970x90 شفرة ادسنس

11 مليون عانس في الجزائر | أزمة تهدد كيان المجتمع


رقم إحصائي مخيف للعوانس في الجزائر

11 مليون عانس في الجزائر خطر يهدد المجتمع

كشف المركز الوطني للإحصاء عن رقم جديد مخيف حقًّا عن نسبة العوانس في الجزائر أين وصل الرقم إلى 11 مليون إمرأة غير متزوجة , و هي أعلى نسبة للعزوبية في تاريخ الجزائر , و يعتبر هذا الرقم خط الخطر بالنسبة لتركيبة المجتمع الجزائري أين يكون من أبرز التهديدات التي تواجه مستقبل النمو الديموغرافي للمجتمع الجزائري هي تغير تركيبة الفئات العمرية في الجزائر, حيث و كما يعلم الجميع أن نسبة الشباب في الجزائر تشكل حوالي 75% من المجتمع لكن هذا سيتغير مع بروز نسبة عنوسة كبيرة تهدد شبابية المجتمع و هو العمود الفقري لأي أمة في العالم ,  وقد نشهد يوما ما مجتمعا جزائريا عجوزاً  و عندها لن يكون هناك مستقبل لهذه الدولة , فمن المعروف تاريخيا و ما يؤكده المتخصصون في مجال التاريخ و المتابعون لنمو الحضارات و المجتمعات يستخلصون قاعدة مهمة مفادها أنَّ الحضارة التي لا تحقق نسبة نمو سكاني أو نسبة ولادات تفوق معدل 2.3 لن تستمر طويلاً و ستضمر . هذا ما نخشاه على مستقبل مجتمعاتنا العربية و الإسلامية ككل , حقيقة هي مجتمعات ولودة و خصبة و لها نسب مرتفعة في الولادات أكثر من اوروبا و هذا ينتج عنه مجتمع شبابي فتي , لكن في الألفية الجديدة ظهر مشكل لم يكن في السابق و لم يكن يلقى له بال ألا و هو العنوسة لدى النساء و العزوبية لدى الرجال , و إن كان هذا الموضوع يحسبه الناس سخيفاً و بلا معنى إلاَّ أنه أصبح يشكل عائقًا يهدد النمو الديموغرافي حالياً و يهدد وجود و إستمرار الدولة على المدى البعيد . سنحاول التطرق إلى أبرز المشاكل و الأسباب التي تُفاقم هذه الظاهرة .

أول ما يجب التطرق إليه لمعرفة الأسباب هو مقارنة بين عقلية المجتمع في هذا الزمن و عقلية نفس المجتمع في زمن ليس ببعيد عن الآن . كلنا يذكر أو على الأقل الكبار منا أن المرأة و الرجل كانا يتم تزويجهما في سن صغيرة جداًّ نظراً لتحملهما المسؤولية و أعباء حياة العائلة و وعيهم المُبكِّر بمسؤوليات الحياة و ضرورياتها بعيداً عن الكماليات و الأشياء الأخرى , بالإضافة إلى الأوضاع المتعبة جرَّاء حرب التحرير  التي تجعلهم يفكرون جدياًّ في مستقبل عائلاتهم , و هناك أيضا معيار آخر مهم وهو طبيعة المجتمع المحافظ آن ذاك فالرجل  لا يرى الكثير من النساء حتى يتزوج , و المرأة كذلك  و هذا مايرسخ إنطباعاً بأن إلتقاء الرجل و المرأة لا يكون إلاَّ في إطار شرعي واحد فقط و هو الزواج .

و إشتهرت العديد من المناطق و خصوصا الأمازيغية منها مثل بني مزاب , بالتخطيط المبكر لكل شيء فالشاب هناك تخطب له فتاته منذ سن صغيرة جداًّ 12 سنة في غالب الأحيان , أي أنه يبقى مرتبطاً إلى غاية بلوغ رشده و أشده عندها يقام الزواج الفعلي , و لهذه العادات التي لا تزال مستمرة لحد الآن أبا عن جد أثر كبير على المستوى الكبير الذي يقدمه الفرد إقتصاديا و علمياًّ و هذا لسبب جلي و هو الإستقرار المُبكِّر , ناهيك عن الإستيعاب المبكر للمسؤوليات  فلا وقت للعب و اللهو كما يحدث اليوم .

