموالية إلى أحزاب معارضة بمجرد فقدانها لإمتيازات أو لبعض المصالح وهذا واضح جداًّ ولا يحتاج لتفسيرات فكل من عمارة بن يونس و عمار غول و غيرهم كانو ذات يوم من أشد المعارضين , و بعدما نالو المناصب أصبحو من أشد الموالين .
مشكلة المعارضة الحقيقية هي أنها دائما ماتكرر نفس أخطائها و دائما ماتظهر بنفس الصورة أمام الشعب حتى سئم منها و من خطاباتها المليئة بلغة الخشب , كما أنَّ الشعب يراها منافقة في توجهها حسب مصالحها فحركة مجتمع السلم مثلاً كانت ذات يوم معارضة ثم دخلت في التحالف الرئاسي " الموالي " ثم خرجت منه لتكون معارضة من جديد .
أمَّا فيما يخص برامجها فهي تقريباً لا شيء كل ما في الأمر تنادي بتطبيق مبادىء الديموقراطية و الإنتقال السلس للسلطة و فترة إنتقالية و إنتخابات مسبقة و البحث عن شخصية توافقية , كلها نفس الكلمات تعاد وتكرر آلاف المرَّات , وفوق كل هذا ينحصر نشاطها في الفنادق و القاعات أين تروج للكلام , أمَّا على الأرض فقلَّ ما نجد حركة سياسية أو حزب سياسي يقدم مبادرات حقيقية يستفيد منها المواطن , وهو مايراه الشعب طمعاً في المناصب السياسية و المصالح الخاصة على ظهر مطالب الشعب .
وللتمحيص أكثر نستشهد بما نشره معهد كارنيجي الأمريكي في ملخص لدارسة عن الجزائر , إنتهى فيه إلى أنَّ أحزاب المعارضة مجرَّد " خصوم دعم " و أنَّها لا تستطيع أن تُحرِّكَ ساكناً في السياسة الجزائرية مادامت على حالها , و أضاف المعهد في دراسته إنَّ أحزاب المعارضة خسرت كل مصداقيتها و تعجز عن تعبئة المجتمع , و قدَّم المعهد نقاط ضعف المعارضة الجزائرية كما يلي :
- عدم إلتزامها بالمبادىء الديموقراطية و المنافسة الداخلية , إذ لم يتغيَّر قادتها و برامجها بصورة عامة .
- برامج المعارضة لا تعكس الطموح الكبير للدفع بإتجاه التغيير , فهي لم تُقدِّم مبادرات لتحسين ظروف المواطنين .
- لا تشجع الجزائريين على إكتساب قيم جديدة أو الإنخراط في أشكال مبتكرة من العمل السياسي , وبدلاً من ذلك ساهمت المعارضة في الإبقاء على قواعد اللُّعبة فأعادت إنتاج الأنماط نفسها للسلوك غير الديموقراطي .
- تركيز أحزاب المعارضة على الحفاظ على علاقاتها مع النظام بدلاً من إستنباط سبل لتحقيق مصالح المجتمع.
ويبدو أن الهدف الوحيد الذي تسعى خلفه المعارضة هو السلطة , وحراكها ليس نضالاً من أجل الدمقرطة وفي سبيل المستقبل , بل تبحث عن الحقائب الوزارية و المقاعد النيابية و المناصب العليا و توزيع الريوع عن طريق الرواتب المرتفعة و سواها من المنافع .
وقد ولَّدت هذه المنافع روابط من الولاء بين المعارضين و السلطة , ويعتقد الجزائريون بأنَّ أحزاب المعارضة غير ملتزمة بما تقوله , بل تكتفي فقط بالظهور إلى الساحة عند إقتراب المواعيد الإنتخابية .