لو عدنا للتاريخ العريق للأمم الإسلامية المتعاقبة لوجدنا أن أبرز و أقوى الفاتحين و السلاطين و و قائدي الجيوش كانو صغار السن لدرجة لا تصدق  , فمحمد الفاتح السلطان العثماني الذي فتح القسطنطينية التي تسمَّى الآن بإسطنبول أي إسلام بول " مدينة الإسلام " , كان عمره 24 سنة عندما قام بالفتح العظيم , و هناك عشرات الآلاف من الأمثلة عبر تاريخنا العريق , و لك أن تعود إلى صورة مؤسسي الثورة الجزائرية المظفرة ستجدهم كلهم في عز شبابهم و منهم من لم يبلغ ال 20 من عمره , بل حتى الرئيس الجزائري الحالي لم يتعدى عمره 18 سنة عندما كان وزيرا للشباب و الرياضة , كل هذه الأمثلة تدل على قوام رجال الأمس و تحملهم للمشاق و المسؤوليات المختلفة في الحياة بل و قيادتهم لأمم بكاملها و هم في سن الشباب . كذلك الأمر بالنسبة للنساء  ففي ذلك الزمن كان يضرب بهن المثل في الحشمة و الفحولة و المقاومة و الجهاد و تحمل المسؤوليات الضخمة و تحمل المصاعب و المتاعب و تربية أجيال صاعدة بالرغم من إنعدام الإمكانيات لا مال لا سكن ولا أي شيء من ضروريات الحياة كان موفرا في ذلك الوقت , مع ذلك نجحن نجاحا باهرا في إنتاج جيل ذهبي . كل هذا دون ذكر الرابط الديني الإسلامي الذي كان قوياًّ لدرجة لا يمكن وصفها ولا يعيها أصلا شباب اليوم.

لكن الآن الأمر يختلف كثيرا , يبدو أن العولمة قد سيطرة على كل شيء  على كل عصب  على كل خلية من خلية شبابنا و مجتمعنا ككل و لا يمكن إستثناء أي أحد من هذا , تغيَّرت الظروف و تغيَّرت الأسباب و تغيَّرت وسائل العيش و تغيَّرت الإمكانيات المتاحة و بتغير كل هذا  تغيَّرت العقليات , فأصبح شباب اليوم ضعيفي الهمَّة و لا يتحملون مسؤوياتهم و الأهممن ذلك تغيَّرت الأولويات , فالذي كان أساسيا في الماضي و هو الإستقرار أصبح الآن و كأنه نوع من الكماليات , أصبحت قضية إنشاء عائلة مشقة عملاقة يتهرَّب منها الجميع تحت ألف حجة و حجة .

و بالرغم من توفر الإمكانيات في العصر الحالي و الرخاء التكنولوجي الذي يتمتع به إنسان اليوم , إلاَّ أن هذا كان نقمةً علينا فلم نواكب تصنيع هذه التكنولوجيا و لم نستغلها أحسن إستغلال  بل و كانت هي من تدمرنا و تفتت عائلاتنا في بعض الأحيان , و الأهم أيضا أنه تحوت هذه التكنولوجيات الجديدة إلى إلزاميات للعيش الكريم لا يمكنك الآن تصور بيت دون حواسيب و هواتف و انترنت و غسالة و ثلاجة و آلة الطبخ و آلة لغسل الأواني و كل هذه الأمور بالإضافة إلى السكن أصبحت تكاليف جد باهضة تكلِّف صاحب المشروع كثيراً , تقريبا يعني أصبح الزواج مشروع إقتصادي أكثر منه عائلي و إجتماعي و أصبح عامل ضجر بدل أن يكون عامل إستقرار .

و لنتعمق أكثر في مشكلة شباب اليوم , علينا أن نتجه إلى الجامعات و المراكز التكوينية و المدارس و المؤسسات التعليمية , سنجد إقبال الذكور فيها ضعيفاً و نشاطهم ضئيل , و نراهم غير مبالين تماما بالدراسة و بتنمية قدراتهم العلمية التي ستوصلهم حتما يوما ما طال الزمن أو قصر إلى مناصب راقية أو على الأقل إلى موقع متميز في المجتمع يضمن لهم الدخل الجيد و الذي يعينهم على مشاريع حياتهم , لن يكون هذا بالطبع بدون مجهود دراسي و هذا مايعتبره الأغلبية من شبابنا مجرد مضيعة للوقت و يبحثون عن مصادر الدخل السريع الذي حتما لا يفي بما يحتاجه لتحمل مسؤولية عائلة بأكملها , هذا ليس لب المشكل  يكمن اللب أيضا في السيطرة المتنامية للمرأة في كل المجالات و بقوة  تتغلب على الرجل في الأغلبية منها تكاد تقتحم الجيش كجندية و عندها لن يبقى للرجل شيء .

ظهر بقوة في الآونة الأخيرة  أي ما بعد الألفية الجديد مصطلح المرأة العاملة .... , المرأة التي كانت ضيعفة و تنتظر الحظ و المكتوب كما يقال , أصبحت سيدة قرارها و بالإضافة إلى ذلك أصبح لها إستقلال مالي و مادي لا تحتاج إطلاقا إلى أي معونة أو إلتفاتة و لا تنتظرها أصلاً ,  المال هو السيد و هو في يد المرأة العاملة التي تسود المجتمع الحديث , و يعني ذلك بوضوح أن مقاليد السيطرة الحقيقية أصبحت في يد المرأة أكثر من الرجل, الرجل الذي أصبح يعاني الأمرَّين و يجاهد من أجل منصب عمل بسيط لا يليق به و لا يكفيه لتحقيق كرامته , بينما تجد المرأة المتخرجة مناصبا على كل نوعٍ و لون و بالصيغة التي تريدها , نستطيع القول أن المرأة بعد أن تمكنت من تحصيل مستوى علمي دراسي قوي أصبحت أبواب مصادر الدخل تفتح على مصرعيها  , بينما الرجل المسكين ضيعف الإمكانيات العلمية و الدراسية  لا يستطيع أن يتجرأ و ينافس الأنثى على المناصب , و بالتالي أصبحت الإمكانيات التي تتيح له مقاليد السيطرة ضعيفة للغاية , و نتيجة ذلك واضحة عندما يتحول المجتمع من أبوي ذكوري إلى مجتمع أنثوي  هنا يكون مستوى الخطر في أقصى ما لديه .

لا نلوم المرأة الحديثة على إجتهادها و عملها و جهادها في سوق العمل , لكننا نلوم العنصر الذكوري الرجل الذي أضاع الطريق الصحيح و لم يعد قادراً على مواجهة أعباء الحياة بأشكالها , بالتأكيد هناك دائما إستثناءات فنحن لا نعمم إطلاقا و لا يجب أن نعمم , هناك دائما رجال واقفون و على أشدهم و هم من تقف على أكتافهم هذه الدولة و هذا المجتمع , لكن الحقيقة تقال لا يمكن لأحد إقناعي بأن الجيل الذي يتربى على الغناء و الرقص و الشهوات و المخدرات و اللهو و اللعب و يتبع  النَّص الغربي غير المفيد المتعفِّن بحذافره حرفًا حرفًا , و يهمل دينه أشد إهمال بل لا يعرف من دينه سوى إسمه لا غير , لا يمكنك أن تقنعني بأنَّ شباب من ذوي 30 سنة لا يزال يعتبر نفسه في المهد و يتصرَّف مثل الصبيان  و لا يراعي أي أحكام و قواعد  أن يكون في المستقبل شيئا صالحا نستطيع ذكره .

القاعدة  الطبيعة البشرية التي تفرض على الجميع البحث عن الإستقرار في إطار الزواج الكريم الذي يكفل الشرف و الكرامة للمرأة و الرجل  لم تعد مهمة بالقدر الذي أضحت العلاقات غير المجدية و العلاقات الحرام و كل ما يتم بين الرجل و المرأة دون زواج أو قبل الزواج ضرورة غير مقصودة , بل عادة طبيعية نراها تتفشى بقوة خصوصا في المراكز التي يجب أن تنتج لنا كبار الأمة و ليس أصاغرها  , أصبحت الجامعات و الثانويات و حتى المتوسطات و الإبتدائيات أحيانًا تعجُّ بالغراميات و المحرَّمات بأنواعها المليون و تحت مليار حُجَّة يدافع بها مرتكبوها لإبراء ذمتهم , و أصبحنا نرى جرائم الشرف لكثرتها شيئا عاديا  و هناك من أصبح يجعل له إطاراً شرعيا دون خجل أو حِشمة , هذا الإتجاه الخبيث الذي يقع فيه شبابنا بل يمكن القول أحيانا حتى أطفالنا هو نتيجة للتأثير القوي للإعلام المحلِّي قبل الغربي  كل وسائل الإعلام إلاَّ من رحم ربي  تسوق و تدعم هذه الأفكار الخبيثة , نرى الأفلام و المسلسلات التي ترسم خراطة حياة أبنائنا على الطريقة الغربية المتخلفة , تصور لهم كل ما هو حرام و مُهين على أنه عادي و ربما حلالاً , نعم ف المسلسلات و الأفلام التي أفسدت مجتمعنا أشد إفساد تظهر كل المساوء و العلاقات المحرمة على أنها شيء مقبول , و بالنظر إلى طبيعة العقل البشري و الطبيعة النفسية للإنسان فإنه إذا مرَّ عليه الموضوع ولو بلمحات بسيطة لأكثر من مرة بشكل مكرر و مدروس إلى ترسيخ و رسم قواعد جديدة في العقل الباطني , و هنا  يخضع ذلك الإنسان المسكين إلى ما رُسِّخ في ذهنه بدون حتى أن يعلم , كيف ذلك ؟؟