- يتم إستيعاب السياسيين المختلفين بمن فيهم النواب بطرق متعددة و على مستويات مختلفة , وذلك عن طريق زيادة رواتبهم من 1500 دولار إلى 2400 دولار و هو مايعادل 14 ضعف الأجر الأدنى المضمون , و ذلك في مقابل عدم مسائلة الحكومة , وهذا الراتب العملاق سمح للنواب بتحسين حالتهم الإجتماعية و تمكنو من خلال تواصلهم المستمر مع المسؤولين في هرم السلطة و مع رجال المال و الأعمال مكنهم من تكوين نفوذ خاص بهم
و يأتي في خلاصة دراسة معهدة كارينجي " لم تعد الجزائر اليوم أمام نظام الحزب الواحد , بل أمام أحزاب كثيرة تتصرف في إطار الحزب الواحد " , حيث تعجز الأحزاب المعارضة عن وضع أجندات على مستوى البلاد من شأنها ردم التصدعات الجغرافية و الإثنية و اللغوية , والنتيجة الأساسية لهذا التفكك هي أنّ الأحزاب غير قادرة على تحدِّي السلطة ولن تُقدِم على ذلك , وبالتالي لا إمكانية للتناوب السياسي في الجزائر .
وكانت المعارضة قد أقامت إجتماع طويل و عريض جمع كل الشخصيات المعارضة و كانت تهدف إلى لم الشمل و البحث عن مرشح توافقي تستطيع أن تنافس به السلطة في الرئاسيات المقبلة , لكن هذا المؤتمر كان ضعيف بسبب ضيق الوقت و الأنانية التي جمعت بينهم كلهم جعلتهم يخرجون بنتيجة اللا شيء , فقط قامو بتحميل الجيش الوطني الشعبي مسؤولية تاريخية في هذه المرحلة و هي دعوة غير مباشرة للتدخل العسكري في الشأن السياسي , وقد سبقو أن دعى رئيس حركة مجتمع السلم مقري نائب وزير الدفاع و قائد أركان الجيش الوطني الشعبي أحمد قايد صالح إلى التدخل و إنقاذ الوضع .
من منطلق هذه الدعوات ردَّ الجيش الوطني الشعبي مراراً و تكراراً على الجميع بأنه ملتزم بأداء مهامه الدستورية و بتوفير الأمن للمواطنين و حماية الحدود و وحدة التراب الوطني و أكد إلتزامه بعدم التدخل في الشؤون السياسية .
و حتى في هذه الأيام أيام الحراك الشعبي هناك بعض الأغبياء من يطالبون الجيش بالتدخل و القيام بالتغيير و منع تمرير العهدة الخامسة و محاسبة المسؤولين و المفسدين و إلى غير ذلك , و لكنهم يتناسون بأنَّ أي تدخل للجيش مهما كانت درجته حتى ولو نزل جندي واحد فقط إلى الشارع أو تلفَّظَ قائد الأركان بكلمات يدعو فيه الرئيس إلى التنازل عن العهدة الخامسة , فهي لن تُعتبر حراك شعبي بعد ذلك ولا إنتفاضة ولا أي شيء ماعدا أنها ستكون " إنقلاب عسكري " و يُمحى من كل وسائل الإعلام " الحراك الشعبي "و التاريخ سيذكر هذه المرحلة لو تدخل الجيش بمرحلة " إنقلاب " , وفوق كل هذا فإن كلمة " إنقلاب عسكري " كفيلة بجلب ضغوطات و تدخلات سافرة من كل دول العالم تحت ذريعة الديموقراطية و الشفافية .
فعلى الجيش الوطني الشعبي أن يبقى محايداً و محافظاً على مكانته الكبيرة لدى كل الجزائريين , و على أشباه السياسيين المعارضين و الشياتين أن يبتعدو عن اللعب بثوابت مؤسسات الدولة التي تحمي الجزائر من الإندثار.
شاهد الإجتماعات المراطونية لأحزاب المعارضة
سيجهز الفديو بعد قليل
0 Comentair:
Post a Comment