عندما يواجه الإنسان المستهدف من الإعلام وضعيات قريبة أو مشابهة لما رأى في الأفلام أو المسلسلات , فإنه لن يتحير و لن يصدم ولن يقاوم أو يعارض ما يعيشه ب سيقبل بالنظر إى ما يمليه عليه عقله الباطني  حتى ولو كان ذلك أحيانا ضد فطرته البشرية و ضد مبادئه اتي يسير عليها , الجميع يدرِّب أبنائهم الآن على الغناء  و الرقص منذ نعومة أظافرهم عن طريق قنوات تدعي أنها موجهة لصلاح الأطفال  و أشهرها " طيور الجنة " , و بعدها يتعلمون كل ما هو خبيث في الرسوم المتحركة التي تومض عليهم بإيحاءات غير أخلاقية تدربهم عليها منذ الصغر , لذلك لا تتحير الآن عندما ترى مهرجانات الأغاني و الرقص تعُجُّ ب الشباب , و لا تتسائل عن العدد الهائل من الشباب من الجنسين الذي يذهب في أدراج الرياح نتيجة المخدرات و أشياء أخرى واهية .

يمكنك التمعن في نظرية شباب اليوم الذي أصبح حلم حياته هو الفتيات و النساء و الراحة و الرخاء و العيش الرغيد دون تعب و دون أي مجهود , هذا مادربته عليه وسائل الإعلام التي تدار بأيدي صهيونية خبيثة .

إصلاح الشباب اليوم يتطلب مشروع دولة ضخم يعمل فيه كل من له بذرة صالحة في قلبه , بداية من تقوية الأواصر الدينية التي تكاد تُفقد بالكامل , إلى التحفيز على الإستقرار و المساهمة في بناء المجتمع و الدولة بشكل عام . لن تتمكن الدولة بمؤسساتها مجتمعةً من  تغيير الأمر جذرياً , صحيح أنها تستطيع أن توفر كل ماهو مادي و توفر كل ما يتعلق بالتكوين و التعليم و عمل و سكن و غيرها , لكن الإصلاح الجذري يبدأ من أصغر مؤسسة في الدولة و هي الأسرة الصغيرة أي تربية الأم و الأب ثم الجد و الجدة ثم العائلة الكبيرة , عندها تعود اللُّحمة وتعود البذرة الصالحة .

    !!! هل رأيت أنَّ مشكل ال11 مليون عانس في الجزائر الذي يهدد مستقبل دولة بأكملها
و هل إستنتجت أن هذا المشكل  مرتبط بآلاف آلاف المشاكل الأخرى بل هو نتيجة عامَّة لمختلف أنواع المشاكل  و الفساد المتفشي في مجتمعنا  !!!

كل ما ذكرناه سابقا يمثل الأسباب الأصية للمشكلة , ولا تلوم أحداً في الموضوع بل إلتفت إلى نفسك و أصلح ما يمكن إصلاحه بالتمام و الكمال و إبحث عن كل ما هو خير و ستجده بإذن الله و لا تيأس من هذه المشاكل المتراكمة .

قد يبدو الموضوع في بادىء الأمر مضحكًا لكنه يحدد مصير وجود شعب بأكمله . إذا كان الشعب الجزائري تعداده 45 مليون فرد و نسبة النساء فيه تكاد تكون النصف 55% أي يعني قرابة 20 مليون أنثى و إذا قمنا بترتيب خفيف و التفريق بين نسب الأطفال و بين من لم يصلو إلى مستوى البلوغ و من هم في سن اليأس فما فوق  , أعتقد حينها لن يبقى سوى حوالي نسبة 10-14% من الإناث الشباب في سن الزواج و إن كان عدد العوانس في الجزائر يفوق 11 مليون عانس غير متزوجة  فيمكن حينها القول أن معظم فتيات الجزائر عوانس قرابة 70%  !!!!   هذا الرقم مخيف فعلاً , سنشهد بعد سنوات قليلة قادمة , حوالي عشر سنوات ضمور المجتمع الفتي و ظهور المجتمع العجوز في بلدنا الذي كنا نزخر و نفخر بوجود أكثر من 70% من شعبه في مستوى الشباب .

شاهد التقرير المفصَّل و المٌلخِّص للموضوع



  • تعليقات الموقع
  • تعليقات الفيس بوك

0 Comentair:

Post a Comment

Item Reviewed: 11 مليون عانس في الجزائر | أزمة تهدد كيان المجتمع Rating: 5 Reviewed By: AyoubVision
Scroll to Top
google-site-verification: googleeb9bb8d83dc3c4d3.html